شعار قسم مدونات

التناقضاتُ في أزمةِ قطر

blogs الأمير تميم

تصاعدت مجرياتُ الأحداث في الخليج العربي لتشمل الوطن العربي بأكمله، وتصريحات متتابعة من الدول العربية وغير العربية تجاه موقفهم من قطر، الأمر الذي أفرز تناقضات عدة عٙمّت الساحة السياسية العربية والدولية لنتحدث عن بعضها منتظرين تناقضات أكثر مع تطور الأزمة:

التناقض الأول: السعودية ومن خلال صحفييها ووسائل إعلامها قالت أنها لن تسمحٙ لأي أحد بأن يستخدمٙ الدين للوصول إلى مكاسبه السياسية، ألا يعدْ استخدام مشايخٙ المملكة كوجه داعمْ لخطواتها التصعيدية استخدامًا للدين للوصول وكسب أكبر دعم من جمهور هؤلاء المشايخ الذين يقدر أعدادهم بالملايين؟

التناقض الثاني: أحدُ مشايخ السلاطين في السعودية كان داعمًا لغزة وقت حربها وفي محنتها والآن بعد تصريحات وزير الخارجية السعودي التي اتهمت حماس بالإرهاب تراه يقفُ معه ويؤيده ويدعو له بالمباركة!

التناقض الثالث: الأردن البلدُ التي هددت بقطعِ علاقاتها وإلغاء اتفاقية السلام مع الكيان الصهيوني إذا لم يحضروا الترياق لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل تجدها الآن تتخذُ خطواتِ دول الخليج والسعودية وتقفُ معها وتنقلبُ على حماس.

التناقض الرابع: تركيا الدولة غير العربية وقفتْ بجانب قطر العربية في الوقت الذي كل العالم العربي صاح "بلاد العرب أوطاني وكل العرب أخواني". 

في اجتماع السعودية بحضور ترمب صفّقٙ الحاضرون عندما قال عن إرهاب حماس، وحينها أقيمت مآدِبُ فيسبوكية كبيرة تلومُ الدول المصفقة، الآن هذه المآدبُ تحولت إلى شكرٍ عند كثيرٍ من اللائمين بالأمس وتأييدًا لمقاطعةِ حماس

التناقض الخامس: لن أبديٙ رأيي في موضوع تطبيع قطر مع الكيان الصهيوني والذي أثاره بعضُ مشاهير الفيس بوك، وأن هذا جزاؤها لكني سأستغربُ من تغاضيهم عن التطبيع الرهيب بين الدول العربية الأخرى مع الكيان، ومحاربتهم من يحاربونه في الوقت الذي دعمت فيه قطر من يحاربون الكيان.

التناقض السادس: في اجتماع السعودية بحضور ترمب صفّقٙ الحاضرون عندما قال عن إرهاب حماس، وحينها أقيمت مآدِبُ فيسبوكية كبيرة تلومُ الدول المصفقة، الآن هذه المآدبُ تحولت إلى شكرٍ عند كثيرٍ من اللائمين بالأمس وتأييدًا لمقاطعةِ حماس.

التناقض السابع: السعودية من المعروف أنها رعت عدة جلسات للمصالحة بين فتح وحماس أي باعترافها الضمني بشرعية حماس على الأقل، مع استمرار الانقسام في السياسة الفلسطينية والحصار المستمر على قطاع غزة والتصريحات الفلسطينية بتصعيد جديد تجاهها، يمكنُ أن نعلمٙ الآن أن الانحياز في جلسات المصالحة كان للسلطة الفلسطينية مع تدبير المكائد لحماس.

التناقض الثامن: ظهرت الآن أصواتُ المؤيدين لإيران ليقولوا أولم نخبركم عن قطر؟ وليقولوا أن قطر هي التي ساعدت في وصول الأحداث السورية إلى ما عليه الآن، لستُ هنا لأعلمٙ ما يحاكُ تحتٙ الطاولة وإن كانت فعلًا قد ساندت أم لا لكني أعلمُ أن الإنسان لا يعيبُ غيرهُ بعيبٍ هو فيه! الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني وجرائمهم المتوحشة في سوريا وبحق المدنيين ألا تعدُ أمرًا كارثيًا أدى إلى تصاعدُ الأمرِ في سوريا إلى ما عليه الآن، ثم إن قطر وبواجهتها الإعلامية العالمية – قناة الجزيرة – قد فقدت عدد من مراسليها ومصوريها في الأحداثِ السورية!

بالطبع لربما أحدكم ينتظرُ مني أن أبدي تناقضًا في خطوات دولةِ مصر بشكل مباشر، لكنْ إذا لم يتم الاعتراف برئاسة عبد الفتاح السيسي بشكل كامل دوليًا فلماذا إذًا أعطيه قيمةً واعترفٙ به؟

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.