شعار قسم مدونات

حصار أم تركيع قطر؟

blogs - Doha corniche
يبدو أن الإجراءات التي اتخذت من بعض الدول العربية ضد دولة قطر أمر دبر بليل فالدول الرئيسية المحاصرة السعودية والإمارات تحمل نفس الأجندة السياسية أما مصر وليبيا واليمن فهي دول لا تملك من قرارها السياسي شيء وهي دول تابعة كغيرها من الدول العربية فالسيسي يعتاش على الرز الخليجي وحفتر يقدس داعميه الإماراتيين. 

هذا التصعيد الخطير والمفاجئ من دول تعتبر شقيقة كان مفاجئا للجماهير العربية وأعتقد أنه كان مفاجئا للقيادة القطرية أيضا الواضح أن القيادة القطرية استطاعت امتصاص الصدمة الأولى وهي الصدمة الأقوى كونها كانت مفاجئة كما يبدو أن القطريين يتعاملون مع الملف بحكمة وببرودة أعصاب 

المتابع للأحداث منذ بدايتها لا يستطيع إلا أن يربط بينها فهي أحداث تمت بخطة مدروسة بدايتها كانت باختراق وكالة الأنباء القطرية لبث تصريحات مكذوبة على لسان أمير البلاد لتكون مادة دسمة للإعلام والقنوات المحسوبة على السعودية والإمارات والتي قامت بدورها بعمل التقارير والنشرات للتحريض على قطر لأيام معدودة مع أن القطريين أكدوا اختراق وكالة الأنباء القطرية منذ اليوم الأول للاختراق كما يبدو أن التسريبات التي ظهرت بعد اختراق البريد الإلكتروني للسفير الإماراتي في الولايات المتحدة قد أثارت غضب قيادة الإمارات وسرعت من مجريات الأمور. 


المثير في الموضوع والذي أراه محاولة تركيع أنه تم بسلاسة وإجماع كامل ضد دولة عربية معروفة بمواقفها المدافعة عن القضايا العربية والإسلامية. وهنا يراودني ويراود كل عربي سؤال أين هذا الإجماع والرؤى المشتركة من إيران؟ إيران التي تحتل أربع عواصم عربية وتسرح وتمرح وتقتل وتهجر ولا يمر يوم إلا ونسمع تصريحاتها وتهديداتها بغزو بلادكم هل أصبحت قطر أشد خطراً من إيران؟ لماذا لم تقرروا أن تحاصروا إيران ألد أعدائكم؟ أو تطردوا سفرائها؟ وهو أضعف الإيمان! 

الموقف الأميركي لا يزال غامضا في حين أن المتحدث باسم البيت الأبيض يصرح عن إعجاب ترامب بمواقف أمير قطر يغرد ترامب بأنه خلال زيارته للخليج ذكر وجوب إيقاف تمويل الإيديولوجيات المتطرفة فأشار الحكام الى قطر! الواضح والغير قابل للشك بأن الحصار وقطع العلاقات ما كان ليتم لولا وجود ضوء أخضر من الولايات المتحدة. 

القائمين على هذا الحصار نسوا أو بالأحرى لا تهمهم مشاريع التعاون العربي أو الخليجي فهم يعملون على قدم وساق على جمع التأييد لهذه الحملة الظالمة فها هي الأردن تخفض تمثيلها الدبلوماسي وتلغي تصاريح قناة الجزيرة أما موريتانيا فتقوم بقطع علاقاتها الدبلوماسية

الدول المحاصرة تلعب اليوم على وتر الحصار الاقتصادي لقطر والذي يرونه بأنه سيؤدي بها لتغيير قيمها وسياساتها وهو ما صرح به وزير الخارجية السعودي عادل الجبير من فرنسا. هذا التصعيد الخطير والمفاجئ من دول تعتبر شقيقة كان مفاجئا للجماهير العربية وأعتقد أنه كان مفاجئا للقيادة القطرية أيضا الواضح أن القيادة القطرية استطاعت امتصاص الصدمة الأولى وهي الصدمة الأقوى كونها كانت مفاجئة كما يبدو أن القطريين يتعاملون مع الملف بحكمة وببرودة أعصاب وبدؤوا بفتح قنوات دبلوماسية وخارجية مما يساعدهم على إيجاد الحلول في حال امتد الحصار لفترة طويلة. 


القائمين على هذا الحصار نسوا أو بالأحرى لا تهمهم مشاريع التعاون العربي أو الخليجي فهم يعملون على قدم وساق على جمع التأييد لهذه الحملة الظالمة فها هي الأردن تخفض تمثيلها الدبلوماسي وتلغي تصاريح قناة الجزيرة أما موريتانيا فتقوم بقطع علاقاتها الدبلوماسية. وهذا ما لا يراه القائمون عليها كما أن نتنياهو وملالي طهران يعيشون اليوم أجمل أيامهم بل لم يكونوا ليحلموا بأيام مثلها حتى أتى من ينفذ لهم هذا الحلم. 

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.