فعالية الأخبار المزيفة ليست أمرا مسلما به، فهناك الكثير من الدراسات والنظريات العلمية في مجال الإعلام التي درست مدى قوة نشر الأخبار المزيفة. فبعد اختراع الراديو كان التوجه السائد لدى الباحثين أن للرسائل الإعلامية قوة لا تقهر، وأن المتلقي هو مستقبل سلبي، يتم التلاعب به بسهولة.
قدرة الأخبار المزيفة على خلق البلابل تقل مع وعي الجمهور وقدرته على تحليل الرسائل الإعلامية. فكلما ازداد الإنسان اطلاعا، زاد تدقيقه في المعلومات وصحتها. فتنمية الثقافة الإعلامية لدى المتلقي كفيل بوقايته من خطر التلاعب بحاضره ومستقبله. |
ففي سنة 1938، تم بث خبر هجوم فضائي على إذاعة في مدينة نيويورك، وتم تحليل الخبر من طرف أستاذ جامعي، مما نتج عنه موجة ذعر وخوف عارمة بين السكان. لكن الدراسات الحديثة اكتشفت عبر التدقيق في أثر الرسائل الإعلامية على المتلقي، أن هناك تفاوتا شاسعا بين فئات الجمهور، فكل منا يتفهم ويحلل بطريقته الخاصة، حسب عوامل متشابكة منها وعيه واطلاعه وحالته النفسية ومعتقداتهم وعوامل أخرى. فالجمهور ليس سلبيا يأخذ كل ما يسمع بلا فكر أو تحليل.
الفعالية الحقيقية للأخبار المفبركة هو عند استعمالها في فترات حرجة لتأثير قصير الأمد كفترة الانتخابات أو في النزاعات. فمن الواضح كيف كان ترمب ينشر المغالطات والمعلومات غير الدقيقة في حملته الانتخابية لجلب الأصوات وتشويه منافسته هيلاري كلينتون. وقد نجح في تحقيق الفوز رغم فضائحه وخرجاته المثيرة. وفي فرنسا، حاولت بعده ماري لوبان تشويه منافسها ماكرون ففشلت.
قدرة الأخبار المزيفة على خلق البلابل تقل مع وعي الجمهور وقدرته على تحليل الرسائل الإعلامية. فكلما ازداد الإنسان علما واطلاعا، زاد تدقيقه في المعلومات وصحتها. فتنمية الثقافة الإعلامية لدى المتلقي وتطوير حسه النقدي كفيل بوقايته من خطر التلاعب بحاضره ومستقبله.
في رأيي الشخصي، أزمة قطر ستنفرج عاجلا أم آجلا، وسيفهم الجيران ولو متأخرين أن قوتهم في وضع آليات لضبط الخلاف وتعزيز التعاون عوض سياسية تكسير العظام. أما مصيبتنا نحن ففي معركة مواجهة الأخبار المفبركة بنشر العلم والثقافة.