والمشكلة تبدأ عند هؤلاء وخاصة من قرأ منهم بعض الكتب الفكرية والفلسفية، عندما تدور في صدورهم اسئلة شك حائرة ولا يجدون الإجابات عليها إلا عبر مواقع التواصل الاجتماعي وبعض المواقع الإلكترونية التي تدار من جهات خارجية وأجندات مشبوهة بعناوين براقة لاصطياد هؤلاء الشباب وحرفها عن دينها وقيم مجتمعها لأهداف صارت معروفة تتلخص بإيجاد فئة من الناس من أبناء جلدتنا يتسمون بأسمائنا ويحملون نفس هويتنا الدينية ولكنهم ينسلخون بالكلية عن الدين بل ويحاربونه ما استطاعوا لذلك سبيلا…
المسؤولية التي تقع على عاتق رجال الدين والمؤسسات الدينية فهي كبيرة جدًا.. فيجب أن يكونوا مؤهلين لحوار هؤلاء الشباب برحابة صدر وبفكر منفتح. |
وترعى مؤسسات عالمية الإلحاد وترعى أولئك الملحدين منها مثلا.. التحالف الدولي للملاحدة ..ATHEIST ALLIANCE INTERNATIONAL، رابطة الملاحدة ، مؤسسة ريتشارد دوكنز لدعم العقل والعلم، الاتحاد الدولي للاتجاه الإنساني والأخلاقي، الرابطة الدولية لغير المتدينين والملحدين، حتى إن بعضها تعطي مساعدات مالية كبيرة للمنظم فيها حسب فاعليته..
وتقوم تلك المؤسسات من خلال وسائل التواصل الاجتماعي بالترويج لمقولات ظاهرها بريء وباطنها مسيء للدين كمحاولة الربط بين الإسلام والإرهاب أو منظمة داعش الإرهابية أو عبر التشكيك بدور المرأة في الإسلام أو الحديث عن الأمور الغيبية أو عبر محاولة فصل الدين عن العلم من خلال عناوين ومقولات مبتورة من القرآن الكريم أو الأحاديث النبوية أو أقوال علماء الإسلام بمبدأ.. ولا تقربوا الصلاة…
كما يقوم هؤلاء بالسعي لتكريس فهم الفصل بين الدين والعلم عبر نماذج لا تمت للدين بصلة لا من قريب ولامن بعيد ولكنهم يستفيدون من جهل هؤلاء الشباب بل في الكثير من الأحيان يزيفون لهم حقائق ووقائع تاريخية لتأكيد مزاعمهم الواهية الساقطة..
وفي ظل التطور الغير مسبوق في وسائل التواصل الاجتماعي تقوم تلك الجمعيات بالتسويق لمقولات وأفعال ييقوم بها بعض المتأثرين بتلك الأفكار الإلحادية بل ويصل الأمر إلى الدفاع عنهم من خلال العديد من منظمات حقوق الإنسان العالمية.. إن الأسباب التي دفعت هؤلاء الشباب ليكونوا في صفوف الملاحدة الجدد ليس ضعف في حجة الدين والقدرة على مواجهة تلك الأفكار بل يتجلى الأمر وبكل بساطة في أمرين اساسيين العائلة نفسها ورجال الدين..
فالعائلة التي تربي أبنائها في جو قمعي تمنعهم من طرح تساؤلاتهم حول الدين والربوبية والخلق… إلخ، وتزجرهم بل تعاقبهم بشدة إذا نطقوا بما لا يتماشى مع الذهن الأحادي الذي لا يقبل بالرأي الأخر ويلزمك برأيه وبطبيعة الحال هو أصلا لا يمتلك المقدرة على إجراء حوار من هذا النوع وترى الكثير من البيوتات المتدينة ويمكن أن يكون الأب أستاذا في الشريعة والأم داعية مثلا، ولكنهم لم يستطيعوا استيعاب أولادهم وهذا ما يجب أن يكون في المقام الأول..
المشكلة تبدأ عند هؤلاء وخاصة من قرأ منهم بعض الكتب الفكرية والفلسفية، عندما تدور في صدورهم اسئلة وشكوك حائرة، ولا يجدون الإجابات عليها إلا عبر مواقع التواصل الاجتماعي. |
أما المسؤولية التي تقع على عاتق رجال الدين والمؤسسات الدينية فهي كبيرة جدًا.. فيجب أن يكونوا مؤهلين لحوار هؤلاء الشباب برحابة صدر وبفكر منفتح ولا يستعملوا التكفير والإخراج من الدين كمطية للتهرب من الحوار.. رجال الدين ومن يدور في دائرتهم يجب أن يلموا بالفلسفة ونقاشاتها بل وأن يطلعوا على الأفكار المخالفة حتى يمتلكوا الحجة…
المؤسسات الدينية يجب أن تنشأ مراكز تعنى بمواجهة تلك الأفكار الإلحادية وخلق حلقات نقاش بنّاء مع الشباب وقبل ذلك كله استيعاب أولادنا لو كانوا بعيدين وإلا سيتم استيعابهم من الغير ويكونون وبال على عوائلهم ومجتمعاتهم ومن دون ذلك كله فإن المواجهة ستستمر بل وستعنف.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.