كل من يستعيد المدن العراقية من داعش عبر تدميرها، وقتل أهلها، ويجعلها مُدن أنقاض باسم الحسين أو طريق القدس ولا يكترث لحياة المدنيين، فهو إرهابي يمارس الإرهاب بحربهِ ضد الإرهاب. |
إن فكرة الحرب على الإرهاب قائمة على صناعة عدو وتجريده من الشرعية والاعتراف به كعدو أو منافس أو خصم، فأصبح الإرهابي مُحارِب أو خصم غير شرعي، وقد يكون مدنيا أو عالِما ولا يخضع لقوانين الحرب ولا اتفاقيات جنيف، وليس له حقوق ولا تنطبق عليه المعايير الآدمية في المعاملات، وعلى العالم الاتفاق على مواجهته والقضاء عليه ومواجهة مموله ومغذيه بمزاجية القوي وبمبدأ "حين تواجه برابرة يجب استخدام وسائل بربرية". لذا نرى الفجور في الخصومة وتوزيع تهم الإرهاب وبالمجان.
يقول ابن خلدون "الطغاة يجلبون الغزاة" أما اليوم وعندما كسرت الشعوب الحرة القيود؛ صنعت أقبية المخابرات الكثير من الجماعات الإرهابية في السجون والمعتقلات التي أصبحت معاهد لتخريج وتفريخ الإرهاب والتطرف في المنطقة وتركوا الشعوب رهينة بأيديهم؛ ليأتي الغزاة ومعهم الطغاة من بوابة الإرهاب "لينقذوا الشعوب" من الإرهابيين ويثبتوا الطغاة في السلطة كضرورة مرحلية "لحفظ الأمن". وبدلا من أن يقضوا على مسببات الإرهاب ومغذياته ومعطياته والأرضية الخصبة التي أنشأته وخاصة الاستبداد؛ شنوا حرباً شعواء على من يحاربه شرعياً بعد أن تركته وغذته دول "اللا مشروع واللا إرادة" في المنطقة، فهؤلاء لم يتركوا الجمعيات والمنظمات المجتمعية والجماعات الإسلامية والعلماء تقوم بدور مؤسسات الدولة الهشة بالتوعية من مخاطر التطرف وضرورة الإصلاح، بل حاربوا كل من يحارب التطرف والإرهاب بالقوة الناعمة وبقوة المنطق والدين والدليل ووضعوها بخانة واحدة مع الإرهابيين.
ولغياب الآليات ونقاط التصنيف والمعايير الموضوعية في تحديد من هو الإرهابي، يمكن القول إن من "يتفرج" على الشعب السوري، يُدك بالبراميل المتفجرة، والفسفور الأبيض، والأسلحة الكيمياوية، ويستطيع أن يوقف حمامات الدم، ولم يفعل شيئًا، فهو إرهابي أيضاً يمارس إرهاب السكوت، والفُرجة، والقلق، باسم المصالح الدولية والإقليمية وباسم المجتمع الدولي. وكل من يستعيد المدن العراقية من داعش عبر تدميرها، وقتل أهلها، ويجعلها مُدن أنقاض باسم الحسين أو طريق القدس ولا يكترث لحياة المدنيين، فهو إرهابي يمارس الإرهاب بحربهِ ضد الإرهاب.
أيها الأحرار في العالم العربي المنكوب، امحو ركبكم بالممحاة! لكي لا تجثوا لمرحلة أو تيار أو تحالف وإن وضعوكم بخانة واحدة مع الإرهاب، اضربوا جدران الظلم والقمع. |
وكل من ينقلب على ثورات الشعوب الحرة، بأعمال مُضادة مُصطنعة وضيعة، وانقلابات عسكرية، ويقتل متظاهرين مدنيين عُزل باسم "تفويض الشعب"، فهو إرهابي يمارس الإرهاب بزي الشرطة والجيش وبثوب الدولة. وكل من يُبرر القتل والقمع بإرهاب "التيك أوي" أو بفتاوى "التيك أوي" من وُعاظ السلاطين، مؤيدًا للقتل أو القمع والاعتقال والإخفاء، فهو إرهابي ومجرم.
أخيراً، أيها الأحرار في العالم العربي المنكوب، امحو ركبكم بالممحاة! لكي لا تجثوا لمرحلة أو تيار أو تحالف وإن وضعوكم بخانة واحدة مع الإرهاب، اضربوا جدران الظلم والقمع والاستبداد والتجهيل؛ ليدخل نور الحرية ويضيء الطريق للأجيال القادمة.