شعار قسم مدونات

أعظم مهنة في العالم

blogs - mother

لعلك لم تفكر يوما لماذا جعل الله من المرأة "أماً "، هل تعبدت متأملا في حكمة الله.. أليس هذا تفضيلا وتفضلا، أن يأتي خلق الله من رحمها! ألم تحلم يوما بأطفال كعمر وعلي وعثمان ألم يراودك الحلم.. أن يكون نسلك ممن يحررون المسجد الأقصى، ولكن كيف! كيف يأتي، أيعقل أن يأتي بمدارس دولية وثلاث لغات وتعاليم غربية وإسلام بالوراثة؟ هل تفرح بأبنائك حين يتحدثون الإنجليزية بطلاقة في حين أنهم يتهتهون الفصحى، يبحثون عن أول فرصة للهجرة..

 

أصبح الإسلام عندهم عادات وتقاليد يجب تركها وكل ما في الغرب تحضر وتطور. مساكين حرفوا لهم التاريخ ولم يجدوا من يصححه. لم يحدثهم أحدهم عن عقيدتهم كانوا كقطع إسفنجيه امتصت مياها فاسدة فتلوثت وامتلأت بها.

المشكلة الكبرى تكمن في أن المتحدثات بحقوق المرأة أنفسهم يهدرون حقها، فيحصرون دورها في العمل خارج المنزل والانطلاق والاستقلال المادي، وأن الأنثى التي لا تفضل العمل هي متخلفة، رجعية ولا تستطيع أن تواجه التغير وربما أيضا في وجهة نظر ربة المنزل، أن المرأة العاملة مهملة في بيتها، متمردة، أنانية.. إلخ. لا أقف في صف الرجل ولا في صف العاملة أو ربة المنزل.. أقف في صف الأم "أعظم مهنة في العالم" الأم التي تصنع أبطالا بل جبالا تبني بها الأمم أقف في صف ساقية الأزهار من لا يحل ولا يقدر على دورها أحد.

الأمومة فطرة ولكن التربية تحتاج لدراسة تحتاج الأم أن تكون ذكية بالقدر الكافي بالقدر الذي يجعلها مؤهلة لصنع الأبطال

ولكن كيف نبني الوطن بأم لا يعنيها سوى الصحون المتسخة وأحدث الصيحات ومجاملات الأقارب.. وأخرى منهكة من العمل لا تريد أن يزعجها أحد الى أن تفيق لليوم التالي وهكذا هو الحال كل يوم، وإحقاقا للحق هناك العاملة القوية التي تتعلم لتبني بيتها من الداخل تصب في جوف أولادها كل التجارب تجعل مع ثقافتها حارسا لهم ومعلما ودودا، وأخرى كرست نفسها لبناء الأبطال لم ترد أن يكون لهم ملجأ سواها والاثنتان متعادلتان كل منهما اختارت الوظيفة الأسمى (أمومة ).

ليس لنا الحق أن يحكم أحدنا على الآخر ولكن ربما يحسن المتفرج التعليق، لأنه أكثرهم انتباها وأحسب أنني ما زلت من المتفرجين الذين يبنون أحلاما عن التربية التي أعلم تماما مدى صعوبتها ولكن طالما أنه في كلا الأحوال هناك جهد وعناء فلماذا لا يوجه!

الأمومة فطرة ولكن التربية تحتاج لدراسة تحتاج الأم أن تكون ذكية بالقدر الكافي بالقدر الذي يجعلها مؤهلة لصنع الأبطال. أيتها الأم الجميلة نحترم اختيارك في العمل من عدمه ولكن نتمنى منك جيلا محررا مغيرا وهذا لن يحدث بدونك، العالم ينتفض كل يوم ولا يقعد يكفينا تعليما فاشلا.. لا تكوني أنتي أيضا أما فاشلة. أنتي أعظم مهنة في العالم.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.