قبل أن أبدأ هذا المقال أودُ التنويه إلى أنه إلى هذه اللحظة التي أكتبُ فيها هذا المقال لم يتم تحديد اسم واضح لهذه الأزمة (حصار هي أم مقاطعة)، هذا الأمر الدي أشغلَ الطرفين، وإني والله أراها مُقاطعة لأنني أخجل أن أجعل الحاصل هنا والحاصل في غزَّة تحت مسمى حصار.
هذه المقاطعة "الأزمة" التي كانت عبارة عن كذبة، ويعلم الجميع بأنها كذبة، وكان من المفترض أن يُصدقها الجميع، فلم يصدّقها أحد! فأصدروا قانونًا بأن من لم صدقها سيُسجن لمدة 15 عام! لك أن تتخيّل أن تُسجن لمدة 15 عام بتهمة تصديق كذبة!
أتعلم ما هي الكذبة التي تسببت بقطع العلاقات الدبلوماسية مع مجموعة من الدول بالإضافة إلى إغلاق الحدود الجوية، والبحرية، والبرية، وشَنْ حملات إعلامية شرسة؟ هي "دعم الإرهاب". نعم كما تقرأ، هذه التهمة التي أصبحت تهمةَ من لا تهمة له، تهمةْ دون تهمة، لأن الإرهاب هو تعريفٌ فضفاض، تعريف غير واضح، هو أشبه بمادّة المعجون التي يستخدمها الأطفال، يتشكّل كما تشاء اليد، ويعود كما كان.
إذًا ما المقصود بدعم الإرهاب كما اتهم بعض الأشقّاء الأشقياء؟ من خلال الأخبار علمت بأنهم يتهمون قطر بدعم: الحوثي، داعش، إيران، حماس، الإخوان المسلمين، والتدخل في الشؤون الداخلية لبعض دول المقاطعة! ولا يملكون دليل على ذلك وهنا المشكلة! بدأت بكذبة ويجب أن يصدّقها الجميع، ويجب بأن تعتذر قطر عنها! وأعتقد أن هذه الأزمة لن تنتهي إلا إذا اعتذرت قطر عن الكذبة، أو اعترفت دول المقاطعة بأنها كذبة، وهذا لن يتم بأي حالٍ من الأحوال، وهنا سنطرحُ تساؤلاً من الذي جاء أولاً البيضة أم الدجاجة؟
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.