نستطيع رؤية فشل الإدارات المصرية المتعاقبة ومواكبة الإعلام المصري لكل ذلك الفشل منذ نكسة حزيران وما خرج به المذيع المصري حينها (أحمد سعيد) وتحويله تلك الهزيمة الكبرى إلى نصرٍ مبين! |
وبمطالعة أدق للكتاب الإيراني نستشف أنّ أهم خصائص الصحافة المصرية كانت وبشكل عام -وفي كل حقبها- هي الدفاع عن الحكومات وسياساتها وإجراءاتها، وهذا ما نشهده اليوم، حيث نجد أنّ اهتمام وتركيز التقارير والأخبار الداخلية للصحافة المصرية تنصب على نجاح الإدارات الحكومية، ويؤكد أسدي على أن الكثير من الصحف والمجلات في مصر مرتبطة بالدولة بشكل مباشر أو غير مباشر، خصوصاً أن أكثرها هذه الوسائل الإعلامية رواجاً تُنشر من قبل عدد من المؤسسات الصحفية الكبرى.
ونستطيع رؤية فشل الإدارات المصرية المتعاقبة ومواكبة الإعلام المصري لكل ذلك الفشل منذ نكسة حزيران وما خرج به المذيع المصري حينها (أحمد سعيد) وتحويله تلك الهزيمة الكبرى إلى نصرٍ مبين! مروراً باتفاقيات "كامب ديفد"، بالإضافة لشق القناة الموازية لقناة السويس ودفع مبالغ طائلة من أجل مشروع أثبت فشله، وصولاً إلى تخلي السلطة الحالية عن جزيرتي تيران وصنافير، حيث رافق جميع تلك الانكسارات المصرية تطبيل إعلامي منقطع النظير.
وبالعودة إلى كتاب "التاريخ السياسي للصحافة المصرية" نجد أنّه يروي حكاية التاريخ والصحافة المصرية، ذلك أنه ليس كتاباً تاريخياً بحتاً وليس كتاباً يسرد تاريخ صحافة، وبتعبير آخر نستطيع القول بأنه ولحد ما تفسير وتحليل للخلاف بين التاريخ والصحافة المصرية، كما أنه –أي الكتاب- يشتمل على ثلاثة أقسام تحوي تطورات الصحافة والتأثير والتأثر بين الصحافة والسياسة والتي وضعت في موقع التحليل منذ زمان محمد علي باشا إلى زمان محمد أنور السادات، كما أنهّ يعتبر سلسلة من أربعة كتب هي "الصحافة في العالم المعاصر"، "كرامة الإنسان في قوانين الإعلام"، "حقوق جماهير الصحافة" و"تاريخ وكالات العالم".
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.