2) إعلان قطر توبتها عن نهجها السّابق في سياساتها الخارجية وبدء صفحة جديدة من العلاقات الخارجيّة المنضويةً تحت جناح الأشقاء، ومن يدري فربما استلزمت هذه التوبة خضوع قطر لدورة استتابة خاصة في مجال العلاقات الخارجية لدى الأشقاء الكبار!
إنّ سرعة تبادر الخيارين السّابقين إلى الأذهان لبديهيّتِهما واتّساقِهِما الواقعي مع لعنة الجغرافية لا تعني على الإطلاق استحالةَ خلق اختراق ما بشكلٍ أو بآخر… فَورَ إعلان الصّحيفة الجائرة بحقّ دولة وشعب قطر تعالت الكثير من أصوات النّخب في العالمين العربي والإسلامي مستنجدة بالدّور التّركي على اعتبار تركيا حليفاً قويّاً لدولة قطر للإسهام في تطويق الأزمة قبل فوات الأوان، فهل لدى تركيا المؤهلات للعب هذا الدّور الصّعب؟ سيسارع كثيرون بالإجابة نفياً على اعتبار نقطتي ضعفٍ قد تكبّلان الدّور التّركي تجاه القضيّة القطرية، ولكنّ الحقّ أنّ نقاط الضّعف الآتية قد تنقلب وبقدرة قادر إلى نقاط قوةٍ تُميّز الدّور التّركي عن غيره وبيان ذلك:
لا يمكننا أن نتجاهل أن دور الوسيط في كثير من الأحيان قد ينجح مع هذا الهامش من المسافة، هامشٌ يجعل الوسيط بمأمنٍ عن ضغوطٍ مورسَتْ بحق دول الجوار القطري، حيث لا يعتقد أنّ دولةً بحجم الكويت مثلاً قد نَجَتْ منها بسهولة. |
1) العلاقات التّركيّة الأمريكيّة التي لا تعتبر في أحسن أحوالها على اعتبار ملفات شائكة معروفة لم يحسمها لقاءٌ ضمّ رئيسي الدّولتين سبقه اجتماعات تمهيدية مطوّلة، ولكنْ من يدري فربّما تكون هذه الملفّات بالغة الأهميّة والعالقة بين أنقرة وواشنطن بمثابة فاتح شهيّة للرئيس ترمب الذي أثبت أنه يعشق الصفقات كرجل أعمال بمنصب رئيس دولة، وتغريدة الأمس تمحوها تغريدة اليوم وهكذا.
2) طبيعة العلاقات الحسّاسة بين تركية والدول الموقّعة على الصّحيفة الجائرة لأسباب يتقاطع كثير منها مع أسباب تأزّم علاقتهم مع قطر أصلاً… وهذا واقع لا يمكن إنكاره إلا أنّه لا يمكننا أن نتجاهل أن دور الوسيط في كثير من الأحيان قد ينجح مع هذا الهامش من المسافة، هامشٌ يجعل الوسيط بمأمنٍ عن ضغوطٍ مورسَتْ بحق دول الجوار القطري، حيث لا يعتقد أنّ دولةً بحجم الكويت مثلاً قد نَجَتْ منها بسهولة.
ولكنّ كل ما سبق ربّما لا يؤدّي وظيفة العصا السّحرية على اعتبار الصّعوبات الكبرى المحيطة بالقضيّة، وربّما تمّ الاختراق لحلّ هذه المعضلة عبر تنسيقٍ ثنائي يتبلور كوساطةً متكاملةً بين الدّورين التّركي والكويتي وصولاً إلى الحلّ المنشود.
أمّا الشعوب والنّخب الخليجيّة المثقّفة خصوصاً فيبقى لها دورها الرائدٌ في صياغة الرأي العام الطامح لرأب الصّدع بين الأشقّاء وهو ما فاضت به وسائل التّواصل الاجتماعي مؤخّراً.