• عزل أسرى حماس في أقسام خاصة منفردين، • خفض عدد المحطات التلفزيونية لثلاث محطات، • عدم السماح لهم بإدخال أموال أكثر من 600 شيكل للأسير، بالإضافة لعقوبات تتعلق بالزيارات والتعامل.
وقتها كنا في سجن جلبوع، وبعد إقرار هذه العقوبات تم نقلنا إلى سجن مجدو المركزي( شمال فلسطين)، تم تقسيمنا إلى قسمين، جزء إلى قسم واحد وجزء إلى قسم سته، وأنا كنت من الذين ادخلوا لقسم 6. بدأ شهر رمضان المبارك وكان أصعب رمضان يمر علينا، فالكنتينا (دكان الأسرى) شبه فارغه و المواد الغذائية فيها محدود جدا، شهر رمضان كاملا لم نذق فيه حبة تمر أو كاس عصير.
في الأسر تتشابه كلّ الشّهور إلاّ شهر رمضان المبارك، فله طعم آخر عند الأسرى، وله استعداداته التي تختلف عن باقي الأشهر، إذ يتمّ الاستعداد له عند الأسرى قبل حلوله بأسابيع. |
كم كنت أتحير وأنا أستعد لإعداد وجبة الفطور أو السحور!! فالغرفة فارغه تقريبا، ولا يوجد ما أعده للفطور سوى بضع حبات من البندورة والبطاطا والفلفل الحلو (الجمبا)، تخيل أن عشرة أسرى يصرف لهم أربع حبات بندورة وأربع حبات بطاطا في شهر رمضان ؟!
كان الحال صعبا جدا والسبب أننا افتتحنا القسم وقمنا بإعداده من الصفر تقريبا، كذلك دخل علينا أكثر من 70 أسير جديد، أحضروهم من المعابر ومراكز التوقيف – إذ أن الاحتلال وقتها أعلن حملة اعتقالات طالت حوالي 300 فلسطيني- وهؤلاء الأسرى بلا أي مقومات للحياة وبحاجه لملابس وطعام وأدوات، وطبعا كل أسير من الأسرى القدامى قام بتوزيع كل ما معه من ملابس وأدوات على الأسرى الجدد، لكن بقية مشكلة نقص الطعام.
سأذكر لكم بعض قصص حقيقية حدثت معنا خلال ذاك الشهر: كنا نقوم بتنشيف كيس الشاي ثلاث وأربع مرات لإعادة استخدامه مرة أخرى عندما نعد الشاي، – كنا نعد الشاي مرة واحدة فقط باليوم. – أحد الأسرى كان قد حمل معه لتر حليب مبستر، كان يقوم بإعداد النسكافيه لنا بخلط كمية قليل جدا من الحليب مع كمية كبيرة من الماء الساخن لتكفي المجموع. – أحد الأسرى القدامى كان معه كيلو من اللوز كان يقوم بتوزيع 33 حبات من اللوز يوميا على الأسرى قبل الفطور كبديل عن التمر، – معظم الليالي كنا نتسحر على المربى والطحينة، – لا أذكر أننا قد شبعنا في فطور في تلك الأيام، كان الله في عونكم أسرانا.
في الأسر تتشابه كلّ الشّهور إلاّ شهر رمضان المبارك، فله طعم آخر عند الأسرى، وله استعداداته التي تختلف عن باقي الأشهر، إذ يتمّ الاستعداد له عند الأسرى قبل حلوله بأسابيع، فيطلبون الحاجيات الرّئيسيّة من أهلهم لإدخالها خلال الزّيارة، غير أن إدارة السّجن الصّهيونية لا تسمح بإدخال عدد كبير من تلك الحاجيات إمعانًا في التّضييق عليهم.
كم كنت أتحير وأنا أستعد لإعداد وجبة الفطور أو السحور!! فالغرفة فارغه تقريبا، ولا يوجد ما أعده للفطور سوى بضع حبات من البندورة والبطاطا والفلفل الحلو. |
يبدأ الأسرى بتخزين الحاجيات الرئيسية لشهر رمضان وخاصّة التّمور التي تصل إليهم أحيانًا عن طريق وزارة الأسرى، أو عن طريق شرائها من "الكانتينا" الخاصّة بهم، ويبقون بانتظار الإعلان عن بدء الشّهر المعظّم عبر التّلفاز والرّاديو، وما أن تُعلن بداية الشّهر حتّى يتبادلون التّهاني والتبريكات فرحًا بقدومه، فرحٌ يخالطه حزن دفين مردّه بُعد الأهل والأحباب.
ومنذ صباح اليوم الأول ينتشر الأسرى في ساحات القسم أو الغرف أو الخيمة بنشاط وعمل دؤوب تحضيرًا لإعداد الحلقات الرمضانية في قراءة القرآن والذكر والدعاء، وحين يشتد القيظ بعد صلاة الظهر، يعمّ الهدوء أرجاء المكان حتى تنال أجسادهم قسطاً من الراحة؛ فهنا مجموعة قد غطّت في القيلولة، وأخرى تتابع التلفاز وثالثة تقرأ الكتب، وتستمر استراحة العابد المجاهد تلك حتّى صلاة العصر.
في المساء ومع اقتراب موعد الإفطار يتجمّع الأسرى في حلقات الذّكر والدّعاء من جديد، بينما ينشط الإخوة المسؤولون عن الطبخ لإعداد الطعام وخاصة "الشوربة" التي تعتبر الوجبة الافتتاحيّة في الإفطار، ويبدأ بعض الأسرى في توزيع التمور على البقيّة، ومع صوت المؤذن يسارع الجميع في تناول حبات التمر وطبق الشوربة المُعدّة لهم، ثم يؤدون صلاة المغرب جماعة، وبعدها تبدأ وجبة الإفطار.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.