قالوا: أن ثعلباً أراد عنقوداً من العنب فأعياه أمره ولم يستطع الحصول عليه، فرجع متحسراً وهو ينظر إليه ويقول: عنب حامض! واليوم تقف الثعالب متربصة بدولة قطر ومنذ سنوات، تستخدم كل الوسائل الرخيصة لتنال من هذه الدولة الصغيرة المساحة الكبيرة الشأن والقيمة، ولو أن الشيء يقاس بحجمه لكان الفيل سيد الغابة! ولما لم تنجح هذه الوسائل في تحقيق أغراضهم، رجعوا متحسرين يدًّعون ويكذبون ويتحرون الكذب، وكان آخرها هذه الحملة الإعلامية الكاذبة من قنوات وصحف عُرف عنها عدم مهنيتها، وتسييسها، ومعروف كذلك الجهات التي تقف وراءها وتمولها.
إنه لمن المحزن والمؤسف أن ينضم إلى حملة الكذب هذه بعض الأشقاء الذين يعرفون قبل غيرهم كذب هذه الادعاءات. وصدق الشاعر العربي طرفة بن العبد حين قال: وظلـم ذوي القربـى أشــدُّ مضـاضـة.. على المرء من وقع الحسام المهند. وفي الوقت الذي ينعقد فيه مؤتمر معارض لقطر في الولايات المتحدة الأمريكية، يأتي اختراق وكالة الأنباء القطرية، ونشر أخبار كاذبة على لسان أمير قطر الشيخ تميم بن حمد، وحسب موقع الجزيرة فقد: "نفت وكالة الأنباء القطرية (قنا) نشر تصريحات منسوبة لأمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وقالت إن موقعها تعرض لاختراق من جهة غير معروفة، كما أكدت في وقت لاحق تعرض حسابها على "تويتر" للاختراق.
وطلبت الوكالة من وسائل الإعلام تجاهل ما ورد من تصريحات ملفقة لأمير دولة قطر". ومع تصريحات مدير مكتب الاتصال الحكومي الشيخ سيف بن أحمد آل ثاني، الذي أكد فيها:" إنه تم نشر تصريحات ملفقة لأمير قطر بعد حضوره حفل تخريج الدفعة الثامنة للخدمة الوطنية. وأفاد الشيخ سيف بأن ما تم نشره ليس له أي أساس من الصحة، وأكد أن الجهات المختصة بقطر تباشر التحقيق لبيان ومحاسبة كل من قام بهذا الفعل "المشين" على حد وصفه".
الحقيقة التي لا ينكرها إلا الجاحدون، هي وقوف قطر بقضِّها وقَضِيضِها بجانب المستضعفين والمقهورين والمظلومين، وقد مدت أياديها البيضاء بالعطاء الذي لا حدود له، ولا يستطيع أحد أن يكافئها عليه إلا الله. |
وفي تصريح للمدير العام للوكالة يوسف إبراهيم المالكي: "إن موقعها تعرض لاختراق من جهات لم تعرف بعد، ولكن تمت السيطرة على الوضع الآن. وأكد المالكي في اتصال مع الجزيرة أن الأمير لم يلق أي كلمة في حفل التخرج، مشيرا إلى أن بيان مكتب التواصل الحكومي ووكالة "قنا" أكدا تعرض موقع الوكالة للاختراق. وأعرب عن استغرابه من أن كثيرا من وسائل الإعلام تناقلت الخبر رغم صدور البيان الحكومي الذي ينفيه، وتأكيد "قنا" تعرضها للاختراق". حسب موقع الجزيرة نت. وفي تصريح لوزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني قال: بأنه قد تم نشر ثلاثة عشر مقال رأي ضد قطر بالولايات المتحدة الأمريكية في خمسة أسابيع، وهو أمر يدعو للاستغراب!
والغريب والمحزن أن تُستنفر قنوات عربية مثل قناتي العربية وسكاي نيوز وتطلق بثاً مباشرة مستمراً لساعات لمناقشة التصريحات المزيفة دون أن توردا أي خبر عن نفي قطر لها وعن حادثة الاختراق، فيما اتضح أنها حملة منسقة ممن هاجم موقع وكالة الأنباء القطرية. ثم تبعه حجب قناة الجزيرة وجميع مواقع الصحف القطرية والمواقع الاخبارية في بعض الدول العربية، بزعم أن قطر تدعم الارهاب وتستضيف الارهابيين. وهذا كذب واضح ليس له أي دليل ولا برهان، سوى ما تخفيه قلوبهم.
والحقيقة التي لا ينكرها إلا الجاحدون، هي وقوف قطر بقضِّها وقَضِيضِها بجانب المستضعفين والمقهورين والمظلومين، وقد مدت أياديها البيضاء بالعطاء الذي لا حدود له، ولا يستطيع أحد أن يكافئها عليه إلا الله. عطاء امتد إلى الآفاق، ولا زال معينها لا ينضب. وقفت قطر مع الفلسطينيين في محنتهم، واعتبرت قضيتهم قضيتها، فبنت المدن بعد أن هدمها الاحتلال الصهيوني على رؤوس أهلها، وأقامت المستشفيات، ودفعت الرواتب المتأخرة، وأرسلت الديزل لمحطة كهرباء غزة ودعمت كهربائها أكثر من مرة، فأنارت المدينة، أنار الله ديارهم بالإيمان والخير والسلام.
ووقفت بقوة حكومة وشعباً مع القضية السورية، فشيدت المدن للاجئين، ودعمتهم بالملايين، واستضافت الكثيرين منهم، ورحبت بهم، واستقبلت قادة المعارضة، وعملت ولا زالت على إنهاء الحملة المسعورة التدميرية للأراضي السورية، والحفاظ على حياة السوريين، بل ألغت الاحتفال بيومها الوطني، وحولته لعرس تجمع فيه الملايين من الدولارات لدعم الأشقاء في سوريا.
ودورها في دعم الشرعية في اليمن واضح، وصل حد المشاركة بالجنود وتقديم التضحيات للدفاع عن الحق، والوقوف ضد المغتصب المنقلب على صالح والحوثيين لتصد الزحف الإيراني الذي يهدف السيطرة على الخليج. ودورها في إنهاء الحرب الأهلية والنزاعات الداخلية في السودان مشرف، واستضافة الدوحة القبائل المتحاربة من أجل التقارب بينهم ووقف الاقتتال في دارفور، ومنع مزيد من إراقة الدماء بين الأشقاء.
ثم تقف جمعياتها الخيرية شامخة يرنو إليها القاصي والداني، لينال من غيثها الطيب الذي أينما حل نفع، في مشارق الأرض ومغاربها، حتى مجاهل إفريقيا، فتعالج المريض، وتشق الطرق، وتحفر آبار المياه، وتؤسس المساجد على التقوى، وترفع صروح العلم والمدارس، وتطبع المصحف وتدعم حفظته.. إلخ.
وتقف قناة الجزيرة على أرضها راسخة الجذور أصلها ثابت ممتدة الفروع إلى السماء، تعمل بمهنية غابت عن الكثير من القنوات في الشرق والغرب، ترفع الوعي العربي، وتنقل الخبر بكل مصداقية، وتغطي الأحداث أينما كانت، وتدفع في سبيل ذلك الثمن الباهظ، الذي وصل حد التضحية بالنفس، ولا ننسى طارق أيوب، وعلى الجابر وغيرهما، رحمهم الله.
الحسد هو من يقف وراء هذه الحملة "ضد قطر"، والاستكثار على قطر نعم الله تلك وإقبال الناس عليها. قال بعض السلف: "أولُ خطيئةٍ عُصِيَ الله بها هي الحسد، حَسَدَ إبليسُ آدَمَ عندما أُمِرَ أن يسجدَ له فحمله الحَسَدُ على المعصية". |
ثم التسابق مع الزمن وفق الرؤية الشبابية الحاكمة، في بناء وطن عصري حضاري مع الاحتفاظ بهويته الإسلامية والعربية، من إقامة مدن ومباني عصرية، وشق طرق وأنفاق وجسور، وإقامة ملاعب رياضية لاستضافة كأس العالم 2022 كأول دولة عربية تستضيف المونديال العالمي، وتحقق قطر في ذلك مستويات عالمية رفيعة في التعليم وغيره وتقف مؤسسة قطر التعليمية كمدينة علمية تعليمية راقية وفكرة إبداعية وملتقي للجامعات الدولية الكبيرة، تضم بين قاعاتها عدد كبير من العلماء والمفكرين والاساتذة المعروفين.
وأعتقد أن الحسد هو من يقف وراء هذه الحملة، والاستكثار على قطر نعم الله تلك وإقبال الناس عليها. قال بعض السلف: "أولُ خطيئةٍ عُصِيَ الله بها هي الحسد، حَسَدَ إبليسُ آدَمَ عندما أُمِرَ أن يسجدَ له فحمله الحَسَدُ على المعصية". وقَالَ عَبْدُ الله بْنُ المعْتَزِّ: "الْحَاسِدُ مُغْتَاظٌ عَلَى مَنْ لَا ذَنْبَ لَهُ، بَخِيلٌ بِمَا لَا يَمْلِكُهُ، طَالِبٌ مَا لَا يَجِدُهُ"..
وأرى أنه كلما تقدمت قطر إلى الأمام، ووقفت مع الإنسان، فلن يتركها الصغار؛ هؤلاء الذين عجزوا أن يفعلوا فعلها، فرجعوا يقولون قطر حامض. ولقطر أقول: دَعِ الحَسودَ وما يلقاهُ من كَمَدِهْ.. يكفيك منه لهيبُ النارِ في كبدهْ. وأقول ما قاله الشاعر: اصبرْ على حَسدِ الحَسُود.. فإنَّ صَبْرَكَ قاتِلُهُ. فالنّارُ تَأكلُ بَعضَها.. إنْ لم تَجِدْ مَا تَأْكُلُهُ.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.