لقد أحصوا لنظامنا المتسلط أربعة سنوات ينقصها شهر وربما أخطأت بعضهم حسابات الفلك تلك في زنزاناتهم التي أقسمت ألا تلقى بالا لنور ولا ظلماء فأحصوا ضعف هذه المدد وكبرت أعمارهم أضعافا وأضعافا.
ربما لم يكن من الغريب بمكان أن تسبقنا الأيام على ما حملته من مصارع لنا لكن العجيب أن نجد السلطة التي تسير بسرعة السلحفاة تتقدمنا هى الأخرى تسبقنا مرة جديدة تخطط لمستقبلها في الرياض وواشنطن بينما هناك من يسارع لمهلكتنا في القاهرة والخرطوم ولندن واسطنبول.
إن الوطن الذى نحبه على ما ذقنا فيه ينتظر منا أن نستنقذه من كبوته ونأخذ بيده إلى مستقبله، كما أن وطنا آخر ينتظرنا عند صديقنا الذى أحصى لابنته ذات الثلاث سنوات سبعا هذا اليوم. |
إن الإدارة تعيش بين أطر أربع: العمل على نقاط القوة وما أقلها، وعلاج نقاط الضعف، وتهديدات، وفرص، لقد أهدى لنا النظام فرصا لا يهديها صديق لأعز أصدقائه ولكننا رددناها ردا كريما، إننا على أعتاب أحد هذه الفرص، نظام يبدو أنه في طريقه لانتخابات رئاسية بعد عام من الآن في ظل أزمات اقتصادية لا بأس بها وصراعات سياسية تغير شكل المنطقة.
تلوح لنا في الأفق تجربة تشيلي، ونرى من بعيد بعضا من أبناء ثورتنا الأم يحتاجون إلى من يمحصهم ويعاونهم لا إلى من يصنفهم ويخونهم… والقضية في النهاية ليست تاريخا محددا ولا وصفة ثابتة، القضية أن نؤمن أننا في صراع سياسى، وأن أهم الحلول هو فتح مجال الفكر، ووقتها تظهر آلاف الفرص والاقتراحات ونصنع تجربتنا المصرية الخالصة .
إلى أولئك الذين سبقوا الحديث بقول مستحيل، المستحيل هو ما تحلمون به أنتم، أن تدور بكم الدنيا للخلف أربعة أعوام، المستحيل أن تأتى لكم حقوقكم خاضعة تنتظر أن تقبلوها أو ترفضوها، على أعتاب الفكر والإبداع تتبدل الأحوال وعلى أبواب العند والكبرياء مزيد من الهوان و الخسران، ولا ريب أن جدوى الطريق تعرف من نتائجه وها نحن نقف أمام حائط مرتفع فإذا لم ننظر حولنا سنظل إلى الأبد نصدم رؤوسنا فيه.
إنها ليس دعوة لتنازلات غير محسوبة وليس وقتا للوم، إنها دعوة لإعمال العقل واستغلال أصحاب الفكر ، رسالة لأجل العمل السياسي الذى لا بديل عنه، ومطلب سوى بالاستفادة من أخطاء الماضي والتوقف عن مزيد من الخسائر..
إلى أولئك الذين سبقوا الحديث بقول مستحيل، المستحيل هو ما تحلمون به أنتم، أن تدور بكم الدنيا للخلف أربعة أعوام، المستحيل أن تأتى لكم حقوقكم خاضعة. |
ليس تقديما لخطة سماوية ولا رؤية في منام كتلك التي يستعدون للاحتفال نشوة بها، إنني أقدم لفته بسيطة للنظر للعلم والاعتماد على التخصص. إن مراكز الدراسات تعكف على دراسة إعطاء حلول لمعضلات السياسة بينما نحن نعكف على كتم كل صوت يحلق خارج صندوقنا المتبلد.
إن الوطن الذى نحبه على ما ذقنا فيه ينتظر منا أن نستنقذه من كبوته ونأخذ بيده إلى مستقبله، كما أن وطنا آخر ينتظرنا عند صديقنا الذى أحصى لابنته ذات الثلاث سنوات سبعا هذا اليوم، وخشيته أن يراها في المرة القادمة وقد أصبحت فتاة. فإليكم يا من تعشقون وطننا، هيا نفكر خارج الصندوق…
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.