شعار قسم مدونات

علمانية على ما تفرج

blogs - القرآن
تعيش الشعوب في سلام حتى تدخل في صراعات فكرية تؤمن كل جماعة بأنها الأقوى وعلى الطريق الصحيح من خلال ما تؤمن به، ففي التاريخ القديم آمنت الكنيسة البروتستانتية أنها من تتخذ النهج الصحيح في الإيمان بالمسيحية وأن كل من الكنيسة الأرثوذكسية والكاثوليكية على خطأ، وتشوهت أفكارهم نتيجة خطأ في مذهبهم، وعاشت أوروبا ودفعت ثمن هذه الحروب من تشرد وفقر وجهل عاث في المجتمع الأوروبي، وخصوصا في فترة ما تسمى بحرب الثلاثين في القرن السادس عشر.
 
لا يخلو مجتمع من الصراعات الدينية والسياسية، حتى شيخ الأزهر عندما أعلن أن البوذية دين التسامح لم يذكر أن هذه العقيدة بها اختلافات؛ ففي الصين واليابان يؤمنون أن بوذا هو الإله بعكس في الهند وبورما، حتى في ماليزيا؛ تجد أن معظم البوذيين أصبحوا علمانيين في أفكارهم، فعندما تدخل العلمانية في السياسية ينسى الناس أمورهم الدينية ويجعلونها داخل المساجد فقط.

يوميا يخرج علينا العلمانيون بأفكار لا تتناسب نهائيا مع أفكارنا الإسلامية ومجتمعنا العربي، فالفكرة في فصل الدين عن الدولة تعنى أن يعيش المجتمع بلا هوية.. الإسلام جاء للمسلمين كاملا غير ناقص، فقال الله عز وجل في كتابه العزير (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا).

في مصر أعلنها العلمانيون صريحة أنها حرب على الدين، وأن الدين الإسلامي به طعون؛ فيخرج العلمانيون على قنوات التلفاز كنجوم في المجتمع، يطعنون في القرآن الكريم، ووصل بهم الأمر أن طالبوا بحذف آيات من سورة الفاتحة.

المسلمون العلمانيون وخصوصاً العرب؛ يريدون أن يفشلوا كل ما هو إسلامي أو ما يتعلق بالإسلام، ويؤمنون ويدافعون عن أفكارهم العلمانية؛ بل يدفعون الأموال ليثبتوا للعالم وللمجتمع أن الأفكار الدينية لا تتناسب مع المجتمع الحديث، في ظل وجود التكنولوجيا والتقدم والرخاء، وكأن الحضارة الإسلامية في الأندلس التى استمرت مئات الأعوام وبرزت وقدمت الكثير للبشر في هذا الوقت؛ جاءت من فراغ وليس من الإسلام وتقدم المسلمين في العلوم والمجالات المختلفه، وعندما سقطت الأندلس عمل المحتلون على مسح وإخفاء كل ما يمت للإسلام بصلة، على الرغم من أن الإسلام عندما دخل بلاد الأندلس لم يُسئ للحضارات السابقة وترك مجال الدعوة للجميع بعكس ما حدث مع المسلمين عندما سقطت الأندلس.
 
جاءت فكرة العلمانية في القرن الثالث العشر في أوروبا، وجاءت لتفصل الدين عن الدولة، وأن لا تعلن الدولة عن دينها، وكأن هذه الفكرة لا تعلم ما حدث للملايين من الشعب الأوروبي خلال حرب الثلاثين التي راح ضحيتها الملايين من الكنيسة الكاثوليكية وكنيسة البروتوستانت، وكانت الفكرة من هذه الحرب هي إعلاء كلمة الدين وحرب عقيدة، وجاءت العلمانية لتهدم كل هذا بمجرد أفكار وضعها البشر، ولكن بعض الدول العلمانية تلجأ للكنيسة في أوقات الشدة والأزمات، على سبيل المثال روسيا؛ دولة لم تعلن عن دين رسمي لها، ولكن عندما جاءت الحرب على سوريا، أعلنوا أنها حرب مقدسة بمباركة الكنيسة.

العلمانيون العرب وخصوصا في مصر، لعبوا دورا مهما جدا خلال فترة الثورة المصرية 2011، وبرز هذا الدور في خلال فترة الرئيس المختطف محمد مرسي، فعملوا على إضعاف الأيدولوجية الإخوانية باستخدام البروباجندا في الإعلام، وحتى في المسلسلات، لكي يقنعوا الناس أن الجماعة التي تعتبر أقوى الجماعات الإسلامية في الشرق الأوسط والعالم؛ جماعة تكذب وتستخدم الدين لكي تحقق أهدافها ولا أحد يستطيع أن ينكر أنهم نجحوا في هذا الدور نتيجة لضعف الإخوان المسلمين إعلاميا وسياسيا.

في مصر كان للأفلام دور كبير في لعب هذا الدور، فكثير من المصريين يعتقدون أن هارون الرشيد كان زير نساء وسكير، وهذا ما أثبته العلمانيون من خلال الأفلام والبروباجندا، بل إن هذا بالفعل أثر في المصريين.

في مصر أعلنها العلمانيون صريحة أنها حرب على الدين، وأن الدين الإسلامي به طعون؛ فيخرج العلمانيون على قنوات التلفاز كنجوم في المجتمع، يطعنون في القرآن الكريم، ووصل بهم الأمر أن طالبوا بحذف آيات من سورة الفاتحة لأنها تسيء لطائفة معينة في مصر، وكأن هذا القرآن من وضع البشر، بل إن العلمانيين أيضا أخذوا يسيئون للسنة النبوية بقول إن البخاري كان كاذبا وكان يكتب أحاديث من تأليفه.
 
إن الحرب الآن حرب صريحة على الدين، وهنالك دول تعمل على إفساد العقيدة المسلمة والطعن فيها وفي صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لكي يجبروا الناس على تغيير مذاهبهم، حتى لو وصل بهم الأمر إلى دفع الأموال لهم، فالفكرة تكمن في هدم العقيدة والأفكار الإسلامية الصحيحة، سواء عن طريق الإعلام أو الكذب وإلصاق الاتهامات للرموز الإسلامية.
 
في مصر كان للأفلام دور كبير في لعب هذا الدور، فكثير من المصريين يعتقدون أن هارون الرشيد كان زير نساء وسكير، وهذا ما أثبته العلمانيون من خلال الأفلام والبروباجندا، بل إن هذا بالفعل أثر في المصريين، فترى دائما المصريين يطلقون على صاحب النساء ومن يحب أن يلهو معهن بهارون الرشيد، والحقيقة غير ذلك، فهارون الرشيد كان رجلا صالحا مجاهدا في سبيل الله.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.