المشكلة بأن الزوج الأول هو من كان السبب منذ البداية، فهو الذي عرف زوجته على الزوج الثاني وجعلها تقع بغرامه من كثر المديح والإطراء وبأنه يستطيع مساعدتها في غيابه وتستطيع التحدث إليه كصديق، ومع الأيام يتحول الصديق إلى عشيق وتبدأ الزوجة تفقد تدريجيا تعلقها بزوجها الأول بعد أن كان هذا الزوج هو مؤنسها وبيت أسرارها والصدر الحنون والبنك المتنقل.
أتحدث هنا عن "الموبايل" الذي بالفعل أصبح مرهقاً وسيئاً للعلاقة الزوجية وأصبحت معظم المشاكل في البيت بين الزوجين نتيجة تواجد هذا الاختراع على طاولة الطعام وتحت وسادة السرير. |
وبعدها ستبدأ الزوجة بالبحث عن المشاكل لتستطيع اللجوء لزوجها الثاني لتشكي له همها وتقضي معه أطول ساعات ممكنة، ولكننا بأي حال من الأحوال لا نستطيع أن نتهم الزوجة بالخيانة كون الزوج الآخر لا تنطبق عليه صفات الرجل ولا أحد من الأقارب يعترض عليه، فهو ليس فقط زوج الزوجة الثاني بل هو زوج لجميع الزوجات.
أتحدث هنا عن "الموبايل" الذي بالفعل أصبح مرهقاً وسيئاً للعلاقة الزوجية وأصبحت معظم المشاكل في البيت بين الزوجين نتيجة تواجد هذا الاختراع على طاولة الطعام وتحت وسادة السرير، وملتصقاً بمقود السيارة .
أصبحنا جميعاً نتعاطاه ومدمنين عليه وهو ما سيؤثر على جو الأسرة وطريقة تربية الأطفال ونموهم. الكثير من الأُسر أصبحت تعاني من جفاف في العلاقة مع أفراد البيت الواحد وكذلك نوع من الانعزال داخل نفس البيت وكذلك أصبح التواصل بين أفراد البيت الواحد عبارة عن كتابة من خلال برامج التواصل الاجتماعي.
الواقع البديل الأن أصبح مسيطراً بشكل شبه كامل على مجتمعاتنا وسلبياته بدأت تعادل يجابياته. الخاسر الأكبر هم الأطفال الذي أصبح عندهم تعلق شديد جداً بالأجهزة المحمولة. صحيح بأن هذه التقنيات مهمة جداً وبالأخص في مجال التواصل وتسيير العمل ولكن يجب أن يكون استخدامه في فترات محددة من النهار وليس في كل ثانية.
وعلينا جميعاً أن نفرغ أوقات أطول لبيوتنا وعائلاتنا وعلاقاتنا مع أفراد أسرنا، ليس صعباً أن نتوقف عن إدماننا على أجهزتنا الالكترونية المحمولة، ولكن من الصعب جداً أن نصلح روابط تعرضت للبرود نتيجة ابتعادنا عن أحبائنا.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.