الرئيس الفلسطيني الحالي محمود عباس الذي يعتبر خليفة عرفات، ومن حمل على عاتقه كشف خيوط الجريمة، ومعرفة من قتل عرفات؟ كان صريحاً في موقفه من الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وأنه يريد بناء جسور من السلام والمحبة بين الشعب الفلسطيني الاحتلال.
في غزة استطاعت الأجهزة الأمنية أن تفك شيفرة اغتيال الأسير المحرر مازن فقها في 45 يوماً فقط، رغم أنها الأعقد في حيثياتها، واستغرق الاحتلال أكثر من 8 أشهر. |
وفي آخر تصريح للرئيس عباس أشار حول قضية استشهاد عرفات أشار إلى أن التحقيقات مستمرة، قائلاً "أنا أعرف من قتل عرفات، ولكن شهادتي لا تكفي"، وقد جاءت هذه التصريحات بعد صمت طويل، وكأن عرفات أصبح كذكرى يحتفى بها في المحافل الوطنية فقط.
من حق أي مواطن فلسطيني أن يعرف من قتل رئيسه سواء اتفق أو اختلف مع الوجه السياسية والدبلوماسية التي اعتمد عليها الراحل عرفات في قيادته للقضية الفلسطينية. على الجهة الأخرى من الوطن، في غزة استطاعت جهود الأجهزة الأمنية أن تفك شيفرة اغتيال الأسير المحرر مازن فقها في 45 يوماً فقط، التي اعتبرت الأعقد في حيثياتها، وقد استغرق الاحتلال الإسرائيلي في التخطيط لها حسب رواية الداخلية أكثر من 8 أشهر.
في حين أن قضية استشهاد عرفات التي مر عليها أكثر من 12 عام، لم تتوصل أي من الجهات السويسرية، والفرنسية، ولا الروسية التي كانت تحقق في مقتل عرفات إلى معرفة القاتل الحقيقي، لكنهم اكتفوا بتقارير أورد أسباب الوفاة، التي تناقضت من تقرير لآخر وجعلت الشعب الفلسطيني في حيرة، أعطته إبرة مخدر كي يغفوا ويستفيق دون أن يعرف أياً من الحقيقة.
ومن المعلوم لدى الشعب الفلسطيني أن رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق أرييل شارون، كان يرى في الرئيس عرفات الزعيم الفلسطيني الذي يدعم "الإرهاب"، وأنه العدو الذي دعا لقتله والتخلص منه.
فمن أجل ذلك اعتبر الفلسطينيين ضمناً أن إسرائيل هي من قتلت عرفات، لأنها المستفيد الأول من مقتله، ومن غيابه عن المشهد الفلسطيني.
في آخر تصريح للرئيس عباس أشار حول قضية استشهاد عرفات أشار إلى أن التحقيقات مستمرة، قائلاً "أنا أعرف من قتل عرفات، ولكن شهادتي لا تكفي". |
فقد كان عرفات عقبة أمام إسرائيل في تحقيق آمالها الرامية لتهويد فلسطين ونزع أي أحقية للفلسطينيين بها، والمتعمق في حالة السلطة الفلسطينية بعد عرفات، ويرى الحالة التي نحن فيها الان من استيطان للأراضي، وهدم للمنازل وتهويد للمقدسات، يعرف مدى استفادة إسرائيل من انتهاء زمن عرفات.
على الرغم من السنوات التي مضت على استشهاد الرمز عرفات، إلا أنني على ثقة بأن الشعب الفلسطيني سيصحو يوماً ما على خبر ومعلومة تقوده إلى معرفة القاتل الحقيقي لعرفات، وستفرح سهى عرفات زوجته، مثلما فرحت زوجة الشهيد مازن فقها بمعرفة قاتل زوجها رغم ما يعتصر الاثنين من ألم على فقد الأحبة.