وأنه لكرمه رغم كل ما يفعله الفلاح ضده من مدافعة عن حقه ومحاولة لاستعادة ما يملكه فهو يتنازل ويبيعه جزء من الحليب الذي يجنيه، فجَيَشَ كل محيطه للمدافعة عن الحق المملوكِ سرقةً ومهاجمة المظلوم حتى بات الكثيرون يصدقون بأن البقرات للسارق وأن الفلاح جحود لا يشكر نعمة السارق الذي يبيعه من الحليب رغم كل اتهاماته!
فلفت انتباه باقي الطلاب وعندما نظروا لهم قال ابن اللص أن الطفل حاول سرقة خبزته لكنه حمى نفسه ورغم ذلك أكرمه بقطعة منها وهو لا يشكر والكثيرون اقتنعوا أيضا بهذه الرواية ونظروا للطفل الصغير بأنه جاحد للنعمة يحاول سرقة ما يملك غيره!
وهكذا حتى يومنا لازال اللص ينجب جيلاً سارقاً لكل الأحلام ومستمرا بكذباته وروايته المؤلفة وسَلبِ حقوق من حولهم هل بقي أن أعرف ذلك اللص الفاشي الذي أسس لدويلة فاشية باسم الكيان الصهيوني.
يجيش ذلك اللص جيشا من الإعلاميين الكاذبين الذين ترعرعو بهذا الفكر الفاشي خادمين خطاب اللص الكاذب فمن يتابع إعلامهم يجدهم جيدون في رواية قصص بلغتهم الخاصة يعتمدون على نفس العناصر لكن بتغيير مجريات الأحداث بما يخدم مخططاتهم.
إن الصورة العامة للإعلام الإسرائيلي والأمريكي تظهر إسرائيل محاطة بأشخاص عنيفين يهاجمونها بالحجارة وأن الصواريخ والدبابات الإسرائيلية تستخدم لحماية المواطنين الإسرائيليين. |
لم ينس التاريخ أبدا كلمة رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق بيغين عندما خاطب الكنيست أثناء زيارة الرئيس السادات لإسرائيل عام 1977م بقوله نحن لم نستول على أي أرض أجنبية، لقد عدنا إلى وطننا إن العلاقة بين شعبنا وهذه الأرض هي علاقة أزلية نشأت منذ فجر التاريخ ولم تنفصم عراها في أي وقت من الأوقات ففي هذه الأرض أقام أجدادنا حضارتنا وعليها تنبأ أنبياؤنا وعندما نزحنا منها تحت وطأة القوة المستخدمة ضدنا وابتعدنا عن بلادنا لم ننس هذه الأرض ولو ليوم واحد.
وقد نبهنا من قبل الدكتور إدوارد سعيد رحمه الله عقب انتفاضة الأقصى مؤكدا على ما سبق قائلا إن الصورة العامة للإعلام الإسرائيلي والغربي والأمريكي تسلط الضوء على أن إسرائيل محاطة بأشخاص عنيفين يهاجمونها بالحجارة وأن الصواريخ والدبابات الإسرائيلية تستخدم لحماية المواطنين الإسرائيليين من العنف الفلسطيني!
بهذه الرواية يُحَاصَر الفلسطيني وكل ممارسته ضد الاحتلال تحت مسمى الإرهاب والعنف ويتم الإشارة له بأنه الجاني ضد المواطن الإسرائيلي المسالم كما يزعمون وتجد أن المجتمع الدولي يصدق هذه الرواية وينظر للفلسطيني بالإرهابي حقاً الذي يعتدي على أملاك غيره بالضبط كما فعل الجميع بالفلاح عندما حاول أن يستعيد بقراته وعندما بكى الطفل على خبزته.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.