أتخيل انفعالات هتلر، وهيئة صدام حسين وهو يمتشق البندقية بيده اليسرى، والقذافي وهو يتسربل الحرير من الملابس وينظر بشمم إلى السماء، كيف كانوا يواجهون ألما في أمعائهم أو انحسارا في بولهم أو تسوسا في أضراسهم.
إن تلكم الخيلاء تألها ما هم ببالغيه ولو بشق الأنفس، ولست آسى على مرض هؤلاء الساديين وفرعنتهم السخيفة، بقدر ما يثير شفقتي ذلك السرد القرآني العجيب لهذا التساؤل المضحك على لسان قوم إبراهيم عليه السلام من فعل هذا بآلهتنا؟ بئست الآلهة تلك التي لم تدفع عن نفسها معولا ولا رفثا! إن أفراد الحراسة الذين يطوفون حول الديكتاتور يلتمسون منه النفع والعافية والمرتب الجزيل أو القليل، هو في الحقيقة مدين لهم بحياته وكرامته، من ينبغي أن يحرس من؟!
إن القوة التي لا تستمد عضدها من الإيمان، إنما هي ضعف لا يلبث أن ينكشف لدى أدنى مواجهة، والمشاهد حولك كثيرة. |
إن منطق المصلحة في سقفه الأعلى إذا تمت مدارسته بالمسطرة والقلم؛ سيؤدي حتما لعبادة الله وحده، فأنت لن تلتمس نفعا من رجل يمشي في الأسواق ويأكل الطعام ويمرض ويدخل الحمام!
إن القوة التي لا تستمد عضدها من الإيمان، إنما هي ضعف لا يلبث أن ينكشف لدى أدنى مواجهة، والمشاهد حولك كثيرة، ولذلك قال الأصحاب رضوان الله عليهم "إننا كنا إذا احمر البأس ولقي القوم القوم اتقينا برسول الله صلى الله عليه وسلم فما يكون منا أحد أدنى من القوم منه".
(فَلَمَّا تَرَاءى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ (61) قَالَ كَلاَّ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ (62) فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ (63) وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الآخَرِينَ (64) وَأَنجَيْنَا مُوسَى وَمَن مَّعَهُ أَجْمَعِينَ (65) ثُمَّ أَغْرَقْنَا الآخَرِينَ (66) إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ (67) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ).
الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.