ومن الدول التي عادة ما نجدها حاضرة إنسانيا وفي كافة الميادين، دولة الكويت والتي عرفت بإسهاماتها ومواقفها المتجددة والتي تتضافر جهود كافة جهاتها الحكومية وغير الحكومية أفرادا وجماعات وهيئات، لكي يسجلوا مواقفهم ويقولوا كلمتهم ويسهموا في التخفيف من وطأة تلك المشكلات، فكم من الدعوات التي حفت بها الكويت بفضل تلك الجهود المضنية وذلك السعي الحثيث لتفريج هموم الشعوب المنكوبة والوقوف بجانب الضعفاء والمرضى والعاجزين ومن تقطعت بهم سبل الحياة فعلقوا بفك مثلث الموت الفقر والمرض والجهل لتنتشلهم تلك الكفوف الرحيمة من تلك المأساة.
كيف لا أعشقُ الكويت وأنا لم أبصر غيرها وطناً، كيف لا أعشق الكويت وأنا التي ولدت بها وترعرت فيها، وكنت أرد بحب طيلة إثني عشر عاما في طابور الصباح وطني الكويت سلمت للمجد وعلى جبينك طالع السعد، فالصومال هي الأم التي أنجبتني ولكن الكويت هي التي ربتني واحتوتني.
باقة شكر وحب وعرفان وامتنان أرسلها باسم كل صومالي لدولة الكويت حكومة وشعباً وهيئات، مثمنين كافة الجهود المبذولة من جميع البلدان. |
يعتصر الصومالي جوعاً ويلهث عطشاً فليبي الكويتي نداء الأخوة فتتساقط سحب العطاء مطراً يروي ضمأ العطشى ويطعم الجوعى فكيف لا يمتزج بعضي ببعضي، وكيف ستسعفني كافة القواميس في خط مفردة واحدة توازي حجم امتناني، يستغيث الصومالي فيأتيه رد الشعب الكويتي أبشري يالصومال فأي حب يضاهي حب الصوماليين لكويت الخير والتي نعجز قطعا عن إحصاء وتعداد مواقفها النبيلة، حكومة وشعباً وهيئات خيرية.
وستظل الكويت دائماً هي الرائدة والسباقة والمبادرة وصاحبة الأيادي السخية والتي تعطي دونما مقابل لتتعب من بعدها في هذا المجال ولتسبق الجميع بفارق خطوات، فنهج وثقافة العطاء متأصله وراسخة الجذور في دولة الكويت، فلا تكاد توجد بقعة جغرافيه لم تكد تطأها وتضع فيها بصمتها الواضحة المعالم، ولكي تميط اللثام عن دورها البارز والفعال، وقيامها بالدور الإنساني على أكمل وجه، ولا ضير بأن يلقب ويتوج أمير دولة الكويت بأمير الإنسانية فلا تكاد توجد مواسم دون غيرها تنشط فيها بذور العطاء ولكنها تظل ممتدة على الدوام وتنهمر كالأمطار الغزيرة حينما تسوء الأوضاع الإنسانية هنا أو هناك، وهذا ما جعل للكويت مكانة خاصة في قلوب أغلب الشعوب.
ختاماً باقة شكر وحب وعرفان وامتنان أرسلها باسم كل صومالي لدولة الكويت حكومة وشعباً وهيئات، مثمنين كافة الجهود المبذولة من جميع البلدان، وسائلين من الله عزوجل بأن يجعل هذا البلد المجبول على حب الخير آمناً وسائر بلاد المسلمين، وبأن يعظم الجزاء لكل من هبوا لنجدة إخوتهم، وبأن يديم تلك اللحمة والروابط الأخوية بيننا، وبأن يتم استثمار تلك التبرعات بإيجاد حلول دائمة تعالج مشكلة الجفاف على المدى البعيد لا القريب، فأن تعلمني كيف أصطاد خير من أن تعطيني سمكة.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.