شعار قسم مدونات

خدعوك وقالوا حقوق

blogs - المرأة

إلى أين تخطو قدميك بأصفاد المغالطات وأغلال الخدع؟ ألم تسألي نفسك يوما عن سيل النبال نحو تاجك والقوس المخفي وراء التودد والرامي والتملق، أنت السكينة فلا تتوهين عنا، وأنت أمانة رسولنا ولسوف نحميك وإن صدأت في الأغماد سيوفنا. تكلفت حمل التفكر ومنابع الدهاء وزرت أماكنا تُلف فيها الخديعة وتُشكِل النرجسية قوالبها، من أين هاجمتنا الحقوق؟

الرامي راميان، رامينا من جلدتنا يعطي الدنية في ديننا، ورامينا من بعيد حمانا لن يرضى حتى نتبع ملته، وفي المعترك من المعركة ليست معركته، لن أخوض في غابر من يخطط، ولكني في القريب أبلغ. بعد السنين العجاف استعمرنا وكان استقلالنا بأورام فكرية غربية غريبة عن ذاتنا، تدرجت مرتبة المرأة الغربية منذ فجر النهضة، منذ أن جعلوا لها التشيتشيزبيو، وهو مصطلح باللغة الإيطالية، إنه القرين والفارس الذي يصطحب المرأة أينما حلت وارتحلت، حتى إلى غرفة نومها عند تغيير الملابس ليضع لها عطرها وجواهرها.

 

التشيتشيزبيو كان شرطا لازما للزواج مكتوبا حتى في العقد، لا ينظر إليه الزوج غيرة ولا غيضا، ألم تتذكري معي أيتها الحرة تلك الأفلام الكلاسيكية العربية وقد سمي ب "صديق العائلة" دخلت بيوتنا في الوقت الذي لم نكن نعرف عن خلفيات ما يقدم لنا، في محاولة لترسيخ مفاهيم غريبة عنا. 
 

إن ما يصلحك لن يصلحه الغريب عنا، بل بأعيننا ووعيينا نحن، احذري رياح الشر الجارفة، رياح المثيرات وما يستهويك، فأنت البحر اللامتناهي، إن عصفت عواصفك فلن تبقي لنا وجودا، احذري هذا السيل الذي يتسرب إلينا من الشاشات والمواقع، فقد أعدت لاستدراجك رويدا رويدا

إن مفهوم الحقوق جملة هي تفريغ ذاكرتنا من الهوية الفكرية والدينية واستبدالها بهويتهم، ليس من أجل سواد عينيك ولكن لتكون المنظومة التي تأسست على العولمة تصب في مصالح النظم الاقتصادية أساسا، فتحرير المرأة المسلمة تعني فتح ما لا يحصى من شركات تُسوق لمنتجات تكون المسلمة في غنى عنها إذا تشبثت بهويتها، لقد فتحت الحقوق أبوابا ضاعت مفاتحها وأقفالها، حتى غدا الداخل منها مفقود والخارج منها مجهول، ضِيعت الحقوق.. حقوق الآباء على أبنائهم وحقوق الأزواج على زيجاتهم، فالبنت تهدد أبويها بالعصيان و التبليغ عنهما إذا أَلزما للنصيحة منعا أو جزرا بغية نجاتها، والزوجة تبني إذا شاءت جدار العزل الكلي على التدخل في شؤونها حتى لو كانت تبتعد عن أسمى ما في الزوجية من المودة والرحمة لبناء المجتمع، حطم الغرب بيتهم دون أن يأبهوا له، ولم تستطع الحقوق المزعومة أن تلم جروحه، وهم إذ يسعون جاهدين لفك الدعامة الأساسية لقيام الأسرة المسلمة، ينبري من يعلم الخديعة أو المستغفل عنها للدفاع على ما لا يتأتاك، ما الذي تريدينه أكثر مما أعطاكيه الله، أو ليس البيت بيتك والجنة تحت قدميك، ألم يوصي نبينا عليك ثلاثا وبالأب واحدة، أنت الركيزة يا أختي، أنت نصف المجتمع وتلدين النصف الآخر فأنت المجتمع كله والذرع والعتبة والسكينة.

أي حقوق غفلنا عليها ليتوجب علينا مراعاتها، ربما نكون مقصرين ولكننا مقصرين أيضا في حقنا وحقوق أبنائنا فلما التركيز عليك أساسا؟ إن ما يصلحك لن يصلحه الغريب عنا، بل بأعيننا ووعيينا نحن، احذري رياح الشر الجارفة، رياح المثيرات وما يستهويك، فأنت البحر اللامتناهي، إن عصفت عواصفك فلن تبقي لنا وجودا، احذري هذا السيل الذي يتسرب إلينا من الشاشات والمواقع، فقد أعدت لاستدراجك رويدا رويدا حتى تقبرين ونقبر معك، ولكن هيهات هيهات فنحن أمة حية حيي علينا إحياءها، فإن لم تكن يداك عصانا فمخالبنا نشحذها لك، فكوني العون ولا تكوني علينا. 

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.