شعار قسم مدونات

في اليمن نبذل الحياة.. لنعيش بكرامة

blogs - اليمن

كرم الله الإنسان وجعله خليفة له في الأرض ونفخ فيه من روحهِ، حيثُ جعل الله الإنسان أكرم الكائنات ورفع درجتّه ومستواه وأعطاه العقل القادر على اكتساب العلوم والمعارف الجديدة، إضافة إلى أنه أعطاه الروح التي هي هبة ربانية خص الله بها الإنسان وكرمه بها حتى يستطيع معرفة قيمته وتساعده على الارتقاء بنفسه وتحفزه على السعي في الأرض. كل هذا كي يستطيع الإنسان أن يقوم بغايته التي خلقه الله من أجلها.
 

ولأن الله كرم الإنسان رفض العيش تحت الوصاية والاستبداد ومن هذا المنطلق خرج الشباب في اليمن على النظام السابق في ثورة سلمية نقية طاهرة قبل ست سنوات أسقطت نظام المخلوع صالح وأسست ملامح دولة مدنية تلبي الطموح الثوري المدني وتتناسب مع عظم التضحيات الشبابية في ثورة 11 فبراير والتي أتت كامتداد لثورتي أكتوبر وسبتمبر.
 

إن ما يجري في اليمن منذ عامين من تحول في الفعل الثوري لملحمة من ملاحم الصراع بين الكرامة والذل، ملحمة بين الحرية والعبودية.

بعد ان رسمت الثورة تلك الملامح الكريمة تحركت الميلشيات الكهنوتية من كهوف التخلف لتحاول إنهاء الطموح الشبابي والفعل الثوري وتنقلب على مؤسسات الدولة وكل ما اتفق وأجمع عليه اليمنيون في الحوار الوطني ومخرجاته التي تضمن حرية الفكر والرأي وتؤسس لدولة مدنية حديثة يتساوى فيها الجميع ليتحول الكثير من الشباب بعد الانقلاب في سبتمبر 2014 من ميادين العمل الثوري والتمكين والسعي لتحقيق أهداف الثورة الشبابية إلى ميادين المقاومة وجبهات القتال.

مما دفع الشباب تحويل المسار الثوري من سلمي إلى قتالي، وهي محاولة انتزاع الكرامة والحرية من قبل ميلشيات تحاول الرجوع إلى عهد الإمامة، الحُكم للفرد دون الجماعة، الاستبداد دون الحرية، الظلم دون الكرامة، الخوف دون الأمن، الجهل دون التعليم.

إن الحرّيّة والكرامة توأمان لا ينفصلان، أو هما وجهان لعملة واحدة فحرّيّة الإنسان تولد مع ولادته، وكرامته هي من إرهاصات وجوده وإن من أثمن ما يقتنيه الفرد في حياتهِ هي حرّيّته وكرامِته وإن أجمل ما يستطيع فعله هو بذل حياته ليسلم، لا أن يبتذلهما لتسلم له حياته.

إن هذا التحول في المسار الثوري بعد أن آلت الأوضاع إلى ما آلت إليه ليس طموحاً سياسيّاً، لمنازعة حاكم ولا منافسة على مناصب أو مغانم، بل تحول لأجل الكرامة والثورة على الجلاد. إنه تحول على قيود العبودية التي تتراكم على الشعوب حتى تصبح منقادة مطيعة لأوهام الرجعية والتخلف وإن ما يجري في اليمن منذ عامين من تحول في الفعل الثوري لملحمة من ملاحم الصراع بين الكرامة والذل، ملحمة بين الحرية والعبودية.

حيث يقف العدل أمام الظلّم والقهرِ، والبغي والعدوان، الإيمان أمام النفاق، الصدق أمام الكذب، البسالة والشجاعة أمام الذل والخيانة، ملحمةُ يقف فيها اليمنيين أمام آلة القتل ومشروع التفجير والتدمير، ووحشية الكهنة والميلشيات المتجردة من كل المبادئ والقيم.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.