كله تحت هذه اليافطة الكاذبة الخادعة المخدرة، التي لم يستفق من تخديرها الشعب إلا بعد أن أشتم بعض نسائم الحرية مؤخرا، وأنقشع بعض الضباب عن عيونه التي كانت مودعة في بنك الحاكم الثوري لتحافظ على نقائها الثوري الفطري هي الأخرى، وعلى إبصارها للحقائق التي لا يراها إلا القائد الفذ، الضرورة، البصير لوحده، ولتبقى محمية من كل المشاهد التي تروج لها الإمبريالية العدوة في ضوء النهار (الشقيقة في العتمة!) والقوى الرجعية العميلة لها (العدوة في النهار وفي العتمة).
"لا صوت يعلو فوق صوت المعركة" كذبة عريضة بعرض "الزخم الثوري" و "النقاء الثوري" و"المسار النضالي" وبعمق الإيثار التقشفي لصغار المليونيرية من الرفاق المناضلين الذين (يكدحون) ليل نهار للحفاظ على المكتسبات الثورية، ومقدرات الأمة حتى لا تطالها الأيدي المندسة بين الجماهير الكادحة الكالحة، ولو أن الرفاق – وكما يروج العملاء – يستحوذون على كل هذه المقدرات!
ولو أن الزعيم وجوقته من الزعماء والنياشين والأوسمة الوهمية قد خسروا بعض إقطاعاتهم لصالح العدو (الشقيق) المسكين الذي كادت الجوقة أن ترميه في البحر، لكان نخوتها الموروثة عن (الحاجة أم كلثوم) منعتها من فعل ذلك. |
لكن أليس ذلك من أجل حمايتها أيها المندسون!؟ ثم أليس من حق من يحمي ويحرس هذه المقدرات أن يناله منها بضعة مليارات أو حتى ملايين؟! وما قيمة الملايين والمليارات في عمر الشعوب؟! وما قيمتها مقابل هذا الجهد الثوري، والعنف الثوري، والجبن الثوري، والنهب الثوري، والعرق الثوري، الذي يتصبب من هذه النخبة الوطنية الثورية الكادحة الساهرة على حماية الوطن والمواطن الذي هو "أغلى ما نملك"؟!!
لو لم تكن "سيرياتل" موجودة وبكل زخمها الثوري هل كان باستطاعة هذا الشعب الناكر للجميل أن يتصل ويتواصل؟! هل كان باستطاعته أن "يكلم نفسه"!؟ هل كان يمكنه دعم المجهود الحربي الذي لا يعلم (وعاءه) سوى القائد الخالد، ومعه الراسخون في النهب الممنهج من القوى (الثورية) جداً حد جنون البقر؟!
"لا صوت يعلو فوق صوت المعركة "كم ابتلعت هذه الحجة -على أهلها لا لهم- من ميزانيات وهبات ومساعدات ومنح ورشاوى دولية و دعم و(خوات) فرضت على الأشقاء (سابقا) من الرجعية الشقيقة "عميلة الامبريالية"؟! وكم استهلكت من أسلحة وعتاد وقدرات أكلها الصدأ، كما أكل هذا الصدأ فيما بعد كل الدعاوى الثورية والنضالية والتحررية.
وكم غطت هذه الخديعة على العديد من الهزائم والنكسات والوكسات و"الفكشات" بحجة أن العدو -سابقا- كان يريد من خلال عدوانه المستمر على الأمة النيل من النظم الثورية، وحتى في أغلب الأحيان من (الكاريزمات) و (القامات) الوطنية الملهمة، وكان دائما هو الخاسر لأنه لم ينل مراده.
فكم من شخصية (كرتونية) من العدو ذهبت مع الريح، تحت "يافطة الديمقراطية"! و"التداول على السلطة"! وهذه الخزعبلات الغير ثورية، بل البدع الضلالية التي هي في النار والعياذ بالله، التي يريد من ورائها العدو الاكبر التشويش على قيمنا ومكتسباتنا و(خزعبلاتنا) الوطنية الخاصة بمجتمعاتنا المحصنة من كل الأفكار الدخيلة، وبقي القائد الصامد في مكانه، يقعي على صدر الشعب، مزهوا بهزيمة الأعداء (الأشخاص) الذين اختفوا من مسرح الحياة السياسية، وذهبوا مع رياح الديمقراطية المشبوهة الأهداف والمنطلقات!
ولو أن الزعيم وجوقته من الزعماء والنياشين والأوسمة الوهمية قد خسروا بعض إقطاعاتهم لصالح العدو (الشقيق) المسكين الذي كادت الجوقة أن ترميه في البحر، لكان نخوتها الأصيلة الموروثة عن (الحاجة أم كلثوم) وصولا إلى نخوة (مدام فيفي) منعتها من فعل ذلك.
وفداء وبرا بقسمهم قام بعض السادة الزعماء بالانتقام من (أعداء الداخل!) عملاء ذلك العدو الوغد الذي لم تسمح نخوتهم برميه في البحر، وسمحت برمي (أذنابه!) المتغلغلين في وطنهم! فاشتغلوا سجنا وشنقا وسحلا ودحلا في القوى الرجعية الظلامية المحلية، عميلة الرجعية الإقليمية الشقيقة، وكذلك الاستكبارية الدولية. وهكذا بر المناضلون بقسمهم وأوفوا العهود مع (؟؟) ومن يومها "لا زالت المعركة مستمرة"، بانتظار فقط ضبط "الزمان والمكان اللذين نحن نحددهما، ولا نجر إليهما"!
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.