هل سبق لك أن سألت نفسك يوما ما لماذا عشت حزينا في فترة معينة من حياتك؟ ضحكت كثيرا بعد ذلك ولمت نفسك على خطئك الفادح ذاك؟ أعلم أنه في العديد من الأحيان ينتصر شعور الحزن واليأس في حياتنا، بسبب فقدان شخص عزيز، بسبب فشل تجربة ما، بسبب عدم الرضا عن الذات، بسبب الإحباط والخوف من المستقبل.. إلى غير ذلك من مسببات عكس السعادة.. ولكن ماذا عن رسائل الله لنا في أبواب السعادة؟
جميل هو هذا المقطع من الآية القرآنية الكريمة: "فضحكت فبشرناها"…دعوة رائعة الوضوح للضحك والتفاؤل! كل ما عليك فعله هو الضحك وإصلاح النية والفعل.. ثم انتظر البشرى.. آية مطمئنة إلى أبعد الحدود..
لعل كل متدبر في أمور هذه الحياة، يعلم يقينا أن لا شيء يستحق العيش داخل دوامة الحزن واليأس وأن كل ما يحدث في حياة أي شخص ما هو إلا نتيجة أعماله وجهوده ونياته، تدبر في حياتك فقط، هل حصلت على ما تستحقه؟ في حقيقة الأمر، من يجيب بنعم هو أكثر صدقا ممن يجيب بلا؛ فالذي يجيب بنعم واع تمام الوعي بأن ما يحصل عليه في حياته، جيدا كان أم لا، هو يستحقه وهو نتيجة عادلة لما سبقها من نوايا، جهود وأعمال.. ولكن إلى جانب هذا كله، هل ذلك سبب كافي لكيلا تكون سعيدا في حياتك؟
صحيح أننا في غالب الأحيان، نربط السعادة بالمال والثراء، ولكن المال لا يحقق كل درجات السعادة.. المال لا يشتري القدرة على النظر إلى جمال الطبيعة، لا يشتري الطمأنينة وراحة البال، لا يشتري روعة القرب من الوالدين والأحبة |
لا تقس على نفسك أبدا، فهي لا ذنب لها فيما تفعله بك عثرات الحياة وتقلبات القدر.. لأنه عندما سيُصلح أمرك، حينها ستعتل نفسك وستفقد حينها ما كنت تبحث عنه طيلة حياتك: السعادة! لا ضير في الهروب من الواقع عندما يصبح مريرا شيئا ما إلى الواقع المشتهى، فبعض الأحلام وإن لم تتحقق، يبقى وجودها في حياتنا أساسي، نلجأ إليها هربا من الاستسلام ونختبئ فيها من شبح اللامعنى.. تعيد لنا الابتسامة وتذكرنا ببساطة السعادة!
صحيح أننا في غالب الأحيان، نربط السعادة بالمال والثراء، ولكن المال لا يحقق كل درجات السعادة.. المال لا يشتري القدرة على النظر إلى جمال الطبيعة، لا يشتري الطمأنينة وراحة البال، لا يشتري روعة القرب من الوالدين والأحبة.. فليس كل الأثرياء سعداء.. ولكن كل الضاحكون الراضون مُبَشّرون وسعداء…!
في حقيقة الأمر، نحتاج لمرافقين في طريقنا نحو السعادة، مرافقين يجعلوننا نضحك.. نضحك كثيرا، نستبشر بهم ونتذكر معهم أن أمور الحياة محطات يستحيل التوقف فيها طويلا، أن خلف كل غبار كثير صورة جميلة ستعيد لنا الابتسامة والبشرى وأن خلف كل ستار قاتم اللون نور ينتظر حركة بسيطة منا ليضيء مكاننا وطريقنا، لذلك فمن الواجب علينا أن نختار أولئك الأشخاص بعناية فائقة، فجميلون أولئك الذين نحس معهم بالراحة ويخرجون منا أجمل ما فينا، نكون معهم تلقائيين وحقيقيين إلى أبعد الحدود !
السفر إلى السعادة دائم وخال من التعب والملل، اختلفت الطرق والوجهة واحدة والزاد فيه ضحك ورضا وكثير من الحب !
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.