هذه الجريمة هي الثانية هذا العام، حيث قد سبقتها جريمة في مطلع شهر يناير اعتبرت هي الأعنف في تاريخ الدنمارك، حين أقدم رجل دنماركي أربعيني على قتل أطفاله الأربعة وزوجته لينتحر هو بدوره بعد أن تأكد من موتهم جميعاً.
ولن ننسى كذلك جريمة مقتل العائلة السورية (الأم وبناتها الاثنتين) والتي وجدت متجمدة في الثلاجة بعد أن لاذ القاتل، والذي كان الأب نفسه بالفرار إلى خارج الدنمارك.
مثل هكذا جرائم ليست حديثة عهد في الدنمارك، حيث كان هناك جرائم مشابهة لعائلة عراقية وتركية وباكستانية، وحسب الإحصاءات الدنماركية وتحديداً بين 2008 و 2011 تم تسجيل 10 حالات قتل أطفال (تحت سن الـ15) من قبل آبائهم.
أعرف جيداً أن هناك تخوف بين معظم المهاجرين من كل ما يأتي من طرف البلدية، خصوصاً إذا كان الأمر يتعلق بالأطفال، فأول ما يتبادر إلى ذهن الشخص أنهم سيبعدون أطفاله عنه. |
– الدوافع والأسباب:
الدوافع خلفها عدة عوامل، الإخصائيون النفسيون حددوا دوافع هذه الجرائم وحصرها في 3 عوامل.
أولها المرض النفسي، حيث يعتبر هو المحرك الأساس لمثل هكذا جرائم خصوصاً في المجتمعات الديمقراطية المتسامحة. أما العامل الثاني فهو الضغوط الاجتماعية التي يعايشها الأب ولا يقوى على مجاراتها، كأن يكون قد تعرض لخسارة اقتصادية أو تعرضه لحادث أو ما إلى ذلك. العامل الثالث والأخير فهو الغيرة الزوجية.
طبعاً لن أدخل في تفاصيل الجريمتين التي وقعتا للعائلتين المهاجرتين لشحة المعلومات أولاً، وكي نبتعد عن التخمين والتنجيم ثانياً، فلم يُظهر الإعلام أي شيء رسمي.
أما موضوع العائلة الدنماركية فقد تم التطرق إلى جميع تفاصيلها، وذكر والد القاتل أن ابنه وقبل إقدامه على فعلته كان قد تعرض لحادث سيارة أفقده العديد من الوظائف الجسدية وأدخلته في فترة كآبة حادة.
وهنا قد يسأل سائل إذا كان الأب يعاني من واحدة من العوامل الثلاثة التي ذكرها أصحاب الاختصاص، فما الذي يدفعه لقتل أطفاله؟ يرجح أن تكون هناك درجة من الأنانية يحملها الأب، وخصوصاً في وضع الأب الدنماركي، حيث إنه يعيش في مجتمع متحرر ويستطيع أن يتمم عملية الانفصال وهو جالس أمام شاشة الكمبيوتر، لكن حبه لذاته وأنانيته قد تدفعه إلى قتل جميع أهله ولسان حاله يقول لماذا أموت ويعيشون هم.
– دعوات لحلول جدية:
هناك دعوات يقوم بها عدد من المختصين الاجتماعيين تطالب بمراقبة سلوك الأطفال في المدارس بشكل مكثف، وسؤال الجيران عن وضع العوائل التي تظهر عليها بعض التصرفات الملفتة للانتباه، وهذه الدعوات تلقت دعماً من عدد من السياسين لتجنب مثل هكذا حوادث مؤسفة مستقبلاً.
أعرف جيداً أن هناك تخوف بين معظم المهاجرين من كل ما يأتي من طرف البلدية، خصوصاً إذا كان الأمر يتعلق بالأطفال، فأول ما يتبادر إلى ذهن الشخص أنهم سيبعدون أطفاله عنه، لكن ماذا لو تدخلت البلدية في الحالات الثلاث التي ذكرت في وقت مبكر، أما كان هذا كافياً لإنقاذ حياتهم؟ وهل البلدية تدخلها سلبي دائماً؟ أم أن تخوفنا مشروع وتدخل البلدية من عدمه سيان؟
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.