شعار قسم مدونات

مشاهير الإعلام.. نقطة قوة أم مؤشر ضعف

blogs - الإعلام
حديثنا اليوم ليس عن ذات مشاهير الإعلام – وسنفرد مقال خاصًا عن كيفية صناعة المشاهير وآليات التخطيط لذلك -، وإنما هو عملية تحليل ومحاولة تفكّر في حالات الضعف والقوة التي تعيشها بعض المؤسسات الإعلامية والإعلام الفضائي على وجه الخصوص، وسنتطرق فيه لواقع تلك المؤسسات من خلال علاقتها بمشاهير الإعلام، والسؤال الذي يلخص فكرة وموضوع المقال: هل مشاهير الإعلام وحرص بعض القنوات على أولئك المشاهير ظاهرة صحية وجيدة أم أنها في كثير من الحالات مؤشر يؤكد حالة الضعف التي تعيشها تلك المؤسسات، إذ لا تستطيع تلك المؤسسات الاستمرار أو تسجيل الحضور الإعلامي اللائق إلا من خلال أولئك المشاهير!

وحتى نستطيع تقديم إجابة جيدة سنقسم السؤال أو فكرة المقال إلى قسمين، الأول: متى يكون مشاهير الإعلام مؤشرًا يدل على الضعف في المؤسسات الإعلامية؟! ومتى يكون وجود المشاهير نقطة قوة تُحسب لتلك المؤسسات؟! ونعرض لتفاصيل ذلك في التالي:

بعض المؤسسات الإعلامية يشكل المشاهير فيها أوكسجين البقاء بالنسبة لها، فإذا اعتذر أولئك المشاهير عن مواصلة السير معها فإنها تنهار أو تكاد

مشاهير الإعلام.. مؤشر ضعف المؤسسات الإعلامية:
نعتقد بأهمية المشاهير في النهوض بالمؤسسات الإعلامية وتوسيع دائرة المتابعين لها بلا شك، غير أنه لا بد من الإشارة إلى تحوّل المشاهير أحيانًا في القناة أو المؤسسة إلى مؤشر يدل على ضعف تلك المؤسسة، ونستطيع الحكم بذلك على المؤسسة إن رأينا التالي:

– حين تصبح المؤسسة رهينة للمشاهير ولا تملك قوة ذاتية تمكنها من تحقيق حضورها ذاتيًا دون كبير حاجة للمشاهير.
– حين تعجز المؤسسة عن صناعة النجوم والمشاهير، ولا تملك الرؤية لذلك فتصبح المؤسسة خادمة للمشاهير من خارج مؤسستها.

– في كثير من الأحيان قد لا يتفق مشاهير الإعلام مع توجهات القناة وطريقة تناولها للمواضيع، فيظلُ أداؤها وتأثيرها الجيد مرتبطًا بموافقة المشاهير على المشاركة معها في أنشطتها الإعلامية.
– بعض المؤسسات الإعلامية يشكل المشاهير فيها أوكسجين البقاء بالنسبة لها، فإذا اعتذر أولئك المشاهير عن مواصلة السير معها فإنها تنهار أو تكاد، لأنها ربطت إنتاجها بهم وركَنت على شعبية أولئك المشاهير وليس شعبية القناة وجمهورها.

– امتلاك القناة لمشاهير قد يدفعها مع مرور الوقت لتراجع التنويع في الإنتاج وضعف مضامين الإنتاج وأشكاله، اتكالًا ورضًا بما وصلت إليه بفضل المشاهير، وليس بفضل قوة إنتاجها. هذه أهم المؤشرات التي إن وُجدت بعضها أو كلها، احتجنا إلى إعادة النظر في واقع مؤسساتنا الإعلامية، وتجاوز هذه المشكلة مهم من أجل أن يكون لدينا إعلام متحرر وصانع للمشاهير وليس مستهلكًا لهم، وما يتعلق بموضوع متى يكون المشاهير نقطة تدل على القوة في المؤسسات الإعلامية ؟! سنشير لذلك في التالي:

المؤسسة الإعلامية إذا لم تكن قوية بما فيه الكفاية، فإن ذلك ينعكس على ضعف رسالتها الإعلامية، ويجعل المؤسسة تبدو هزيلة متعثرة!

مشاهير الإعلام.. نقطة القوة في المؤسسات الإعلامية:
نستطيع القول إن مشاهير الإعلام نقطة تدل على قوة المؤسسات الإعلامية إذا تحقق في تلك المؤسسة التالي :
– أن تكون المؤسسة الإعلامية لديها القدرة على إنتاج النجوم والمشاهير فيكون تعاملها مع المشاهير هنا مشاركة وليس احتياجًا !
– قوة الإنتاج الإعلامي للمؤسسة بعيدًا عن المشاهير، فهل يستطيع المُنتَج الإعلامي أن يحقق تأثير جيد لقوة مضمونه أو إخراجه أو أسلوب عرضه، دون الحاجة لوجود أحد المشاهير؟!

– قيام المشاهير بتناول المواضيع وفقًا لرؤى وفلسفة المؤسسة الإعلامية، وليس تناولها وفقًا لرأيهم الشخصي أو تصورهم الخاص، بحيث تصبح المؤسسة مجرد أداة بيد المشاهير!
– إذا كان نجوم ومشاهير تلك المؤسسات متنوعون وفقًا للجماهير المستهدفة في القناة، وليسوا مشاهير البرامج الحوارية العلمية فقط! بمعنى ان يكون لدى المؤسسة مشاهير لفئة المثقفين ومشاهير لفئة النساء ومشاهير للأطفال… إلخ

هذه النقاط وما شابهها إن وجدت في مؤسسة إعلامية ما فإنها مؤشر قوة وخير في تلك المؤسسات، فالمؤسسة الإعلامية إذا لم تكن قوية بما فيه الكفاية، فإن ذلك ينعكس على ضعف رسالتها الإعلامية، ويجعل المؤسسة تبدو هزيلة متعثرة، تتسوّل النجوم والمشاهير أن يشاركوها في برامجها وأنشطتها الإعلامية!

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.


إعلان