ثمرة الحب كانت تنمو مع كل يوم ذا شمس عذبة مع نسيم عليل، إلى أن طرقت الحرب الأبواب وماتت نبض وخسر العاشق المغوار حربه بخسران حبيبته! ولكم تمنيت أن أكون رُبعًا من نبض، وأن تكون هناك روح تهفو عليّ بنصف ما قرأته عينايّ، حينها فقط أستطيع أن أصل إلى ذروة السعادة التي لطالما تمنيتها مع روح طيبة تقاسمني وجع هذه الحياة. تنقسم الرواية إلى أربعة فصول:
1- طُبول الحربِ تُقرع:
عندما يُوجد الحب، يظهر الوحش الماكر ذا الأسنان الضخمة الحادة، إنه "الفقد"، وما أبشعها من مرحلة في حياة كل المحبين في حياة الإنسان فينا! فلا شيء يكتمل كما يجب. |
يدور هنا حوار سلس بين الراوي ونبض حول بشاعة الحرب وضيرها، مع حوار فكري بحت حول التمدن والحضارة والتطرق إلى شتى المواضيع الثقافية، مع ذكر بعض الذين تركوا بصمتهم في هذه الحياة، ويتخلل هذا الحوار حشوٍ ممتع للغاية، على هيئة هروب من أن القارئ يخرج عن رتابة قصص الحب والدلال، إلى التوغلِ في معلومات قيمة وقصص عذبة عن العرب والشعراء، وكثير من أبيات الشعر التي تُكتب بماء العين، مما يُضفي نوعًا من الفضول في معرفة مزيدٍ من الأقاصيص والتحري عنها بعد الانتهاء من حلاوة تلك الرواية.
2- طُبول الذّاكرة تُقرع:
يتواصل الحوار، ويتواصل معه روعة سرد حكايات الغابرين في هذا الزمان، وهنا أزداد تعلقا بالأقاصيص، ولو ذُكرت على عجل فإن لروعة تواجدها حلاوة قيّمة، وهنا أجد الكاتب يخرج عن المألوف بل عن الاعتيادي الرتيب، فيشد بذلك القارئ إلى أحرفه شدً رهيبًا مُحكما، فلا يُخول له الهروب حتى!
3- طُبول القلبِ تُقرع:
كعادة الشرقاوي، يخترق المراحل ويشتتها على حسب منظوره، حيث أنه في العادة تكون ضربة البداية في أول فصل من كل رواية، لكن الشرقاوي أحب أن يُعلمنا الصبر والتريث بُغية إمتاعنا. وهنا يأتي الأهم بالنسبة لي، وهي مرحلة البداية والسعادة، مرحلة دقة القلب، الهوس، الارتجاف، الخوف، الرهبة، القلق، المشاعر المبعثرة، الاضطراب، الارتباك في المصارحة، بهذا الحب العفيف النقي الذي لا تشوبه شائبة، والذي يبعد كل العبد عن الحب المستهلك المتآكل الذي تشهده أعيننا في أيامنها هذه الصعبة. في هذه المرحلة، يولد العاشقين من جديد من رحم الحب، ولادة تجعلهما متناسين الماضي والحاضر، مستشرفين للمستقبل بقلب محبٍ قوي، لا يخاف حتى من وحش اسمه الحرب!
4- طُبول الفقدِ تُقرع:
عندما يُوجد الحب، يظهر الوحش الماكر ذا الأسنان الضخمة الحادة، إنه "الفقد"، وما أبشعها من مرحلة في حياة كل المحبين في حياة الإنسان فينا! فلا شيء يكتمل كما يجب، أو لنقل على وجه الدقة، كما حلمنا نحن به. بعد الفقد تظل هناك روح ملتاعة، جثة محترقة لا تنتظر سوى الرجوع إلى خالقها إلى حيث أرسلت روحها الأخرى هناك دون سابق إنذار، ولا حتى لحظة وداع. هناك في الخلود حيث لا عين رأت ولا أذن سمعت نجد ضالتنا بعد رحمة ربنا بنا، و غدا نلقى الأحبة! أخيرا هذه الرواية أكلت من قلبي ما أكلت وحُق لها ذلك!
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.