وتركز "إسرائيل" على التفوق النوعي في جميع المجالات، العسكري، والأمني، والتكنولوجي مثل تكنولوجيا الاتصالات، وتكنولوجيا الصواريخ، وأنظمة المعلومات، والحقل النووي، وجميع تكنولوجيات المجالات المدنية بجميع أشكالها، ودعم المواهب العلمية وتبني العلماء والباحثين واستقطابهم من كل أنحاء العالم.
و قد حازت مركزا متقدما على العالم في البحث العلمي، وهذا التزام بالفلسفة التي قامت عليها "إسرائيل" فلسفة المؤسسين من هيرتزل إلى روتشيلد إلى بن غوريون، والتي تؤكد على أن وجود "إسرائيل " مرتبط بتفوقها العسكري والاقتصادي والعلمي أولا، وفي جميع المجالات الاخرى ثانيا.
النهج الذي يحكم الدول العربية جميعها بلا استثناء هو نهج ميكيافيللي، الأمر الذي يجعل كل شيء مباح من أجل الحفاظ على كرسي الحكم لزيد أو لعمرو! |
وعند الحديث عن الأرقام، سيصاب القارئ بالصدمة إذا ما قرأ بعض مقارنات الأرقام الاقتصادية، سواء بالميزانية أو بدخل الفرد أو بالإنفاق على البحث العلمي في "إسرائيل"، مقارنة بالدول العربية، بحيث أن الفوارق تبدو فلكية ومحبطة. و لكن أيضا يجب الأخذ في الاعتبار بأن القدرات الاقتصادية والبشرية والجغرافية العربية إذا ما قدر لها التحرر من الاستبداد، فإنها ستعوض هذا الفارق الهائل بزمن قياسي جداً.
وفي نفس الوقت فإن النهج الذي يحكم الدول العربية جميعها بلا استثناء هو نهج ميكيافيللي، الأمر الذي يجعل كل شيء مباح من أجل الحفاظ على كرسي الحكم لزيد او عمرو، بحيث تدمر الحضارة والإنسان، ويحول الوطن إلى سجن كبير ومكان لإعدام العقول والكفاءات! وحرمان الشعوب من نهضتها من أجل بقاء كرسي الحكم للحاكم، ويختصر الوطن والحضارة والإنسان بشخص أو بعائلة تنهي طموحات الناس وتضع سقفا لأي طموح علمي أو عسكري أو سياسي، بل حتى ثقافي وإنساني.
وهنا تجدر الإشارة إلى أنه على الأنظمة الحاكمة العربية أن تفرق بين كرسي الحكم وبين نهضة الشعوب وحقوقها، ويجب أن ينأى الحاكم بالصراع على السلطة عن مسألة التقدم العلمي والإنساني والحضاري ونهضة الشعوب، وأن ينأى بأجهزته الأمنية عن التدخل في كل ما هو مدني وبعيد عن الصراع على السلطة، وهذا بدوره سيخفف الاحتقان السياسي ويقلل من المآسي التي لن تتوقف مادام هذا النهج حاكما هذه البلاد.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.