شعار قسم مدونات

مشروع مونارك للتـحكم في العقول والسلوك

blogs- الاستعمار
في منتصف القرن العشرين ظهرت العديد من النظريات الخاصة حول علـم النفس الإنساني وكيـفية التأثير علي سلوك الـجمـاهير فلاحظ العلـمـاء أنه و بوجود طريقة علمية حديثة للبـحث والتـجريب ربما يستطيعوا التـحكـم في السلوك الإنساني في أنشطة معدة ومرتبة له سلفًا، التقطت الفكرة أجـهزة الـمخابرات الأمريكية عام 1954م فبدأت بالتعاون مع شـخصيات بارزة في الـمجتـمـعات العالمية في وضع "برنامج أو نظام بشـري يضـمن سلامة السلوك الجـمـاهيري والسيطرة على وسائل الإعلام وغسل أدمغة الشعوب مـحل الاستهداف".
 

فظهر مع بدايات 1955 مشـروع مونارك "monarch" وهو تطور عن مشروع غسل الأدمغة والتـحكـم في الأفكار الإنسانية تم عام 1945م تـحت تـجربة النازيين، المُثيـر أن المشروع الجديد المُطور كان أقوى وأخـطر من المشروع القديم فهو يـحتوي على أربعة برامـج مـختلفة هدفها تدمير الشعوب والأمـم:
 

مشروع مونارك الأول "العاهل الأول للموسيقي": انطلق رسـميًا عام 1980 من خلال غسل أدمغة الشعوب عبـر الموسيقي فاستطاع العلـمـاء اكتشاف كيفية السيطرة على الشعوب من خلال زرع أفكار مثل "الجـنس والإباحية، الفوضى، الاغتيالات.. إلخ " عبـر كلـمـات الأغاني وبطريقة معيـنة بـحيث تـخترق العقل البشـري وتصبـح فكرة مـخزنة في العقل الباطن مُسبقًا، كذلك طوروا موسيقى ذات ترددات عالية 1600م/ هرتز في الدقيقة معروفة حاليًا باسـم "المـخدرات الرقـمية" وهي نوع معين من النـغمـات والذبذبات تستطيع الوصول إلى مراكز الذاكـرة والنشوة لتحقق نفس مفعول الإدمان الـحقيقي للـمخدرات..
 

كيف لم نفكر: إذا كانت الزيادة سببًا لتـخلف الدول لكانت الصين والهند أكثرنا تـخلفًا ولما سـمحت دول مثل "السويد، كندا" المهاجرين بالدخول إلي أراضيها.

مشروع مونارك "الـجنس الفريد": من ضـمن برامج المشـروع تلك الـخطة الطـموحة التي تعتـمد علي "اليوجينا" وهو مبدأ اعتـمده العالم البريطاني "فرانسيس جالتون" عام 1896 م الذي يرى "أن ذوي البشـرة البيضاء فقط هـم من يسـتحقون الـحياة وأن أصـحاب البشـرة السـمراء من أي جنس فقط يستخدموا لأغراض طبيـة وبـحثية كفئران تـجارب، وكان يؤمن بضـرورة تـحسين النسل وانتخاب أفضل الصفات البشـرية في الإنسان".
 

وبدأت أول الـخطوات في الأمم المتحدة مع إنشاء منظمة "اليونسكو" عندما تم تعيين رئيسها مناصـر اليوجينا "جوليان هكلسي" الذي كان أول قرار أصدره هو منح حق الإجهـاض للمرأة، وناصـر العديد من ممولي البرنامج مشروعات سنوية لما يعرف بـ "كبـح النـمو السكاني" الذي مازال مستـمرًا إلى اليوم في صورة تشريعات وقوانين أبرزها القانون الذي أصدرته الصين عام 1988 بمنع زواج المعاقين ذهنيًا أو عضويًا إلا بعد "تعقيـمهم" نهائيًا والسمـاح بالإجهـاض كجزء من حرية المرأة فكان من نتائـجه أن أُجـهضت 53 مليون امرأة فقط في الصين!
 

أما بالنسبة للعالم العربي فكان هو الآخر على موعد في التسعينات مع خطة أخرى، لكن هذه المرة في ما يعرف بـحبوب منع الـحمل التي روجت لها القنوات والإذاعات المـحلية للدول مـحل الاستهداف وعلى طريقة السياسي الكبير "نعوم تشومسكي" حينـمـا قال "إذا أردت أن تُسيطر على الشعب أجعله يعتقد أنه هو سبب تـخلفه" بدأت حـملات ترشيد الزيادة السكانية في مصـر ومعظم الدول العربية، وأنا لا أدري كيف لم نفكر فيها إحصائيًا فإذا كانت الزيادة سببًا لتـخلف الدول لكانت الصين والهند أكثرنا تـخلفًا ولما سـمحت دول مثل "السويد، كندا" المهاجرين بالدخول إلي أراضيها، بل أغفلنا نقطة هامة وهي أن الوطن العربي وهو الآن 400 مليون نسمة يعادل تقريبًا رقـم الولايات المتـحدة التي تُصدر لنا هذه الثقافة والتي تـجاوزت الآن 320 مليون.. أي منطق يتحدثون عنه لا أعلم صراحةً؟!
 

برنامج "مسرح الشارع": الخطة التالية من برنامج العاهل الموجه للأفراد هو تغيير النظام الخاص بالحياة الاجتـمـاعية البشرية في دول العالم الثالث خصوصاً.. كلمة "مسرح الشارع" استخدمت في برنامج "مونارك العاهل" لأول مرة عام 1965 وكانت تهدف في الأساس لتدمير الـمجتـمعات الشيوعية في أمريكا الجنوبية فزرعت الوكالة الفيدرالية مروجي الـخمور والمـخدرات وساعدوا على تفوقهم على حكوماتهم اللاتينية بعدها اتجهوا لتطوير العمل في الدعارة وبيع الأطفال جنسيًا! وكل ذلك كان هدفه خلخلة المـجتـمع الشيوعي ضـمن استراتـيجية الحروب البارد.

وفي القرن الحالي عاد المسـرح من جديد لكن بوسائل أخرى من خلال زرع الأفكار الإباحية والهـمجية وسط الشباب العربي، إعلاء دور الفن الهدام وتغييب دور الدين، نشـر وغرس سلوكيات تدميرية موجهة. وخلال سنوات طويلة من البحث والتجريب على شتى أنواع المُلهيات أظنها إستراتيجية ناجـحة وفعالة، وأن لقب مسرح الشارع ليس من فراغ فالكل يؤدي دورًا في مسرحية وضع السيناريو الخاص بها نظام عالمي أكبر.
 

مشروع مونارك ليس مـجرد مشروع عقلي فقط بل نظام حياتي مرسوم بدقة وعناية بالغة من أجل تـحوير النظام البشري الاجتماعي الذي من المؤكد اختلف كثيرًا عمـا كنا نعيشه.

مشروع مونارك "التحول الغذائي": خلال سنوات طويلة كانت الأبـحاث التسويقية تقول أن العالم قادم على انفتاح ضـخم عُرف بعدها باسـم "العولمة" وكانت من ضـمن الخطط الرئيسية التي عمل عليها مشروع مونارك هو السيطرة على العناصـر الغذائية الأكثر مبيعًا في ذلك العالم حينها والتي يـجب أن تكون الأمـم العالمية متـحكمة بها وتُمثل تفوقًا وهيـمنة سياسة واجتـمـاعية فبدأت حركة غزو العالم عبر "الوجبات الجاهزة، المشروبات الغازية، العناصر الاستهلاكية".
 

وبلعبة كبـرى مولت الـحكومة الأمريكية مشاريع وسلاسل ضـخمة من متاجر الوجبات السريعة مثل "بيتزا هات، ماكدونالدز.. إلخ" فربطت العالم بثقافة النظام سريع الإيقاع الذي لن تـجد فيه وقت لأن تُعد طعامك بنفسك، كذلك سيطرت على قطاع المشروبات الغازية، وللمعلومة فإن برميل البيبسي "الذهب الأسود الأمريكي" إن صـح التعبير يعادل 100 دولار طبقًا لمعادلة تـجدها على جوجل نفسه بينـمـا سعر برميل البترول اليوم هو 53 دولار فقط! ولذلك لا عـجب حينـمـا نتحدث أن أرباح الولايات المتحدة من المشروبات الغازية كل عام 125 مليار دولار.. أما بالنسبة للعناصر الاستهلاكية كأدوات التـجميل والشامبو وغيرها فهو القطاع الأكثر دخلاً بـ 210 مليار سنويًا منها 10 مليارات فقط من السعودية حسب آخر تقرير صادر لعام 2013!!

بشكل عام فإن مشروع مونارك ليس مـجرد مشروع عقلي فقط بل نظام حياتي مرسوم بدقة وعناية بالغة من أجل تـحوير النظام البشري الاجتماعي الذي من المؤكد اختلف كثيرًا عمـا كنا نعيشه قبل سنوات طويلة.. إن الهدف الرئيسي لكل ذلك ليس فقط سيطرة سياسية وعرقية وهيـمنة ثقافية على دول قد تُمحي من الوجود خلال سنوات قادمة، بل إمعانًا في إذلال تلك الشعوب الضعيفة بسحق مقدراتها ونظامها الحياتي ونوعًا من الاستعـمـار الناعم..
 

كل تلك المشاريع وأكثر لن تجدها متاحة على الشبكة العنكبوتية في نتائج باللغة العربية، يجب البحث عن كل مشروع على حدا باللغة الإنجليزية وهم ما يلي:
"monarch control mind"
" Origins and Techniques of Monarch Mind Control "
"Choosing the Victim "
" Project Monarch: Nazi Mind Control "

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.