شعار قسم مدونات

علمتني الجزيرة على مدار 10 أعوام..

blogs - aljazeera

مرت منذ أيام ذكرى التحاقي بشبكة الجزيرة الإعلامية قبل عشر أعوام، في الحادي والعشرين من شهر شباط/فبراير 2007، كمراسل لموقعها في البداية وحتى الآن، ثم كمنتج متعاون مع قناتها الإخبارية باللغة العربية. ذكرى الالتحاق بمدرسة الجزيرة تركت -ولا تزال- في حياتي أثرا كبيراً، ألمسه يومياً من خلال عملي في جميع المؤسسات الإعلامية التي أديرها، أو تلك التي أعمل فيها.

10أعوام مرت مع الجزيرة، جعلتني أقترب أكثر من الواقع والحقائق وهموم الناس، التي غالباً ما تخفيها غياهب السياسة والاقتصاد عمداً؛ وغيرت لدي الكثير من الأبعاد والمفاهيم، لتكون الصورة أمامي أصفى وأدق، وليكون أثر نقلها أكبر وأعمق.

– علمتني الجزيرة الكثير..؛ أعطتني وأعطت العرب دروساً عملية، مفادها أن لهم صوتاً مسموعاً له صداه؛ وأن إرادتهم قابلة للتحقيق وصنع التغيير وتغيير المواقف، إذا ما اجتمعت مع قوة العزم، والمهنية، ووضوح الرؤية، حتى وإن كان الطريق نحو الأهداف طويلاً وشاقاً وصعباً.
 

– علمتني الجزيرة أن كوادرها هم أثمن ما تملك، وأن اهتمامها بتطوير مهاراتهم وإمكانياتهم يهدف -قبل كل شيء آخر- إلى الارتقاء الدائم بمستوى العمل، وأفضل نقل لصورة الواقع الهام، بمهنية قوية، ومصداقية عميقة.
 

علمتني الجزيرة أن التجرد والحياد من أهم أسس المصداقية، وأنها لا تنحاز إلا إلى قضايا وهموم الإنسان أينما كان، وبهذا يبرز بعدها الإنساني، الذي تسخر له كوادرها وكثيرا من طاقاتها ومواردها.

– علمتني الجزيرة أن صعود سلم الارتقاء يأتي بتوجيهات وملاحظات وانتقادات وتقديرات المسؤولين فيها والزملاء، وأن صعوبة أو خطورة المهام دليل يؤكد أهميتها، ووجوب القيام بها، ما استطاع المراسل إلى ذلك سبيلاً.
 

– عملتني الجزيرة أن اختلاف جنسيات وألوان وأفكار ومعتقدات وانتماءات وأعمار كوادرها، لا يزيدها إلا ثراء وتنوعاً وتميزاً، وقدرة على مواجهة المتغيرات التي تعصف بالمنطقة العربية والعالم، دون تأثر سلبي بها.

– علمتني الجزيرة أن لكل زميل فيه صفات ومميزات، وأن من عظيم الفائدة مرافقتهم والعمل معهم لكسب مزيد من الخبرة والمهارات.
 

– علمتني الجزيرة أن أفخر بها دوماً، وأن بعض أخطائها لا يعكر بحر عطائها، فهي تستعجل تدارك الأخطاء على قلتها، لينعكس ذلك قوة وتماسكا داخليا وتألقا عالميا، فيزيد أثرها، وثقة المشاهدين بها.
 

– علمتني الجزيرة أن "الرأي والرأي الآخر" أكثر من مجرد شعار تميزت به قولا وفعلا، فهو مفتاح للعقول، يدفع المشاهد إلى التفكير والتفسير، وبهذا يزيد الوعي، ويكون المشاهد "آجلا أم عاجلا" عنصر التغيير.
 

– علمتني الجزيرة أن التجرد والحياد من أهم أسس المصداقية، وأنها لا تنحاز إلا إلى قضايا وهموم الإنسان أينما كان، وبهذا يبرز بعدها الإنساني، الذي تسخر له كوادرها وكثيرا من طاقاتها ومواردها، ولا تجد حرجا أبدأ، بأن تعلنه شعارا يعبر عنها.
 

– علمتني الجزيرة استصغار ما قدمته، وحفظ الاحترام والود والوفاء لمن عمل أو ضحى على طريق العمل فيها، فثمن الحقيقة مكلف ومؤلم أحياناً، لكن التضحية لإيصالها مبدأ وواجب، يخفف محنا وآلاما أكبر وأشد غالبا.
 

علمتني الجزيرة وعلمتني، ولا زالت مدرستها تعلمني.. فخالص شكري ومحبتي وتقديري لها، ولجميع الزملاء العاملين فيها.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.