شعار قسم مدونات

جمال المظهر والجوهر.. من يفوز آخرا؟

blogs - مرآة الجمال
كثيرا ما يولي الجميع اهتماما أكبر للجمال الخارجي للإنسان أكثر من جماله الداخلي، ولكن من يفوز آخرا؟ إن النجاح الأكبر للذي يتوج بطلا في آخر المطاف؛ يتنافس جمالنا الخارجي مع جمالنا الباطني في كل مرحلة نمر منها، يتسابق كل واحد منهما لنيل شهادة النجاح في كل طريق نضع أرجلنا فيه، ابتداء باختيار الصديق وانتهاء باختيار الرفيق الذي سيكمل معنا الطريق!

في مرحلة اختيار صديقنا لا ننظر إلى وجهه وخلقته بقدر نظرنا إلى خلقه وتعامله، وصدقه، وأمانته، يفوز دائما من يتصف بالأوصاف القلبية العالية، وليس من يملك وجها ناصع البياض، أو عينين واسعتين، يفوز من يملك ابتسامة عريضة ووجها بشوشا.

قد يولد بعضنا جميلا عن الآخر، بخصوصيات كاملة (إن صح ذلك لأن الجمال نسبي)، ولكن فيما يفيد ذاك الجمال إن كان هذا الشخص لا يتعامل بلطف، وليست لديه أخلاق جيدة، فيم ينفعه بياض وجهه إن كان قلبه أسود. إن من لا يملك روحا طيبة وجوهرا نقيا صافيا لا يعدو وجهه أن يكون كقلادة ذهبية تلبس في المناسبات الفاخرة فقط. جمال الجوهر ترجمة لجمال المظهر؛ إذا كان داخلك جميلا سيشع مظهرك أيضا، فينبعث النور الداخلي إلى الخارج.. ستغلب روحك وجمالك الباطني، سينتصر وسيفوز باللقب، وسيحتل المرتبة الأولى.

أوجه رسالة لكل من يظن أنه قبيح، أنت لست كذلك.. كل ما عليك أن تحسن مواطن الضعف فيك، وعزز مواطن القوة ثم اشعر بجمالك الداخلي ليشعر به الآخرون.

في مرحلة اختيار شريكنا ورفيق دربنا نبحث جميعا عمن يملك مواصفات محددة؛ البياض، الطول، الشعر، الرشاقة والقائمة طويلة جدا. وهنا يتكرر السؤال نفسه: فيم تفيد هذه المواصفات إن كان الشريك سيئ العشرة، مريض النفس، لا روح له، وهنا المشكلة، لأننا نعتقد أن الجمال الخارجي هو كل شيء، لذلك نعطيه أكثر من حجمه الطبيعي.

ونحن هنا لا نبخس قيمة المظهر ولا ندعي أنه غير مهم بتاتا، بل يجب أن نوازن بينهما وأن لا نهتم بأحدهما ونهمل الآخر، والموفق من وفقه الله إلى أن يكون حسن الخلق والخليقة، وقد وصانا الله ورسوله الكريم إلى الاعتناء بنظافة الجوهر والمظهر، وأن نولي الاهتمام للروح أكثر كاهتمامنا بأن نكون رائعي الخارج أمام الناس.

ففي كثير من الأحيان يكون لاهتمامنا بجمالنا الداخلي الأثر الواضح على مظهرنا الخارجي، فحين تكون طيب السريرة يجعل لك سر القبول بين الناس، وإن كنت قليل الجمال، ولعل قول شكسبير يعزز ذلك إذ يقول: "الجمال إحساس عقلي وشعور وجداني".
 
نهاية أوجه رسالة لكل من يظن أنه قبيح، أنت لست كذلك.. كل ما عليك أن تحسن مواطن الضعف فيك، وعزز مواطن القوة ثم اشعر بجمالك الداخلي ليشعر به الآخرون.