أما عند الحديث عن الإمبريالية للدولة التي تعُتبر القوة المهمينة والأولى، وهي الولايات المتحدة الأميركية والتي يحاول كل زعيم ورئيس جديد يستلم ويصعد لسدة الحُكم إلى تجديد الهيمنة الأميركية على العالم من خلال إبراز جهودهم في التعاطي الناجح قدر المستطاع مع التحديات التي تواجه هذه الهيمنة، سواء تلك التي حاصرت القوة الخشنة المتمثلة في التفوق العسكري الأميركي الكاسح على نحو ما بدا جلياً في أحداث الحادي عشر من سبتمبر عام 2001، مروراً بإخفاقها العسكري في كل من أفغانستان والعراق من بعد ذلك، أو التحديات المتمثلة في تراجع تأثير قوة أميركا الناعمة أو الرخوة أو الذكية التي تتجسد في التفوق الاقتصادي والتكنولوجي والحضور الثقافي الطاغي على مستوى العالم، وفي ظل تنامي السخط الدولي على السياسات الأميركية وتآكل الشغف العالمي لتبنّي القيم الأميركية والانغماس في الحلم الأميركي.
علينا أن لا ننسى لقاء الرئيس السابق في مجلة ذي إتلانتيك الأميركية قبل عام تقريباً تحت عنوان عقيدة أوباما، والذي لم يكن إلا إعلانا لما يكُنه البيت الأبيض للسعودية ودول الخليج |
إذن ما الهدف من السياسات المستقبلية للرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب سوى تجسيد لاستراتيجيات اللوبي والامبراطورية الإمبريالية كما وصفتها د. عبير عبد الرحمن ثابت أستاذة العلوم السياسية والعلاقات الدولية في فلسطين.
حسب رأيي وأنا مجرد مطلع وقارئ، ولست سياسياً، بأن الحكومة الأميركية الجديدة ستسعى إلى تأسيس معيار جديد لاستخدام القوة العسكرية وإغراق الشرق الأوسط بالاظطربات، ويشمل ذلك دول النفط الكبرى، حتى وإن كانت إيران أو داعش هي المستهدفة، فيجب أن يشمل الضرر الكُل كما قال نعوم تشومسكي في طموحات إمبريالية، بأن الولايات المتحدة الأميركية ستحكم العالم بالقوة، وإذا ما ظهر أي تحد لهيمنتها، سواء كان ذلك بعد حين أم مختلقاً أم متصوراً، أم أي شيء فإنه يحق للويلات المتحدة الأميركية تدمير ذلك التحدي قبل أن يصبح تهديداً، وتلك حرب وقائية لا استباقية.
ويجب علينا أن لا ننسى لقاء الرئيس السابق في مجلة ذي إتلانتيك الأميركية قبل عام تقريباً تحت عنوان عقيدة أوباما، والذي لم يكن إلا إعلانا لما يكُنه البيت الأبيض للسعودية ودول الخليج ونزع للقناع وإظهار للوجه الحقيقي لفكر السياسية الأميركية والإمبريالية، والذي بالطبع لا يمثله أوباما كشخص بل يمثله منظومة سياسية أميركية متكاملة لا ولن تنتهي بمغادرة أوباما من سدة الرئاسة في واشنطن.
الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.