شعار قسم مدونات

القدس عاصمة الأمة الإسلامية

Blogs- فلسطين

ها قد وقع ترمب على وثيقة نقل سفارة بلاده إلى القدس، في اعتراف صريح ورسمي بها كعاصمة أبدية للكيان الصهيوني، خطوة ترمب الجريئة، متوقعة من رجل واجه العرب والمسلمين بحقيقتهم، كأمة ضعيفة لم تعد قادرة إلا على التنديد والشجب بأصوات مبحوحة.

   

الأنظمة مشغولة بحماية أركانها، من شعوب تتململ بين الفينة والأخرى، مطالبة بالحرية والكرامة فتواجه بالقمع والتنكيل، أنظمة لا تجد مضاضة في التفريط في العرض قبل الأرض، فتستبيح أعراض شعوبها وحياتهم، شعوب تم تجهيلها عمدا، وتفقيرها، حتى غدت لا تفتح أفواهها إلا في حفلات الغناء وعند طبيب الأسنان، القدس تم تسليمها من طرف أنظمة جبانة متواطئة ولم تحتل.

   
ترمب يمثل الحلقة الأخيرة والواضحة، في سياسة أمريكا الخارجية، نحو قضايا العالم الإسلامي، ستخرج مظاهرات منددة، من جاكرتا، مرورا بكراتشي وطهران، إنتهاءاً بالرباط ونواكشوط، ثم بعد تصعيد إعلامي تخبوا القضية مجددا، الحل إسقاط الأنظمة العميلة، التي فرطت في حقوق الأمة التاريخية في القدس، وفي فلسطين، فالطريق نحو القدس يمر عبر أشلاء هذه الأنظمة، التي ما عادت تمثل شعوبها، التواقة إلى الكرامة والحرية والعزة. القدس باقية كعاصمة لفلسطين في قلوب جميع المسلمين والأحرار في جميع بقاع الأرض، ستستفيق هذه الأمة إن شاء الله من غفوتها وستنجب جيلا جديدا يعيد لها كرامتها ويحرر العواصم العربية من حكام الهزيمة ثم يحرر القدس ويعيدها إلى حضن المسلمين وسنتم العمرة والحج بزيارة أول القبلتين ومسرى الرسول الأكرم صلوات الله عليه.

         

أمريكا قد تندم على قرار بنته على تصورها لأنظمة وشعوب مستكانة مغلوب على أمرها لكن الأجيال القادمة التي شاهدت بعينها هزيمة اليوم على يد ترمب سترد الصاع صاعين وستغير قواعد اللعبة، الضوء الأخضر أعطي لترمب يوم قال إمام وخطيب الحرم المكي السديس أن سلمان وترمب يقودان العالم نحو مرفئ السلام خادم الحرمين يسلم رسميا الحرم الثالث لترمب الذي بدوره يسلمه لبني صهيون فتتجرع الأمة مرارة الهزيمة وتخلد إلى فراش المهانة نازفة لكرامة مسلوبة تنتظر من يعيد البسمة لشفاه ازرقت من موت ضمير حكام الهزيمة.

         

لا نامت عين الجبناء ولا استراحت أنظمة الهزيمة بعد اليوم الذي سيبقى وصمة عار في جبين الأمة لن يمحوه إلا نصر ثم تحرير ثم بناء ثم نهضة
لا نامت عين الجبناء ولا استراحت أنظمة الهزيمة بعد اليوم الذي سيبقى وصمة عار في جبين الأمة لن يمحوه إلا نصر ثم تحرير ثم بناء ثم نهضة

      

المسؤولية التاريخية ستتحملها أنظمة العهر وعلى رأسها السعودية والإمارات التي ما فتئت تحارب كل من يساند قضية الأمة بل تدعم من يحاربها جهارا نهارا كنظام المنقلب السيسي الذي غدا حارس الكيان الصهيوني رغما عن شعبه الرافض لسياساته الرعناء، أملنا كبير في تركيا أردوغان وحتى قطر المحاصرة بدورها الإعلامي عبر قناة الجزيرة التي كانت صوت ومنبر من لا منبر له وخصوصا للمقاومة الباسلة حماس وبقية الفصائل المجاهدة المرابطة التي مازال في جعبتها الكثير لتذيق المر والعلقم لجنود الصهاينة في عمليات غاية في الدقة والبطولة.

   
هل نستسلم كشعوب لهذه الإهانة أم ليس لنا حيلة أمام قيودنا التي كبلت بها أمريكا أيدينا بواسطة عملائها في قصور المنطقة؟ الجواب حتما سيأتي غدا وإنه لناظره لقريب، قد نرضى بواقع بئيس تستباح فيه مقدرات الأمة في خدمة طغمة لا تعرف إلا حماية كراسيها لكن لن نرضى بالتفريط في عاصمة قلوب المسلمين وستعم حالة من الغضب جميع الشرائح حتى من لم تكن يوما مهتمة بشؤون السياسة عندئذ سنقول بملىء فينا نعم نحن جيل التحرير جيل النصر.

  
المعركة القادمة ليست معركة سلاح بل معركة وعي وإيمان بقضية المسلمين الأولى ورد الاعتبار لكلمة الشعوب في تقرير مصيرها والذود عن دينها وثوابتها التاريخية وحقها في وجود على خارطة العالم، لا نامت عين الجبناء ولا استراحت أنظمة الهزيمة بعد اليوم الذي سيبقى وصمة عار في جبين الأمة لن يمحوه إلا نصر ثم تحرير ثم بناء ثم نهضة نعلي بها كلمة لا إله إلا الله ترفرف في أطهر بقاع الأرض أرض الأنبياء مسرى خاتم الأنبياء صلوات الله عليه وتسليمه.

  
لم ولن تنهزم أمة مادام فيها رجال ككتائب القسام التي أذاقت العلقم لجنود الصهاينة وأسرت منهم وحطمت أسطورة الجيش الذي لا يقهر الكذبة التي روجها إعلام الصهاينة وصدقها المغلوبين على أمرهم فبات الكل يظن ألا نصرا يلوح في الأفق لكم كانت للأبطال الأشاوش كلمة أخرى فمرغوا وجه وأنف الصهاينة في تراب ووحل الذل والمهانة واضطر الهالك شارون إلى الانسحاب من غزة مدفن الصحابة صاغرا.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.