شعار قسم مدونات

وما خفي أعظم.. عن الضابط هشام العراقي

Blogs-هشام العراقي
"هشام العراقي" مدير أمن الجيزة المُقال بقرار من سيده عبد الفتاح السيسي اسم يعرفه كل من كان له نشاط سياسي أو صحفي قبل الثورة قي عهد المخلوع مبارك وحتى انطلاق الثورة في ٢٥ (يناير/كانون الثاني) وما تلاها، حيث كان يشغل وقتها تقريبا مدير مباحث قسم قصر النيل الذي اعتقل فيه معظم من كان لهم نشاط سياسي في تلك الفترة بدءا من مظاهرات العراق في (مارس/آذار) ٢٠٠٣ مرورا بحركة ومظاهرات نادي القضاة في ٢٠٠٤ ثم تأسيس حركة كفاية بمشاركة معظم القوى السياسية وقتها ومن بينهم الإخوان المسلمون.
             
والتي انبثق منها شباب من أجل التغيير ثم مظاهرات وإضراب ٦ (أبريل/نيسان) ٢٠٠٨ والذي كان سببا في تأسيس حركة السادس من أبريل ثم توقيعات البرادعي وحملة ترشيح البرادعي رئيسا للجمهورية حتى الوقفات الاحتجاجية ضد التعذيب بعد مقتل الشاب خالد سعيد نتيجة تعذيبه على أيدي بعض أفراد الشرطة في الإسكندرية والذي كان أحد شرارات انطلاق ثورة الخامس والعشرين من (يناير/كانون الثاني). 
          
في يوم 13 (أبريل/نيسان) قام بالمشاركة في الاعتداء على الصحفيين والمعارضين السياسيين لمبارك في إحدى الوقفات الاحتجاجية أمام دار القضاء العالي بمنطقة الإسعاف بوسط القاهرة، ويظهر ذلك من خلال الصور التي تم سحل فيها أحد الناشطين "بهاء صابر" وإشرافه المباشر على ذلك ثم اعتقاله وتعذيبه.
        
هشام العراقي هو من قام باعتقالي شخصيا يوم ٢٦ (يناير/كانون الثاني) ٢٠١١ من شارع عبد الخالق ثروت من أمام نقابة الصحفيين وكنت وقتها مصورا صحفيا بجريدة الدستور وعضوا بحركة شباب ٦ أبريل، وهو من أشرف بنفسه على سحل عدد من الصحفيين في نفس الوقت لمنعهم من التظاهر أمام نقابة الصحفيين بوسط القاهرة، منهم محمد عبد القدوس عضو مجلس نقابة الصحفيين حينئذ وله صورة شهيرة وقتها أثناء سحله والاعتداء عليه، والمصور عمرو صلاح الدين الذي كان يعمل وقتها مصورا لجريدة الوفد، وكانا يحاولان وقتها تخليصي من بين أيدي قطعان المباحث الذين يرتدون زيًّا مدنيا حيث كانوا يقتادونني من أمام مبنى النقابة لوضعي في سيارة الترحيلات ومن ثم لحق بي عمرو وعبد القدوس بالإضافة إلى عدد آخر من الصحفيين أتذكر منهم سامي البلشي وكارم محمود، ومن ثم تم اعتقالنا وترحيلنا إلى معسكر الجبل الأحمر للأمن المركزي قريبا من نادي السكة الرياضي تقريبا بمدينة نصر، وهناك وقعت قصة أخرى ربما يأتي الحديث عنها لاحقا.
                          
شام العراقي كغيره من ضباط الداخلية هو مجرم طليق تطارده لعنات الشهداء من شباب مصر وصرخات المصابين وأنّات المعذبين في المعتقلات طالبة عدل الله فيمن ظلم
شام العراقي كغيره من ضباط الداخلية هو مجرم طليق تطارده لعنات الشهداء من شباب مصر وصرخات المصابين وأنّات المعذبين في المعتقلات طالبة عدل الله فيمن ظلم
         
نشرت حركة 6 أبريل وقتها ما كتبته عن اعتقالي عبر حسابي الشخصي على فيسبوك حيث كان معي وقتها هاتفي المحمول وكتبت أني معتقل ويسقط حسني مبارك، وكنت كمعظم الناشطين والمتطلعين للحرية حينها أضع صورة علم تونس كصورة شخصية لحسابي على فيسبوك حيث ألهمتنا ثورة التونسيين وقمنا بمؤازرتهم من خلال بعض الوقفات أمام السفارة التونسية وأخرى أمام النقابة وأمام دار القضاء العالي من خلال الهتاف الشهير "قوم يا محمد ويا بولس، ثورة في مصر وثورة في تونس"
             
أذكر هذه التفاصيل في محاولة لتوثيق ما تعرض له المصريون وخاصة الناشطين والسياسيين منهم على يد هذا الرجل العضو في المنظومة الأمنية المجرمة المسماة بالشرطة المصرية في حقبة سوداء من تاريخ مصر! ما لم يذكره الإعلام الحكومي المحتفي بهذا الضابط الذي منحه السيسي نوط الامتياز من الطبقة الأولى مكافأة له على إخلاصه للنظام العسكري الحاكم والذي تمثل في ملاحقة الناشطين والتنكيل بالمعارضين في مصر أنه كان أحد المشرفين والمتورطين في مذبحة كوبري قصر النيل وميدان التحرير يوم الثامن والعشرين من (يناير/كانون الثاني) عام 2011 والذي سمي بجمعة الغضب والذي راح ضحيته على هذا الكوبري عدد كبير من الشباب بين شهيد ومصاب فضلا عن فقد العشرات وربما المئات لنور عيونهم بسبب طلقات الخرطوش التي كنت أحد ضحاياها أيضا في نفس اليوم.

            
بعد كل تلك الجرائم وبدلا من محاسبته تم ترقيته بعد الثورة ليصبح مديرا لأمن الجيزة حيث كان أحد الذين كُرّموا أثناء خدمته معاون مباحث قسم ثان أكتوبر الضابط محمد الحايس الذي ما زال مصيره غامضا حتى الآن بين أنباء عن اختطافه من قبل مسلحي الواحات وبين أسرته التي ما زالت تناشد النظام الكشف عن مصير ابنها! هشام العراقي كغيره من ضباط الداخلية هو مجرم طليق تطارده لعنات الشهداء من شباب مصر وصرخات المصابين وأنّات المعذبين في المعتقلات طالبة عدل الله فيمن ظلم!   

_________________________

هوامش:

1-      مدونة يوميات القاهرة 2005:2010  للمدونة أميرة الطحاوي

2-      حركة 6 أبريل

3-       صور تكريم هشام العراقي للضابط محمد الحايس

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.