شعار قسم مدونات

أيها الليبيون.. هذا هو البديل

Blogs- ليبيا

يجب أن تكونَ حقوقُ الناس مقدَّمةً على سيادة الدولة، فما وُجدت الدولة إلا لحماية المواطن والوطن. وبما أن إرادة الشعوب -بما في ذلك الشعب الليبي- وإرادةَ الأنظمة في العالم العربي متضادتان، يسير كل منهما في وجهة تخالف الأخرى، فلابد -إذا- أن يكون البديل القادمُ في ليبيا كالجِسر الذي يربط إيجابيا بين النظام والشعب. أي لابد أن يوافق البديلُ القادمُ عقيدةَ، ومبادئ، وطموحاتِ، وقيمَ، وأهدافَ المسلمين في ليبيا، وإلا فلا استقرار، ولا أمن، ولا حرية، ولا أمان، كما تعلمنا من الوقائع والأحداث والتاريخ. 

 
كما يجب أن يتركز البديل المطلوبُ حول إقامة دولةِ المؤسسات والتي تستند على دستورٍ يَفصل بين السُّلطات الثلاثة (التشريعية والتنفيذية والقضائية)، وذلك من أجل إقامة وتأسيس وبناءِ وطنٍ مُستقِل، يتمتع بالوحدة الوطنية والسيادة، ويحافظ عليهما، ويكفل العدل، والأمن، والأمان، والرخاء، والمساواة، ويرفض بل ويحاربُ التعصُّبَ القَبَليَّ والجِهَويَّ والعِرقي.  كما يجب أن يستوعبَ البديل مبدأَ التعدُّديةِ السياسيةِ وحق وحرية العمل السياسي، بما في ذلك ضمان حق وحرية تأ

يجب أن يَحترم البديل القادم القوات المسلحة، ويحترم دورها، ويُصلح مِن وضعها، ويَجعلها أداةً لحماية الجماهير، لا أداةً لِقَمعها، كما تكون باقي المؤسساتُ الأمنية في خِدمة المواطن

سيس الجماعات والأحزاب والتنظيمات السياسية (بعد استقرار الوطن)، بالإضافة إلى ضمان حق وحرية تأسيس الجمعيات، والهيئات، والتجمُّعات الثقافية والاجتماعية، وضمان وحماية الحقوق، والحريات العامة، كحرية الصحافة، وحرية النشر، وحرية الرأي، والتعبير بالكلمة المكتوبة والمسموعة، مع بناء وحماية وترسيخ مؤسسات تضمن تبادل السلطة سلمياً عن طريق الانتخابات الحُرَّة. 
 
وأن يعمل البديلُ القادمُ على بناء علاقات مَتينة مع العالم العربي والإسلامي والعالمي مَبنيةٍ على أسس المسالمة، والمودة، والمساواة، وعلى مبدأ التحرُّر من التَّبعيَّة الثقافية، والعسكرية، والسياسية، والاقتصادية، وعدم التدخل في عقائد، وعادات، وتقاليد، وأعراف الشعوب، مع تبادل المصالح المشروعة، واحترام المواثيق الدولية، ودعم السلام العالمي، واحترام حقِّ الشعوب في تقرير مصيرِها، وإنهاء الوجود الأجنبي، بمختلِف صِيَغه وأشكاله الثقافية، والاقتصادية، والعسكرية.
  
كما يجب أن يُوقِّر البديل القادم كتاب الله والأنبياء صلوات الله عليهم، والصحابة الكرام رضوان الله عليهم أجمعين، وأئمة المذاهب، والعلماء، والمشايخ، ويحترم عقيدة الناس، ولا يخوض فيها، ولا يستهزئ بها، أو بمقدسات المسلمين، فإن أتباع جميع الملل والأديان والنِّحَل يغضبون على مَن يُهين دياناتهم، فما بالُك بمن يستهزئ بالقرآن الكريم، أو بالسنة الشريفة، أو بالبسملة، أو بدِين الرحمة، أو بالأنبياء الكِرام، أو بالأحاديث الشريفة، أو بالصحابة الكرام، أو العلماء الأجِلَّاء، أو بالحج، أو بشعيرة من شعائر الإسلام، أو بالحجاب، أو الصِّيام، أو بأيِّ ركن من أركان الإسلام، وأصول الدين وفروعه، وهي قِيَمٌ ومُقدَّساتٌ وشعائرُ لها في قلوب المؤمنين مكانةٌ، وقُدسيةٌ، ومَحبةٌ، وتقدير.
 

لابد أن يعمل البديل القادم على أن تكون حريةُ، وكرامةُ، وحقوق المواطن، مُقدَّمة على حريَّة، وكرامة، وحقوق غيره من منتسبي المِلَل والأُمَم والدول والنِّحل
لابد أن يعمل البديل القادم على أن تكون حريةُ، وكرامةُ، وحقوق المواطن، مُقدَّمة على حريَّة، وكرامة، وحقوق غيره من منتسبي المِلَل والأُمَم والدول والنِّحل
 

كما يجب أن يَحترم البديل القادم القوات المسلحة، ويحترم دورها، ويُصلح مِن وضعها، ويَجعلها أداةً لحماية الجماهير، لا أداةً لِقَمعها، كما تكون باقي المؤسساتُ الأمنية في خِدمة المواطن، لا في خِدمة النظام. ليبيا تحتاج إلى بديل يحفظ للإنسان قيمتَه ومكانتَه وكرامته، تلك القيمةُ التي استمدَّها من قيُّوم السماوات والأرض في قوله تعالى "وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ على كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا" الإسراء70، فقيمةُ، وحرِّيَّة، وكرامة الإنسان ليست مِنَّةً من أحد، بلهِبةً من الله سبحانه وتعالى، وحقاً من حقوق كل مواطن.
 
وأن يُقدِّر البديلُ القادمُ، مُبدِعي البلاد، ومثقفيها، وكُتَّابها، وأُدبائها، وأساتِذَتِها، ومُعلِّميها، وطَلبتها، ويقُدِّر الأطباء، والمهندسين، والمتعلِّمين، والنُّخب الوطنية الصادقة بصفة عامة، ويَفتح الطريق لإبداع المبدعين، وإنتاج المُنتجين، في أي مجال من مجالات البناء المادي والمعنوي. كما لابد أن يعمل البديل القادم على أن تكون حريةُ، وكرامةُ، وحقوق المواطن، مُقدَّمة على حريَّة، وكرامة، وحقوق غيره من منتسبي المِلَل والأُمَم والدول والنِّحل، فلا يَقبع الليبيون في مُعتقَلات وسجون لا ترضى أن تقطنها الخنازير، بينما يَسير غيرُهم في بلادنا، مرفوعي الجبين، أعزاء، أحرارا، يتمتعون ببلادنا وشمسها وهوائها وشواطئها. 

نحتاج إلى بديل سياسي يَتبنَّى سياسة اقتصادية وطنية مُستقلَّة، متحرِّرة من الهيمنة الأجنبية، تُسخِّر ثروة البلاد لخدمة البلاد، لا خدمة بلدان الغير. وبديلا سياسيا تجاريًّ افيه قطاعات الصِّحَّة، والمواصلات، والتعليم، وجميع القطاعات الخدمية، عصر التقنية شكلاً ومضموناً. تلك هي بعضُ ملامحِ الحدِّ الأدنى من البديل المطلوب، أو الأرضية المشتركة التي ستُحققُ -بإذن الله- الاستقرار السياسي، والعسكري، والاقتصادي، وتحقق بالذات الأمن، والنمو، والرقي، والأمان في ليبيا. والله من وراء القصد.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.