عن تجربة خياراتك إذا انقطعت الكهرباء

blogs - Gaza

يعاني قطاع غزة من انقطاع التيار الكهربائي منذ أحد عشر عاما، فهي في أحسن أحوالها تزور المواطن الغزي 8 ساعات وتنقطع 8 أخرى وهكذا، ولكن هذا الحال لا يدوم فهو على مدار العقد الماضي يتغير فيصبح الجدول أحيانا 6 ساعات كهرباء و12 انقطاع أو 4 ساعات كهرباء و14 ساعة انقطاع، وفي هذه الآونة نعيش في قطاع غزة حالا هو الأصعب حيث تزورنا الكهرباء بمعدل 3-4 ساعات يوميا تقريبا.

 

لسنا بحاجة للحديث عن الأسباب فهو مما تعددت أسبابه وتشعبت أطرافه وتناثرت الروايات والأخبار حوله، لكن السؤال هنا ماذا نفعل عند انقطاع الكهرباء وما هي البدائل التي نستخدمها؟ احفظها ربما تحتاجها يوما ما:

 

النار والحطب: بعض الناس هنا لا يملكون ثمن أي مصدر للطاقة البديلة ولا حتى الإنارة ولذا فهم يلجؤون للنار من أجل التدفئة والإنارة فيحرقون الحطب والكرتون والورق وزوائد الأخشاب والأثاث التالف، وقد حدثت عدة حوادث اشتعال بيوت أودت بحياة بعض المواطنين في قطاع غزة بسبب النار.

 

الشمع: وهو الخيار الأسهل والأرخص والأقدم ويستخدمه الغزيون للإنارة فقط خاصة الطلبة في أوقات امتحاناتهم النهائية وقد حصلت بسبب الشموع أيضا عدة حوادث تسببت بمقتل وحرق بعض المواطنين.

 

الشمبر (فانوس بتروماكس): وهو أداة قديمة أعاد الغزيون إحياءها واستخراجها من المخازن القديمة التي تركها أجدادهم ويعمل على الزيت وهناك نسخة أحدث تعمل على الغاز ومشكلته أنه يصدر صوتا عاليا ويتأثر بانقطاع الزيت والغاز وإضاءته حمراء ليست جيدة جدا.

 

مشكلة الكهرباء ليست بسيطة أبدا ومعاناتها تؤثر على المجتمع كاملا، حتى المرضى يتعرضون للخطر وهم في المستشفيات بسبب انقطاع الكهرباء التي أصبحت القضية الأكثر تداولا وحضورا في العقد الأخير في قطاع غزة

الليدات: وهو اختراع يكاد لا يخلو أي بيت غزي منه، يحتاج لبطارية صغيرة ويمكن وضعه أو إلصاقه في أي زاوية ويستخدم للإنارة فقط، إنارة ليست قوية ولكنها تكفي للجلوس أو ترتيب المنزل أو القيام بأعمال بسيطة كالطبخ والكنس مثلا ولكنه يسبب آلام وصداع في حال تمت القراءة والمذاكرة عليه ومع ذلك يقوم الطلبة باستخدامه بشكل دائم.

 

الكشافات: وهي اختراع ملازم لكل بيت غزي، يستخدمه الأب عند الخروج لصلاة الفجر، ويستخدمه الابن عند مساعدة والده في إصلاح شيء ما، وتستخدمه الأم عند إخراج شيء من المخزن أو ما يسميه الفلسطينيون (بيت الدرج)

 

المولدات: وهي على قدرات وأنواع مختلفة، وتستخدمها الطبقة المتوسطة فأعلى وتزيد قدرة المولد كلما تحسنت الحالة المادية، فتبدأ من مولد (1K) الذي يكفي فقط لإضاءة المنزل والمروحة وجهاز كهربائي واحد لكنه لا يصلح للثلاجة أو الغسالة أو آلة الخبز والمكواة. ويعمل المولد على البنزين أو السولار ويتأثر بانقطاعهم فمجرد تشديد الحصار على هذه المواد يعود صاحب المولد لاستخدام الوسائل السابقة. ومن سلبيات المولد أنه يصدر ضجيجا عاليا ودخانا مؤذيا لصاحبه وللجيران أيضا.

 

الـ UBS: وهو عبارة عن جهاز ينتظر قدوم الكهرباء من أجل شحن بطارية تخزين تختلف قدرتها حسب جهاز الشحن وهو أيضا بأنواع وأحجام مختلفة ويبدأ استخدامه عند الطبقة الوسطى فأعلى وهو في الغالب خدعة وقع فيها الكثير من الغزيين حيث يستمتعون به لأول 6 أشهر ثم تبدأ كفاءته بالتقلص حتى يكاد يكفي لتشغيل الإضاءة فقط، ومشكلته كثرة المشاكل وحاجته للصيانة الدائمة وتبديل البطاريات التي تعتبر غالية نسبيا.

 

الطاقة الشمسية: وهو الحلم الذي يداعب معظم الغزيين ولكنه صعب المنال لأن تكلفته كبيرة وبحاجة لبطاريات ذات قدرة كبيرة وتجديد البطاريات بشكل دائم ويقوم باستخدام هذه الوسيلة طبقة معينة من سكان القطاع لكنه ما زال حتى اللحظة قليل الانتشار ولديه مشاكل فنية متعددة.

 

مشكلة الكهرباء ليست بسيطة أبدا ومعاناتها تؤثر على المجتمع كاملا، حتى المرضى يتعرضون للخطر وهم في المستشفيات بسبب انقطاع الكهرباء التي أصبحت القضية الأكثر تداولا وحضورا في العقد الأخير في قطاع غزة.

إعلان

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.


إعلان