شعار قسم مدونات

هل من خامئني سني؟

blogs - ware

دعونا من خطاب الكراهية والفتن، لست مع التصنيف شيعي أو سني أو صليبي حتى وإن تغنى المعتدي بطائفيته، أنت إنسان سليم الفطرة، ضد الظلم والبغي أيا كان فاعله وحيث كان، تذكروا أن الحكام الذين صمتوا بل تواطؤوا على قتلنا هم سنة، الذي أحرق رابعة سني، والذي قتل التونسيين والليبيين سني،.. بل إن عصابات السيسي السني تقاتل جنبا إلى جنب مع مليشيات الأسد الشيعي، إذن القتل والتنكيل ليس حكرا على دين أو طائفة، لا تقتل إيران لأنها شيعية أو روسيا لأنها شيوعية، الإجرام لا دين له، لا ملة له سواء ارتدى خوذة أو عمامة..
 

قال وزير دفاع أمريكي سابق "انتهت الحروب العسكرية وحان دور الحروب الطائفية"، وهذا ما نجحوا فيه، دون أن يخسروا جنديا واحدا، فيما صرنا سنة وشيعة وقودا لحرب لا ناقة لنا فيها ولا جمل، سوى خراب بيوتنا.

لا شك أن الشيعة لهم مشروع توسعي تمددي على حساب أرضنا وخيراتنا، له بعد حضاري وعقدي، هكذا شبه لهم، ويعتقدون أنهم على الجادة ويقاتلون نصرة لذلك، في المقابل أهل السنة لا يجيدون إلا النواح والبكاء على الأطلال، لا مشروع لهم، لغة واحدة ودين واحد وقلوبهم شتى، فأذهب الله ريحهم.. 

 

الأنظمة الديكتاتورية التي هي سنية تجد نفسها في بيئة الطائفية واللعب على هذا الوتر لإطالة أعمارها، فهي بلا مشروع ولا هدف، سوى حماية كرسي زائل، هم أدوات تنفيذية في خدمة الفوضى الهالكة ومشروع التقسيم الجديد، حتى إذا ثارت عليهم شعوبهم طلبا للحرية وجهوا فوهة بنادقهم ومدافعهم صوب صدورهم تماما كما يفعل الأسد منذ خمس سنوات وفعل من قبله السيسي والقذافي وبن علي، ولم تتحرك طائرات العرب خارج الحدود، إلا عندما شعروا بخطر داهم حول الكرسي يحوم.

 

 قرأت مقولة لوزير دفاع أمريكي سابق قال لقد "انتهت الحروب العسكرية وحان دور الحروب الطائفية"، وهذا ما نجحوا فيه، دون أن يخسروا جنديا واحدا، فيما صرنا سنة وشيعة وقودا لحرب لا ناقة لنا فيها ولا جمل، سوى خراب بيوتنا وأوطاننا بأيدينا، حتى إذا ما هدأت النار صبوا عليها مزيدا من الزيت..
 

المطلوب أن ننظر نصب أعيننا لا بين أرجلنا، لا تحجر الطائفية على فكرنا وتفكيرنا، ننطلق بمشروع إنسان رحمة للعالمين، يجمع الجميع تحت راية واحدة وسيف واحد، انظر إلى خامنئي مرشد الثورة في إيران كيف جمع شتات شيعته من كل صوب وحدث، يرموننا عن قوس واحدة في عقر دارنا، فهل للسنة من خامئني يجمع شتاتهم ويوحد كلمتهم وقلوبهم امتثالا لقوله تعالى "وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُو".. وعملا بقوله تعالى: "وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ".. هل لنا بخامئني سني يأخذ بيدنا والأهم يصحح لنا بوصلة التغيير ويحدد لنا من أين نبدأ وكيف، ويرسم لنا معالم التغيير والقيادة كما لهم خامئني نجح في تجنيدهم لخدمة مشروع لن يكتب له البقاء في الأرض، لو اجتمعنا على قلب رجل واحد ولسان واحد.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.