ﺃﺟﻞ! ﺃﺭﻳﺪُ ﺃﻥ ﺃﻫﺮﺏ ﻣﻦ ﺩﻣﻌﺔِ ﺛﻜﻠﻰ ﻋﻠﻰ ﻭﻟﺪﻫﺎ ﻓﻲ ﻣﻤﺮّ ﺍﻟﻤﺸﻔﻰ، ﻣﻦ ﺑﻜﺎﺀ ﻋﺠﻮﺯ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﺏ ﺻﻴﺪﻟﻴﺔ ﻻ ﻳﺠﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﺩﻭﺍﺀً ﻟﺠﺴﺪﻩ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻫﺘﺮﺃ ﺗﺤﺖ ﻟﻌﻨﺔ ﺍﻟﺤﺼﺎﺭ، ﺃﺭﻳﺪُ ﺃﻥ ﺃﻫﺮﺏ ﻣﻦ ﺻﺮﺍﺥ ﺃﻃﻔﺎﻝٍ ﺣﺮﻗﺘﻬﻢ ﺷﻤﻌﺔٌ ﺃﺿﺎﺅﻭﻫﺎ ﺑﺪﻝ ﺍﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺀ ﺍﻟﻤﻘﻄﻮﻋﺔ ﻭﺳﻠﺒﺘﻬﻢ ﺣﻘّﻬﻢ ﻓﻲ ﺃﻥ ﻳﺘﻨﻔّﺴﻮﺍ، ﻣﻦ ﺃﻧﻴﻦ ﺃﻣّﻬﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻴﺒَﺴﺖ ﻳﺪﺍﻫﺎ ﻭﻫﻲ ﺗﺴﻞّ ﻟﻬﻢ ﻛﺴﺮﺓ ﺍﻟﺨﺒﺰ ﺑﻌﺪ ﺍﺳﺘﺸﻬﺎﺩ ﺃﺑﻴﻬﻢ، ﺣﺘﻰ ﻋﺎﺩﺕ ﻟﺘﺠﺪ ﺁﺧﺮ ﺃﺷﻴﺎﺋﻬﺎ ﺍﻟﺒﺎﻗﻴﺔ ﻣﺤﺘﺮﻗﺔ ﻣﺘﻔﺤﻤﺔ!
ﻛﻞّ ﺷﻲﺀٍ ﻫﺎﻥ ﻭﺗﺤﻄّﻢ، ﻭﻭﺍﺭﻳﻨﺎ ﺣﻄﺎﻣﻪ ﺗﺤﺖ ﺟﻮﺍﺯ ﺍﻟﺴﻔﺮ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ، ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺼﺮّ ﺃﻥ ﻳﻄﺒﻊ ﻋﻠﻰ ﺟﺒﺎﻫﻨﺎ ﻟﻌﻨﺔَ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﻓﻲ ﻛﻞّ ﻣﻄﺎﺭٍ ﻭﻣﻌﺒﺮ. |
ﺃﺭﻳﺪُ ﺃﻥ ﺃﻫﺮﺏ! ﺷﺒﻌﺖُ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺕِ ﺃﻣﺎﻡ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺆﺱ، ﻭﻗﺪ ﺗﻘﺮّﺡ ﺟﺮﺣﻲ ﺇﺛﺮ ﻣﺮﻭﺭ ﺍﻟﺴﻜﻴﻦ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻟﻒ ﻣﺮّﺓ، ﺃﺭﻳﺪُ ﺃﻥ ﺃﺑﺤﺚَ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻘﺔٍ ﺃﻭﺩّﻉ ﻓﻴﻬﺎ ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻧﻴﻦ، ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻴﻮﻥ ﺍﻟﺒﺎﻛﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺮﺍﺀ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﻤﻄﺮ ﺑﻼ ﻣﺄﻭﻯ، ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﺟﻤﻊ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻘﺎﻳﺎ ﺍﻟﻤﻬﺸّﻤﺔ مني ﻭﺃﻧﺘﺰﻉ ﻧﻔﺴﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺕ، ﻛﻲ ﺃﻣﺮّ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ، ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﺟﺮّﺏ ﺣﻘﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ.. ﻣﺮّﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ!
ﻛﻞّ ﺷﻲﺀٍ ﻫﺎﻥ ﻭﺗﺤﻄّﻢ، ﻭﻭﺍﺭﻳﻨﺎ ﺣﻄﺎﻣﻪ ﺗﺤﺖ ﺟﻮﺍﺯ ﺍﻟﺴﻔﺮ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ، ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺼﺮّ ﺃﻥ ﻳﻄﺒﻊ ﻋﻠﻰ ﺟﺒﺎﻫﻨﺎ ﻟﻌﻨﺔَ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﻓﻲ ﻛﻞّ ﻣﻄﺎﺭٍ ﻭﻣﻌﺒﺮ، ﻧﺘﺮُﻙ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺭﺽِ ﺗﺌﻦُّ ﻭﺣﺪﻫﺎ، ﻭﺗﻨﺰﻑُ ﻋﻠﻰ ﺣﻮﺍﻑِ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﻗﺎﻃﻌﻴﻦ ﺍﻟﺤﺒﻞ ﺍﻟﺴُّﺮﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﻤﻌﻨﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻳﻮﻡ ﻛﻨﺎ ﻓﻲ ﺭﺣﻤﻬﺎ ﻭﺗﺮﺑّﻴﻨﺎ ﻣﻦ ﺧﻴﺮﻫﺎ، ﻧﺘﺮﻙُ ﺑﺎﺏ ﺃﻭﻝ ﻣﺪﺭﺳﺔٍ ﺍﺭﺗﺪﻧﺎﻫﺎ، ﺷﺠﺮﺓ ﻳﻮﻡ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﺘﻲ ﺯﺭﻋﻨﺎﻫﺎ، ﺇﻳﻘﺎﻉ ﺍﻟﻨﺸﻴﺪ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ، ﻭﻋﻠﻤﺎً ﺭﻓﻌﻨﺎﻩ ﻋﻠﻰ ﺳﻄﺢ ﺑﻴﺘﻨﺎ، ﻧﺘﺮﻙُ ﺷﺠﺮﺓ ﺍﻟﺰﻳﺘﻮﻥ، ﻣﺤﺮﺍﺙَ ﺟﺪﻧﺎ ﻭﺍﻟﻤﻔﺘﺎﺡُ!
ﻟﻦ ﺃﺳﺎﻓﺮ ﻳﺎ ﺟﺪﻱ.. ﺳﺄﻇﻞّ ﺃﻗﺪّﺱُ ﺣُﻠﻤَﻚ، ﻭﺣﻨﻴﻦ ﺍﻟﺒﺮﺗﻘﺎﻝ ﻟﺮﺍﺋﺤﺔ ﻛﻒّ ﻓﻼﺡٍ ﻋﺮﺑﻲٍّ، ﻭﺇﻥ ﺳﺎﻓﺮﺕُ ﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ، ﻓﺬﻟﻚ ﻷﺗَﻤّﻢ ﺍﻟﻨﻘﺺ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﺮﻗﻨﻲ تحت وطأة الحكومات. |
ﺃﺟﻞ! ﻣﻔﺘﺎﺡ ﺑﻴﺘﻪ ﻭﺑﻴﺘﻨﺎ ﻓﻲ ﻳﺎﻓﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﻤّﻠﻨﺎ ﺃﻣﺎﻧﺘﻪ، ﻭﺣﻤّﻠﻨﺎ ﺃﻣﺎﻧﺔ ﺣﻠﻤﻪ ﻓﻲ ﺃﻥ ﻳﻘﻄﻒ ﺑﻴﺎﺭﺓ ﺍﻟﺒﺮﺗﻘﺎﻝ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ، ﻣﺎﺕَ ﺟﺪّﻧﺎ، ﺗُﺮﻯ ﻳﻬﻮﻥُ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺪﻓﻦ ﺣﻠﻤﻪ ﻭﻧﻤﺮّ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺭﺽِ، ﻭﻧﺤﻦُ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺭﺃﻯ ﻓﻴﻨﺎ ﺛﻐﺮﺓ ﺍﻷﻣﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﺣﻤﻞ ﻣﻔﺘﺎﺣﻪ، ﻭﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﺑﻪ ﺇﻟﻰ ﺑﻴﺘﻪ ﻓﻲ ﻳﺎﻓﺎ، ﻟﻘﺪ ﻭَﻋَﺪَﻩُ ﺟﺪّﻧﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ، ﻭَﻋَﺪَﻩُ ﻭﻛﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺛﻘﺔٍ ﺑﻬﺆﻻﺀ ﺍﻟﺼﻐﺎﺭ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﺤﻤّﺴﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺇﻳﻘﺎﻉ "ﺭﺍﺟﻌﻴﻨﻠﻚ ﺭﺍﺟﻌﻴﻦ.. ﺑﻨﺮﻭﺡ ﻋﻴﻠﺔ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﻭﺑﻨﺮﺟﻊ ﻣﻼﻳﻴﻦ"، ﻫﻞ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻤﻼﻳﻴﻦ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺄﻣﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﺟﺪﻱ ﻭﺃﻣّﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻔﺘﺎﺣﻪ، ﻫﻞ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺤﺾَ ﺯﻳﻒ، ﺃﻭ ﻫﻞ ﺗﺮﺍﻫﺎ ﺧﻴﺒﺖ ﺭﺟﺎﺀﻩ؟!
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.