شعار قسم مدونات

أحن دائما لحركة شباب 6 أبريل

BLOGS-ثورة

حركة شباب 6 أبريل تنظيم سياسي ولد من رحم فكرة تمثلت في صورة وجملة، الصورة قبضة يد عالية تعبرعن تضامن التنظيم مع كافة فئات الشعب بمختلف انتماءاتهم ومعتقداتهم السياسية والدينية، وجملة (خليك في البيت) الجملة الشهيرة الذى استخدمتها الحركة في دعوتها لإضراب عام في مصر عام 2008 عن طريق إرسالها في رسائل نصية عشوائية للمواطنين .

واستطاعت الحركة – التي أسسها الشاب أحمد ماهر القابع حالياً في سجون النظام الحاكم- تنسيق إضراب عام كان بمثابة تفجير قنبلة اجتماعية أسفل مقعد الحاكم المخلوع مبارك، أسس الحركة التي أحن إليها للأسباب التالية:
 

السبب الأول: استطاعت حركة شباب 6 أبريل تحقيق إنجاز كبير في وقت وجيز بإحداث تغيير شامل في الجسد السياسى المصرى خاصة في صفوف الشباب الذي كان منفصلاً عن الحياة السياسية في مصر تحت وطأة أنظمة حكم استبدادية لعقود طويلة من الزمن.

حركة 6 أبريل تتمتع بأسلوب ترغيبي احترافي يحد من انتشار الكراهية ويقتل الضغائن فى رحم صانعها قبل تفشيها داخل المجتمع المصري بقدر المستطاع رغم ضعف إمكانياتها الإعلامية التي تساعدهم على فعل ذلك بتأثير أكبر

وذلك جاء عبر برنامج توعوي متكامل ومجهود كبير جداً لإقناع هذا الكم من الشباب بالمشاركة الإيجابية في العملية السياسية المصرية، تارة في المناسبات السياسية الضخمة التي تشهدها مصر من حين إلى آخر من خلال حثهم على المشاركة في الانتخابات البرلمانية أو الرئاسية او النقابية أو الاستفتاءات التي تقام للشعب وغيرهم.

وتارة أخرى تحث الشباب دائماً على المشاركة في الفاعليات التي تنظمها الحركة سواء كانت تظاهرة أو إضراب أو أى نوع من الاحتجاج السلمي الدستوري والمشروع بعيداً عن استخدام أدوات العنف، حتى جاءت ثورة يناير المجيدة وكانت حركة 6 أبريل من أول القوى المؤمنة بها وبأهدافها وعلى الفور حشدت أنصارها وأعضاءها للمشاركة في أضخم حدث سياسي في تاريخ مصر الحديث.

السبب الثانى : الصمود، فقبل ثورة 25 يناير تعرضت الحركة لاتهامات عديدة من رموز نظام المخلوع مبارك والمواليين له، كان أبرز تلك الاتهامات تلقي أموال خارجية وتدريبات في صربيا على إسقاط أنظمة الحكم وتهديد الأمن والسلم العام، وبعد ثورة يناير عادت الاتهامات مرة أخرى تطول الحركة ومؤسسيها وأعضاءها، ولكن تلك المرة كانت الاتهامات على لسان المجلس الأعلى للقوات المسلحة.

وقال المجلس في أحد بيناته إن الحركة تسعى جاهدة للوقيعة بين الشعب المصرى وجيشه وكأن الحركة ليست جزء من الشعب المصري، الأمر الذي رفضه الكثيرون من الشخصيات السياسية والقوى السياسية والثورية، وطالبوا المجلس الأعلى للقوات المسلحة بإعطاء أدلة وبرهنة اتهاماته للحركة أو الاعتذار الفوري عنها.

وعقب تلك الاتهامات بشهور قليلة جاء إعلان لجنة تقصي الحقائق تحت إشراف وزير العدل حينها ببراءة الحركة من تلقي أى تمويل أو دعم خارجي ليكون ذلك الإعلان بمثابة رمح جاء من أعالى السماء استقر في حلق المجلس العسكري.

وحتى الآن لا زالت صامدة أمام تصفية أمنية من النظام الحاكم الحالي بقيادة الرئيس الجنرالي عبد الفتاح السيسي حيث اعتقل أبرز قيادات الحركة ومنسقيها وملاحقة كل من ينتمي لها قضائياً بتهم أصبحت معروفة لدى الجميع قبل القبض على المتهم.

السبب الثالث: إصرارها على تحقيق الحلم، فلا ينكر دور حركة شباب 6 أبريل في زرع بذرة التغيير الشامل داخل قلوب الشباب إلا جاحد أو حاقد، فالحركة تسعى دائماً أمام أعين الجميع على تحفيز الشباب وتأهيل كوادر شبابية لإدارة مناصب فى الدولة ليكونوا على قدر المسؤولية التي ستلقى على عاتقهم، وذلك إيماناً من الحركة بحق الحلم بدولة يقودها شباب نشيط ومتحمس للعمل الانفتاحي على العالم بشتى المجالات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والعسكرية في محاولة شرسة للحاق بدول العالم الأول الذي يغرد بعيدا عنا بفوارق تتخطى مئات السنوات الضوئية.

السبب الرابع: التواضع والاقناع فعندما ترشحت حركة شباب 6 أبريل للحصول على جائزة نوبل للسلام في عام 2011 أهدت ذلك الترشح للشعب المصري مباشرة ولم تهديه لمؤسسيها وأعضائها فقط لأنها تدرك جيداً أنها جزء لا يتجزأ من الشعب المصري، كما أنها تحد دائما فى خطاباتها من روح العظمة والتكبر وتذكر الجميع بأنهم بشر شأنهم شأن الجميع، وليسوا ملائكة ليكونوا على الصواب دائماً.

استطاعت حركة شباب 6 أبريل تحقيق إنجاز كبير في وقت وجيز بإحداث تغيير شامل في الجسد السياسى المصرى خاصة لدى الشباب

فهم يكررونها فى جميع خطاباتهم؛ نخطئ تارة ونصيب الأخرى ولا نحمل أحد مسؤولية القرارات الخاطئة وإنما ندعو الجميع للتعلم من الأخطاء الماضية وتفاديها فى المستقبل، وهذه لغة حوار كان يفتقدها المجتمع المصري قبل ذلك ولم تظهر إلا مع ظهور ذلك التنظيم الشبابي الذي أقنع الكثيرين حول العالم به وبأفكاره ونشاطه.

فأنا مواطن مصرى استطاعوا إقناعي بهم وإجباري على احترامهم مع أني لم أكن يوماً عضواً بهذا التنظيم ولم أتعمق بداخله، فحركة 6 أبريل تتمتع بأسلوب ترغيبي احترافي يحد من انتشار الكراهية ويقتل الضغائن فى رحم صانعها قبل تفشيها داخل المجتمع المصري بقدر المستطاع رغم ضعف إمكانياتها الإعلامية التى تساعدهم على فعل ذلك بتأثير أكبر.

فهم يمدون يد العون لكل من يحمل الخير لمصر وطننا وشعبا..اسأل الله أن يوفقهم لما فيها الخير لوطنهم وأن يرزقنا الشجاعة لنقول كلمة حق بحق شباب دفع من عمره ثمناً لوطنه.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.