فبعد كثير من الزيارات لمعرض الكتاب إما أن يخرج منها المرء مفلساً وإما أن يخرج متحسراً، لأنه لم ينل كل الكتب التى أراد، ويشعر بخيبة ما تُفقد الزيارة روعتها اللازمة للإستعداد للإستفادة من غنائمها والاستعداد للزيارة القادمة في العام القادم..
وحتى لا يحدث هذا وتكون الزيارة لمعرض الكتاب (وأي زيارة للمكتبات بعد ذلك) رائعة، أتوقع أن تكون هذه الوصايا لذلك ناجعة.. ولقارئها نافعة.
الوصية الأولى: اجعل زيارتك لمعرض الكتاب على مدار يومين على الأقل، في اليوم الأول تزور المكتبات وتتصفح الكتب وتتسلم قوائم المطبوعات من المكتبات وتقوم بترتيب أولوياتك منها (يوم الاستطلاع)، وفي اليوم الثاني تبدأ رحلة الشراء لما قمت بتحديده (يوم الغنائم).
الكتب وعاء العلوم وليست أوعية تفاخر أو متاع لتزيين البيوت وهي حجة لنا أو علينا، ومجرد اقنائها مسؤولية توجب قراءتها ونفع عباد الله بها، وليس هناك زمان أوجب فيه من نشر العلم والمعرفة مثل زمان كثرت فيه منابر الجهل والظلام |
الوصية الثانية: حدد إحتياجاتك من معرض الكتاب جيداً ورتب قائمة الكتب التي تريدها الأولى ثم الأولى، والأهم ثم المهم حتى لا تتوه في الفروع وتقع فريسة الانبهار بشكل أو عنوان كتاب ما لا ينفعك اقتناؤه ولا يضرك الجهل به.
الوصية الثالثة: حاول أن تقارن سعر الكتاب الذي تريده في أكثر من مكتبة للحصول على أفضل جودة للكتاب وأقل سعر ممكن وتذكر أنك في سوق للكتب.
الوصية الرابعة: إذا رأيت كتابك غالي جداً لا تحزن فلدينا أماكن رائعة لشراء الكتب بسعر أقل أهمها :
– الهيئة العامة المصرية للكتاب.
– الهيئة العامة لقصور الثقافة.
– المركز القومي للترجمة.
وإن لم تجد في كل ذلك ما تريد فعليك بزيارة سور الأزبكية (سوق الكتب للتكافل الاجتماعي) وكلهم لهم أماكن معروفة في معرض الكتاب يمكنك معرفتها من خلال خريطة المعرض التي توزع على الزائرين بعد دخولهم من البوابات الرئيسية أو من خلال الخرائط المعلقة أو من خلال تطبيق الهواتف الذكية (عم أمين) وإن لم تجد ما تريد فلا داعي للقلق لديك اختراع رائع اسمه الإنترنت يمكنك أن تجد كتابك عليه غالبا ما يكون تحميله مجاني تماما.
الوصية الخامسة: قبل أن تشتري الكتاب لابد أن تتصفحه جيدا للتأكد أنه خالي من عيوب الطبع (فكثير من الكتب تحتوي على أخطاء الطبع مثلا أن تكون بها صفحات غير موجودة أو صفحات بيضاء تماما أو سطور غير واضحة).
الوصية السادسة: إذا عجبك عنوان كتاب جديد أثناء زيارتك للمعرض فلا تشتريه لمجرد عنوانه أو أناقة شكله، لابد من قراءة المقدمة والخاتمة والفهرس للتأكد أنه يناسب احتياجاتك العلمية ولغته وأسلوبه مناسبة لك.
الوصية السابعة: لا تشتري الكتاب لمجرد أنه مشهور، فقط اشتري ما ستقرأه ،واحرص على قراءة ما ستشتري.
الوصية الثامنة: إذا كنت ستشتري كتاب علمي أو شرعي فاحرص على التأكد أن الكتاب محقق من أحد له باع في مجال الكتاب، واحرص أن يكون الكتاب له مراجع علمية في الهوامش أوفي نهاية الكتاب.
الوصية التاسعة: احرص أن تقوم بالزيارة للمكتبات وحدك حتى لو كنت قد جئت المعرض مع رحلة أو مجموعة،حتى لا تلتزم بالحركة مع مجموعات، فلك أنت احتياجاتك الخاصة من الكتب المختلفة عن أي أحد، انطلق وحدك فهو أوفر للوقت والجهد (من جرب العكس عرف قيمة هذه الوصية).
الوصية العاشرة: احرص أن تكون مقتنياتك من معرض الكتاب متنوعة بتعدد جوانب حياتك، بحث تشتري كتب في (تخصصك – الأدب- الدين- السياسة – التربية – العلوم – الإعلام – التنمية البشرية وعلم النفس – الاجتماع – الاقتصاد…..) ولا تركز في جانب واحد وفقط، حتى تكون عقلية مثقف كما ينبغي.
وأخيرا عليك معرفة أن الكتب وعاء العلوم وليست أوعية تفاخر أو متاع لتزيين البيوت وهي حجة لنا أو علينا، ومجرد اقنائها مسؤولية توجب قراءتها ونفع عباد الله بها، وليس هناك زمان أوجب فيه من نشر العلم والمعرفة مثل زمان كثرت فيه منابر الجهل والظلام، والأمة الآن في انتظار كتيبة فرسان علم وثقافة لإخراج الناس من ظلمات الجهل والحمق إلى نور المعرفة والحق.. أنت لها يا رفيق.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.