فترة الحمل ومشاكل الشعر

blogs - الشعر
التغيرات الهرمونية خلال فترة الحمل تلعب دورًا رئيسًا في العديد من مشاكل الشعر، والتي تتمثل بصفة خاصة في تساقط الشعر وقشرة الشعر. بدايةً فإن تساقط الشعر خلال فترتي الحمل والرضاعة أمر لا يستدعي الذعر الذي يبدو على سيماء بعض النساء، ويجب التعامل معه كمرحلة مؤقتة في ظل هذه الفترة المهمة في حياة كل سيدة.
 

الأمر الثاني الذي يتعين علينا الإشارة إليه هو الارتباط غير المباشر بين تساقط الشعر وقشرة الشعر. فتساقط الشعر مشكلة شائعة جدًا حيث يصيب حوالي 50 مليون رجل، وتقريبًا 30 مليون سيدة في أمريكا وحدها. وتتباين أسباب تساقط الشعر مما يجعل الأمر معقدًا، ولا يوجد حل سحري لهذه المشكلة.
 

إبان فترة سن اليأس يتراجع مستوى هرمون الاستروجين، مما يترتب عليه ظهور مشاكل الشعر من جفاف وتساقط وقشرة الشعر.

تحتوي فروة الرأس على حوالي 100 ألف شعرة، والشعرة لها دورة حياة، تمامًا كالإنسان وهى ثلاثة أطوار: طور "النمو Anagen" ويستمر ما بين 2 – 7 سنوات، وطور "الثبات Catagen" ومدته 10 أيام، وفيه تنكمش البصيلة وينفصل ساق الشعرة عن فروة الرأس، وطور "الراحةTelogen" ويمتد لثلاثة أشهر، وخلاله تسقط الشعرة، ثم تبدأ البصيلة في إنتاج شعرة جديدة.

يُعد تساقط 50 – 100 شعرة يوميًا، أمر صحي وطبيعي وفقًا لدورة حياة الشعرة، حيث تقوم البصيلة بإنتاج شعرة جديدة لتحل بديلا عن المتساقطة، وتقوم البصيلة الواحدة بإنتاج 20 شعرة خلال عمر الإنسان، فإن زاد عدد الشعر المتساقط يوميًا عن 100 شعرة، فإنه يحمل إشارة ضمنية لخللٍ ما، إما أن يكون عرضيًا طارئاً كما يحدث عند اتباع حمية غذائية قاسية، أو تناول أطعمة غير صحية ونقص تناول البروتينات والحديد.

وخلال مراحل اضطراب الهرمونات أثناء البلوغ والحمل والرضاعة وبعد انقطاع الطمث وكنتيجة لاستخدام حبوب منع الحمل، أو نتيجة الضغوط التي يتعرض لها الشخص، أو عقب العمليات الجراحية وبعض الأمراض، وباستعمال بعض الأدوية كأدوية السرطان، فضلًا عن التعرض المستمر ولفترات طويلة للشمس والماء العسر والغبار والأتربة والتلوث البيئي والإشعاع، وقشرة الشعر وأمراض فروة الرأس وغيرها.

أو أن يكون هذا الخلل مزمنًا مثل العامل الوراثي وهو من الأهمية بمكان في تساقط الشعر، حيث أن "دايهيد روتستوستيرونDHT" يرتبط ببصيلات الشعر، ثم يقوم إنزيم "5-Alpha Reductase " بتحويله إلى تستوستيرون (هرمون الذكورة)، والذي بدوره يزيد من طور الراحة ويقلل من طور نمو الشعر. ضغوط الحياة لها علاقة كذلك بهذه الجزئية حيث تزيد من إفراز الأدرينالين ويتبعه زيادة في إفراز DHT، ويتطلب ذلك معرفة السبب الذي ترتب عليه سقوط الشعر ومن ثَّم تحديد العلاج المناسب لهذه الحالة. يقتضي ذلك زيارة الطبيب المختص وعدم الركون لوصفات محترفي الإفتاء بداعٍ وبدونه.
 

المرحلة العمرية من بين الأمور المرتبطة بتساقط الشعر، حيث يتراجع عدد البصيلات المنتجة للشعر تدريجيًا، فقبل سن الخمسين تفقد 615 بصيلة نشاطها، وفي سن الخمسين حيث يعاني ما يزيد عن 50 بالمائة من الرجال من تساقط الشعر تتوقف 485 بصيلة عن العمل، وفي سن الثمانين تتوقف 435 بصيلة عن إنتاج الشعر.
 

قشرة الشعر لا علاج نهائيا لها؛ فهي حالة مزمنة تتطلب التعايش معها، والسيطرة عليها باستعمال المستحضرات المضادة للفطر؛ بُغية السيطرة على النمو المطرد للفطر.

ونظرًا للتغيرات الهرمونية المتباينة والضغوط النفسية والعصبية خلال فترة الحمل؛ فمن البديهي أن يتأثر شعر المرأة بهذه التغيرات وقد يبدو الشعر جافًا عما هو معتاد في الظروف العادية، وتصبح الفرصة مواتية لبعض الميكروبات الانتهازية للنمو والتكاثر السريع، ومن بين هذه الميكروبات الانتهازية فطر الميلاسيزيا "Melasseziafurfur"، كان يُعرف قديما بـ"Pitysporiumovale"؛ فهذا الفطر يعيش بشكل طبيعي على فروة الرأس، ولكن في فترة الحمل -وكذلك بعض الظروف الصحية والحيايتة الأخرى- ينشط الفطر، ويكون نتيجة ذلك ظهور قشرة الشعر. وعلى ذات المنوال فإنه إبان فترة سن اليأس يتراجع مستوى هرمون الاستروجين، مما يترتب عليه ظهور مشاكل الشعر من جفاف وتساقط وقشرة الشعر.
 

يلاحظ أننا عرضنا لقشرة الشعر بالتوازي مع تساقط الشعر، ومرجع ذلك أن علاقة غير مباشرة تربط بينهما. فبينما قشرة الشعر تعود إلى الإفراز غير المنظم لزيت الجلد والمعروف طبيًا بـ"الزهم Sebum" فإن تساقط الشعر يعزى لخلل في بصيلات الشعر، وبالتالي فإن العلاج لكل حالة منهما يكون بتقنية مغايرة في الغالب.
 

علاج تساقط الشعر معقد بشكلٍ كبير، ويكون العلاج بتحديد الأسباب أولاً للوصول لأنسب طريقة علاجية مناسبة للحالة. وتأسيسًا على ذلك فإن الطبيب المتخصص هو الشخص الوحيد المنوط به المساعدة في هذا الصدد وفقًا لكل حالة على حدة، وينبغي الحيطة والحذر من استعمال بعض المستحضرات الطبية لعلاج تساقط الشعر دون الرجوع للطبيب، فهذه المستحضرات وعلى رأسها المينوكسيد يلوالفينا سترايد لها تأثيرات جانبية مدمرة على الصحة العامة والصحة الإنجابية؛ لذلك ينبغي مراجعة الطبيب المختص قبل استعمال هذه المستحضرات. أيضًا خلال فترة سن اليأس فإن بعض السيدات تلجأ لاستعمال البدائل الهرمونية للتخفيف من وطأة تراجع مستوى الهرمونات الطبيعية "الاستروجينات"، بيد أن البدائل الهرمونية لها تداعيات خطيرة على الصحة، وقد ينجم عنها الإصابة بالسرطان؛ مما يوجب على السيدة مناقشة الأمر مع الطبيب المختص، وقياس المنفعة المطلوبة والمخاطرة المتوقعة ثم الوصول للنتيجة التي لا ضرر فيها.
 

علاج قشرة الشعر خلال فترة الحمل يتطلب كذلك مراجعة الطبيب المتخصص؛ إذ أن بعض مستحضرات قشرة الشعر لها تأثير سلبي على نمو الأجنة. ومع أن الدراسات حول تأثير العديد من المستحضرات الطبية الموضعية المستخدمة في علاج قشرة الشعر غير كافية للجزم بخطورتها على الأجنة، إلا أنّ تجنب هذه المستحضرات خلال فترة الحمل يكون من باب الحماية والحذر.
 

ذكر الباحثون أن الكافيين يعمل كذلك على تحفيز نمو الشعر، وشدّد الباحثون على أن تناول القهوة لا يؤدي لنتيجة فيما يتعلق بتحفيز نمو الشعر، بل يجب استعمال الكافيين موضعيًا.

قشرة الشعر لا علاج نهائيا لها؛ فهي حالة مزمنة تتطلب التعايش معها، والسيطرة عليها باستعمال المستحضرات المضادة للفطر؛ بُغية السيطرة على النمو المطرد للفطر، ومن ثَّم يكون التنويع بين مستحضرات قشرة الشعر من الحلول المجدية في هذا السياق. المستحضرات المضادة لقشرة الشعر تشمل مضادات الفطريات ومن بينها بيروكتون أولامين، نيزورال، كيتوكونازول، كليمبازول، زنك بيريثيون، بالإضافة لحمض السالسيليكو الاسترويدات الموضعية، وقطران الفحم وكبريتيد السلينيوم وغيرها.

هذه المواد الفعالة تختلف في طرق عملها ويحبذ التنويع بينها؛ حتى لا يكتسب الفطر مقاومة للمادة الفعالة، وهذا ما دفع الشركات المنتجة لهذه المستحضرات لإنتاج تركيبات تحتوي على أكثر من مادة فعالة، فعلى سبيل الذكر ظهرت تركيبات تحتوي على بيروكتونأولامينوكليمبازول بالإضافة إلى زنك بيريثيون، وتركيبات أخرى تضم بيرولاكتون وحمض سالسيليك، وأفادت بعض الدراسات أن استعمال ثلاث مواد مضادة لفطر الميلاسيزيا أنجع من استعمال مادتين فقط بشرط التوافق بين المواد الداخلة في التركيبة.
 

إحدى الدراسات الألمانية أشارت لفعالية الكافيين الموضعي في محاربة تساقط الشعر، حيث يعمل الكافيين كمثبط للداىهيدروتستوستيرون DHT المسبب لتساقط الشعر، وذكر الباحثون أن الكافيين يعمل كذلك على تحفيز نمو الشعر. وشدّد الباحثون على أن تناول القهوة لا يؤدي لنتيجة فيما يتعلق بتحفيز نمو الشعر، بل يجب استعمال الكافيين موضعيًا؛ ولذلك ظهرت مستحضرات شامبو الكافيين في الأسواق الأوروبية. كما أن بعض المستحضرات الطبيعية لعلاج قشرة الشعر تعتمد على مواد ذات فعالية مثبتة كمضادات للميكروبات ومن بينها الثوم والبصل وزيت شجرة الشاي والعسل وحمض السيناميك والزنجبيل. أيضًا استعمال ماء الأكسجين (هيدروجين بيروكسيد) بتركيز 3.0 بالمائة فعال في السيطرة على قشرة الشعر. 

إعلان

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.


إعلان