شعار قسم مدونات

ليان.. ضحية الإرهاب في إسطنبول

blogs - candle

ليان الفلسطينية.. ضحية عملية الإرهاب في إسطنبول، لقد عرفتها من خلال علاج أسناني في عيادة بمدينة الطيرة الفلسطينية، كانت مساعده لدكتورة الأسنان، والمسؤولة عن تنسيق المواعيد مع الزبائن بالاتصال بهم وأخذ موعد مناسب لكل شخص، معرفتي بها سطحيه نوعا ما، لكنني كنت أراها إنسانة بسيطة في مقتبل العمر ولها أحلام كبيرة، مرحة وتحب الحياة، كانت تتصل بي كل نهاية أسبوع لتحديد موعد، وبسبب البعد بين بلدتي ومدينة الطيرة كنت أتهرب كثيراً عن مواعيدي وتأجيلها للأسبوع التالي، وكانت كل ما تتصل بي تضحك وتقول جملتها المتكررة بكل اتصال "بدك تيجي ولا للأسبوع الجاي كعادتك؟" تليها ضحكات تدل على رقتها وجمال قلبها مع الزبائن.

ذات يوم وأنا أقلب صفحات الفيسبوك رأيت الخبر الصادم بعملية الإرهاب، وجلست على أعصابي للتأكد من الأخبار بوفاتها، لقد حزنت كثيراً رغم أنني لا أعرفها حق المعرفة، حزنت وبكيت كثيراً ولا أعرف سبب بكائي، وكأنها أختي التي فارقت الحياة، وأنا جالسة وأفكر بكل ما مررت به من أحداث ووظائف ومعرفتي بالكم الهائل من الأشخاص وتقدمي من ناحية فكريه بمعرفة أمور عديده بالسياسة والواقع وكل هذه الأمور، فوراً خطرت ببالي عدة أفكار وتساؤلات كبيرة.
 

علمني مجتمعي أن ترضى بالواقع ولا تفتح صفحات جديدة وخطيره، وألا تحاول فهم الماضي لأننا في الحاضر، فتشبعت بهذه الأفكار مثل كل البشر في بلدتي، وأمضيت بالحياة.

كيف بدء الإرهاب؟
كيف تشوهت صورة الإسلام؟
لقد ماتت ليان هل يعني أنني أنا وعائلتي وأصدقائي ممكن أن نموت ضحية إرهاب مثل ليان؟
توجد عدة أجوبه مختلفة لكل عقلية .. لكن تفكيري أخذني بعيداً جداً.
 

نحن نرى ونسمع عدة شخصيات تهاجم تركيا وروسيا وأمريكا وإيران، فهل يا ترى كل هذه الناس والشخصيات تعرف سياسة كل الدول ولا تعرف سياسة المحلية الخاضعة لها، أقصد هنا على فلسطين.. أتذكر بأن لا أحد قد فهمني من عائلتي ما معنى دولة اسرائيل وفلسطين ووعد بلفور وكل هذه الأمور.. لقد علموني أن لا دخل لنا بالسياسة لكي لا نقع بالمشاكل، علمني مجتمعي أن ترضى بالواقع ولا تفتح صفحات جديدة وخطيرة، وألا تحاول فهم الماضي لأننا في الحاضر، فتشبعت بهذه الأفكار مثل كل البشر في بلدتي، وأمضيت بالحياة، رغم فهمي وادراكي لكل الأمور الا أنني لم ابالي، فقط عند وفاة ليان الفلسطينية، استنتجت ما يلي.

عندما لا تقول لابنك أو ابنتك على القضية المحلية فسوف يبحث على قضيه عالمية ويكون ضحية الإرهاب، عندما لا توعي وتثقف ابنك وبنتك على الإسلام والطوائف المتنوعة فسوف يكون ضحية الإرهاب، عندما لا تصارح ابنك وبنتك على الذي يحصل من مؤامرات سياسية ودولية على القضية والقضايا الأساسية فسوف يكون ضحية إرهاب..
 

الإرهاب هو تشتيت أفكار وتضليل للشخص لكي يعتقد انه لم يكن يعرف أي شيء وفجأة أصبح يعرف، لأنك لم تعلمه كل شيء فأصبح من السهل التلاعب به واقناعه بتفجير نفسه لكي يكسب الجنة، اقناعه بأن القتل حلال على ديانات مختلفة، اقناعه على أنه كان بطريق خطأ وأصبح على الطريق الصحيح، خوفك على ابنك من هذا العالم هو ضياعه وضياع عقله، لأن العالم كبيراً جداً ولن يبقى ابنك للأبد تحت تصرفك، جهز نفسيته وعقله على كل شيء، ازرع فيه المعتقدات الصحيحة والمبادئ، جهز ابنك لمحاربة الاشخاص الإرهابيين، فالشخص الذي عمل العملية هو يعتقد أنه على صواب بسبب عدم تعليمه ما هو الصح والخطأ.
 

لترقدي بسلام يا ليان ولتكن قصتك بداية لتوعية الكثيرين عن محاربة الإرهاب..

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.