شعار قسم مدونات

روح الإلهام

blogs - leader
اليوم تأملت مقالًا لأحد الأصدقاء في صحيفة سعودية تحدث فيها عن المعلم الملهم جال في خاطري سؤال مفاده من هو الشخص الملهم؟ صفاته؟ منطلقاته ؟ قيمه؟ وهل كل صاحب قصة نجاح يكون ملهماً؟ الملهم هو الذي يولِّد الإرادة ويرسم خطوط الإنجاز ليصنع أبطالاً ومبدعين.

ببساطة: الملهم لديه سر روح وإشراقة نفْس ورُقيُّ روحٍ وتجربة ماضٍ واستشراف مستقبل. الملهم يجد نفسه في نجاحات الآخرين لا في نجاحاته الشخصية يسخِّر خبراته وقدراته في إسعاد الطامحين يرى بعينه الثالثةِ ومضةً في عيون الحالمين بعيداً عن الشخصنة أو أهداف الأحزاب والجماعات.

روح الملهم تكمن في أخلاقه وقدراته و طموحه وحب الآخرين فهو يضع الهدف ويرسم الطريق ويحدد الملامح يواجه المخاطر ويركب الصعاب ويبتسم للفرص ويصافح التحديات.

يختلف معك من أجل الفكرة وليس من أجل الذات يحلق بك في الأرجاء لترى بعين البصيرة بعد عين البصر لا يفكر في صناعة مجد أو ذكرٍ مخلد يسعى مجتهداً ليتقرب من حوله بنقطة التحول والإصرار ثم النجاح.

لم تعقم هذه الأمة بعد؛ فهي تلد لنا ملهمين أوفياء صادقين أتقياء يستمدون قوتهم وإصرارهم من إيمانهم الخالص بخالقهم ويقينهم بأنهم قادرين على التأثير والتغيير.

إن طبيعة الإنسان تسعى دوماً لإثبات ذاتها وإبراز وجودها وهذا حق مشروع ولكن الملهم يعتبر نفسه مصدر الإلهام للآخرين يحفز نفسه ويطمح أن يبذل غيره ويقتنع.

كثير من مشكلتنا الفردية أو الاجتماعية نحتاج في حلها إلى أن ننظر في تجارب غيرنا وفي نجاحات أشباهنا ذلك أن الإنسان بطبعه يميل إلى التقليد والاقتداء تحركه عواطفه ومشاعره إلى أن يحاكيَ البيئة المحيطة به فمثلاً تحقق لبرنامج "خواطر الشقيري" تأثير بالغ في الناس على مستوى الوطن العربي فقد ألهمت فكرته كثيرًا من الشباب أن التغيير والتحسين الفردي والمجتمعي ممكنٌ وأنّ هناك العديد من قصص وبيئات النجاح التي استطاع أفرادها تجويد حياتهم واستقرار أوطانهم.

ويظهر هذا جلياً في المسلسل التركي "قيامة أرطغرل" النصيب الأكبر في التأثير على الشباب والذي حكى شيئاً من سيرة والد مؤسس الدولة العثمانية الغازي عُثمان خان الأوَّل بن أرطُغرُل بن سُليمان شاه والتي كانت مشاهدة مليئة بالحبكة الدرامية وإبراز القيم الأخلاقية والمبادئ الإنسانية والثقة بالعدالة الربانية وإلهام أبناء أمته من بعده أن القائد الفذّ مهما عصفت به رياح الأعداء فإنه قادر على استغلال الفرص وتمكين أمته من السيادة والريادة.

إن تطلعاتِنا وطموحاتِنا التي نبحث عنها نجدها تتمحور حول تلك الشخصية الملهمة التي تكون أنموذجًا يحتذى ومثلاً يقتدى به.

فلم تعقم هذه الأمة بعد فهي تلد لنا ملهمين أوفياء صادقين أتقياء يستمدون قوتهم وإصرارهم من إيمانهم الخالص بخالقهم ويقينهم بأنهم قادرين على التأثير والتغيير.

يجب أن يكون الآباء في دائرة الأسرة الصغيرة مصدر إلهام لأبنائهم، والمعلمين في فصولهم، والتجار في تجارتهم يغرسون في نفوس الأجيال سلوكَ الإلهام وقيمَهُ حتى يستذكر التاريخ أننا صناع الأمجاد وملهمي الأمم.

وفي الختام أدعوا ربي أن ينزل الرحمات على والدي ملهمي وقدوتي.

__________________________________
ملاحظة: المقال المتأمل هو للأستاذ عبدالعزيز الغانمي المعلم بين المهام والإلهام صحيفة مكة نشر بتاريخ 24/11/2016م

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.