جزا الله خيراً اللواء أركان حرب نجم الدين محمود مدير المتاحف العسكرية بمصر الذي صحح لنا جزءً هاماً من تاريخنا المزوّر وكشف كذب المؤرخين ونواياهم الخبيثة لاستبدال حقائق مشرّفة بأخرى زائفة وتاريخ مشرق بآخر مظلم ؛ فلو راجعنا كل كتب التاريخ العربي لوجدنا أن معركة حطين وقعت قرب بحيرة طبريا في فلسطين وكانت بقيادة صلاح الدين الأيوبي ضد الصليبيين عام 1187 م.
لكن الحقيقة الصادمة التي كشفها اللواء نجم الدين هي أن معركة حطين كانت بقيادة رمسيس الثالث ضد الحثيين، وأضاف سيادته في ذات اللقاء التلفزيوني التاريخي أن معركة عين جالوت كانت بقيادة صلاح الدين الأيوبي ضد الصليبيين وانتهت بتحرير بيت المقدس رغم أن كل كتب التاريخ " المزوّرة " تقول أن معركة عين جالوت كانت بين جيش المماليك بقيادة سيف الدين قطز وبين المغول بقيادة كتبغا عام 1260 م، ولو امتد اللقاء مع سيادته عشر دقائق أخرى لاكتشفنا أن معركة اليرموك كانت بقيادة اللواء أبو القعقاع السيسي ضد الكنعانيين!
وبالنظر لواقع الحال في مصر لم يعد اثنان يختلفان على أن الانقلاب على الشرعية كشف حقيقة المؤسسة العسكرية من بابها لمحرابها وأظهر حجم الجهل والفساد. |
لله درّك يا جنرال ما أوسع علمك، لله درّ من عيّنك مديراً للمتاحف الحربية المصرية لتزيل غشاوة أعمت عيون المسلمين وضللتهم مئات السنين، أتحفتنا بحقائق مغيّبة وأنرت عقولنا بوقائع كانت مزيفة، ونحمد الله أنك لست وحدك في مسيرة التصحيح والتنويروالإبداع ؛ فبين الفينة والأخرى يذهلنا زملاءٌ لك باكتشافات مذهلة ما كنّا لنحلم بها لولا علمهم الواسع وبحثهم الدؤوب وإخلاصهم المثير للدهشة، ومن باب الشكر والعرفان بالجميل نذكر اختراعاً كشف عنه اللواء إبراهيم عبد العاطي أواخر 2012 يقضي على فيروسي الإيدز و " C " وثلاثمائة فيروس آخر، ومن شدّة ورع المخترع الفذ رفض بيعه لجهات أجنبية مقابل ملياري دولار " حسب قوله "، وعن آلية عمل جهاز " كومبليت كيور " قال زميلك الفطحل عبد العاطي : " باخد الإيدز من المريض وأديله صُباع كفتة يتغذى عليه باخد المرض وأديله غذا وده قمة الإعجاز العلمي " وقالت الهيئة الهندسية بالقوات المسلحة أن العلاج بالجهاز " الفلتة " سيبدأ في 30 يونيو 2014 لكن 2014 هرب من زمن العسكر أو لم يأتِ بعد!
صحيح أن جنرالات الانقلاب مبدعين وعظام يا نجم الدين ؛ لكن رجالات أمن الانقلاب ونيابته وقضائه أكثر إبداعاً وعظمة ؛ فمن اتهام الرئيس الشرعي المعزول محمد مرسي بالتخابر مع حماس وقطر والهروب من السجن والتحريض على قتل المتظاهرين – قبل أن يصبح التظاهر ضد الانقلابيين والتغطية الإعلامية له جريمة وإرهاب و التودد لإسرائيل ومساعدة نظام الأسد أمن قومي – إلى اعتقال مراسل الجزيرة عبد الله الشامي أثناء تغطيته مجزرة رابعة وسجنه أحد عشر شهراً دون توجيه أي تهمة ونقله خلالها من نيابة إلى نيابة ومن سجن إلى سجن حتى أضرب عن الطعام خمسة أشهر فقرر النائب العام المستشار هشام بركات في 16 يونيو 2014 الإفراج عنه، وأغلب الظن أن الإخوان المسلمين وعبد الله الشامي وقناة الجزيرة أغاظهم قرار الإفراج عن الشامي فقاموا باغتيال المستشار بركات بتفجير موكبه بسيارة مفخخة بتاريخ 29 يونيو 2015 وليس لمخابرات الانقلاب علاقة باغتياله!
ومن المراسل الصحفي عبد الله الشامي -سيادتك- إلى منتج الأخبار محمود حسين الذي أظن أنه أقلع قبل أيام بطائرة إف 16 محملة بصواريخ نووية من على سطح مبنى قناة الجزيرة بالدوحة مع عائلته وتوجه بها إلى مصر لتدمير الأهرامات والبنتاغون المصري والهيئة الهندسية " للكفتة " وحديقة الحيوانات تمهيداً لقلب نظام حكم الفرعون العادل رمسيس السابع عشر، لكن القوات الجوية الباسلة تصدت له في سماء القاهرة قبل تنفيذ عمله الإجرامي واقتادته مع عائلته إلى مطار القاهرة وتم التحقيق معه لعدة ساعات وأفرجت عنه "ربما" لعدم كفاية الأدلة أو لأنهم لم يعثروا في أمتعته على الطائرة والصواريخ النووية.
لكن قوات أكثر بسالة وفطنة ودهاء اعتقلته بعد عدة أيام مع شقيقيه وثبت لنيابة أمن الدولة العليا " بالتلفيق القاطع " أنه نشر أخبار وبيانات وشائعات كاذبة حول الأوضاع في مصر فقررت حبسه خمسة عشر يوماً على ذمة التحقيق، وعلى جبهة قومية أخرى اتهمته وزارة الداخلية بأنه كان يشارك في تنفيذ مخطط يهدف إلى إثارة الفتن والتحريض على مؤسسات الدولة وإشاعة الفوضى ببث أخبار كاذبة، وكشفت الوزارة أن منتج الأخبار محمود حسين كان يدير وكر للعمل مع قناة الجزيرة على الإساءة لمؤسسات الدولة، ولا أعلم عن أي دولة يتحدثون يا سيادة اللواء أركان حرب؟!
لكن والحق يقال يا نجم الدين أن التهم التي وجهت لمحمود حسين لم تخيّب ظني بكم ؛ فهي حافظت على مستوى الكفتة المشهود بها لجنرالاتكم وأجهزة أمنكم ونيابتكم وقضائكم، ولولا ذلك لما صدر حكم البراءة بحق الرئيس " المتنحي " حسني مبارك وابنيه ووزير الداخلية حبيب العادلي ومساعديه الأمنيين الستة من تهمة تصدير الغاز المصري بأسعار زهيدة لإسرائيل وتهمة الاشتراك بقتل المتظاهرين بثورة 25 يناير 2011، ولا كان حكم على الرئيس المعزول محمد مرسي وقيادات الإخوان المسلمين بالإعدام والسجن المؤبد، ولما كان قتل واعتقل وعذّب آلاف الأبرياء الرافضين للانقلاب المشؤوم، لكن الكفتة سرّها باتع " سيادتك"!
وبالنظر لواقع الحال في مصر لم يعد اثنان يختلفان على أن الانقلاب على الشرعية كشف حقيقة المؤسسة العسكرية من بابها لمحرابها وأظهر حجم الجهل والفساد والتغوّل وشرّع للمؤسسة الأمنية – دون أدنى مسؤولية – البطش بكل رافضي الانقلاب وشجّع صغار وكبار بلطجية الإعلام المصري -العام والخاص- على طمس الحقائق وتبرير الإجرام والبطش والظلم، بالمقابل قمع الإعلام الحر النزيه وضيّق الخناق عليه في محاولة يائسة من الانقلابيين لتحويل لوحة عبثية قبيحة " شخبطها " معتوه ولا تساوي " شلن " إلى لوحة "مزهرية" أبدعها فينسنت فان غوخ وبيعت بـ 62 مليون دولار!
عزيزي اللواء أركان حرب لدي سؤال واحد لا غير: ألا تخجلون من أنفسكم وأولادكم وزوجاتكم وجيرانكم والشياطين؟!