والنجاح و التقدم، دون أن تصوبها أو تلغي بريقها أو تقلل من قدرها تدع للقارئ مهمة العنونة وإطلاق الأحكام في نهاية القصة.
تلك العاطفة عندما يتعلق الأمر بشخصيات محببة يتعلق بها القراء بين فصول الحكاية و يرون في الفئة الأولى مضيعة للوقت و هراء صفيق لا فائدة ترتجى منه!
وأنا ككاتبة ناشئة أرى الشيئين معاً هناك نصوص أكتبها دون أسباب، أصف فيها الحالة والوضع والشعور دون أن أتطرق للتصويب من عدمه، و هناك مقاصد مستهدفة أكتبها على هيئة قصص وعبر مفيدة إلى حد ما.
إن البشر بحاجة للجمال و الفن كي يتقبلوا فكرة النهوض من أسرتهم كل صباح و مواجهة هذا العالم البائس ! |
إن الأمر يتعلق بالفئة التي أخاطبها ونوع النص و أغراضه و أظن أن الرويات تصلح للشيئين معاً! وأرجح استخدام المقالات على الروايات في مناقشة المعضلات الشائكة الواقعية، و أدع الرواية لأغراض التفسير والسرد و"الإفضاء الأسود" ذلك الذي يخجل الكثير من الإدلاء به.
إن للنفس دوافع و حاجات و نوايا و مخاوف و عقد و ذواكر طفولية مرجعية بحتة، لن تكون بيضاء على نحو رائق دائماً، تحتاج للإبراز و الملاحظة و التحليل الدقيق، ليس هناك إنسان سليم تماماً على وجهة هذه البشرية لذلك نحن نكتب أعطابنا على هيئة اعترافات مبطنة كي لا ننفجر، أو نصرخ أو نقتل.
نحن نكتب لنتشارك أحزاننا سوياً، كي لا نشعر بالوحدة أو بالخزي أو النقص أو الحسرة على نحو مؤلم! الأدب خاصاً والفن عموماً علاج فعال يغني عن القتل و الوحشية و الغيض و الغضب في نفوس رواده.
اجعل سجيناً يقرأ وأعدك أن يندم على فعلته مثلما سيندم على فوات معرفته بهذا المخدر اللذيذ.
البشر متعبون من هذه الأحمال الباهظة التي حرقت قلوبهم وثقبت عيونهم ، إن البشر بحاجة للجمال و الفن كي يتقبلوا فكرة النهوض من أسرتهم كل صباح و مواجهة هذا العالم البائس ! ولو درسنا الشعوب بفنونها، لوجدنا أن أكثر الشعوب ألماً، أكثرهم فناً وإبداعاً!
الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.