لا ينفي ما سبق وجود حصفاء مراجعين مازوا السقيم من الصحيح وآبوا إلى الهداية بعد الزيغ مسترشدين بتدبّر منهجيّ لا يشوبه حكم مسبق ولا عاطفة عمياء، إلا أن يضرب الرأي بالرأي والحجّة بالحجّة والحقيقةُ منشوده.
فالتائهون ثلاثة: تائه لم يدرك ضلاله فعمِهَ في دجاه، وثانٍ أدركه فأصر عليه إذ أخذه الهوى بالوزر، وآخر أدرك فأذعن واهتدى.
قال ابن تيمية: "كان عمر بن الخطاب وقّافاً عند كتاب الله وكان أبو بكر الصديق يبين له أشياء تخالف ما يقع له كما بين له يوم الحديبية ويوم موت النبي _صلى الله عليه و سلم_ و يوم قتال مانعي الزكاة و غير ذلك، و كان عمر بن الخطاب يشاور الصحابة فتارة يرجع إليهم و تارة يرجعون إليه… و ربما يرى رأياً فيُذكر له حديث عن النبي فيعمل به ويدع رأيه، و كان يأخذ بعض السنة عمن هو دونه في قضايا متعددة، وكان يقول القول فيقال له: أصبت. فيقول: والله ما يدرى عمر أصاب الحق أم أخطأه".
التائهون ثلاثة: تائه لم يدرك ضلاله فعمِهَ في دجاه، وثانٍ أدركه فأصر عليه إذ أخذه الهوى بالوزر، وآخر أدرك فأذعن واهتدى. |
((أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ وَ أَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَىٰ عِلْمٍ وَ خَتَمَ عَلَىٰ سَمْعِهِ وَ قَلْبِهِ وَ جَعَلَ عَلَىٰ بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ ۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ)). الجاثية : 23