النخبة كلمة مبهمة يتداولها الناس في بلادنا العربية، فلا أحد يعرف من هؤلاء النخبة ولا من ذا الذي انتخبهم في كل ليلة يطلعون علي شاشة الفضائيات ليتحدث الواحد منهم بكلام يمين ويسار، "كلامهم يبدو مهما، ولكني لا أفهم شيئا منه " هذا هو لسان حال أغلب من يتبع الأستاذ المتفذلك الذى يتحدث في الفضائيه الشهيرة..
وإذا كان المقصود بالنخبة بالأساس أصحاب الثقافة والذوق الرفيع ممن لهم تلاميذهم ومريديهم، وهم أصحاب تأثير واسع في المجتمع، فهؤلاء المتكلمين هم أبعد الناس عن أن يكونو من النخبة.
والنخبة العربية في أغلبها -واقصد بها المتصدرين منهم- تنقسم إلي نوعين؛ الأول نخبة مرتزقة
وهم مجموعة من المثقفين يبيعون ما تعلموه من فن الحديث ومهارات الاقناع لمن يدفع الثمن فهم يأكلون علي كل الموائد بلا حياء.. فيمدحك مرة و يشتمك أخرى، وكل مرة تراهم بالوجه ذاته الباسم الواثق.
هناك نخبة مضحكة لا علم لها ولا أدب كل ما في الأمر أنها تابعة للنظام الحاكم وصاحبة ولاء له، ليس لها دور إلا أن تمجده و تدافع عنه. |
من هللواللحكام حينما أطاحوا بمعارضيهم هم أنفسهم من هللوا لكل الثورات حين أطاحت بالأنظمة المستبده وبالزعماء "المعصومين" الذين كانوا يغنون باسمهم ويرقصون لهم كل ليلة وكل يوم، كل يوم هم بوجه لن تعرف وجههم الحقيقي أبدا يشبهون كثيرا بائعات الهوى..
والقسم الثاني نخبة مضحكة، لا علم لها ولا أدب كل ما في الأمر أنها مجموعة من رجال النظام وأصحاب ولاء له، ليس لهم دور إلا أن يمجدوه ويدافعوا عنه ويسبحوا بحمده، ويتصدون لأعدائه وهم أبعد الناس عن أي منطق في كلامهم، لا رأي لهم ولا حكمة ولا منطق، لا يملك الواحد منهم قبولا بين الناس حتي تعطاهم ساعات على فضائيات الأنظمة، فهم في خدمة النظام المستبد..
أما نخبة المثقفين الحقيقية في المجتمع العربي فإما لاصوت لها أو أصوات مفتته متفرقة، مثلهم كمثل الأعراب ما قبل الإسلام يتفرعون في أمور لا فائدة ولا جدوى منها و كأنهم يبحثون عن الشقاق والخلاف بحث حثيثا، ومنهم من تراه وحيدا ومعتزل لا يمدح حقا ولا ينكرا باطلا يائس من أن يفهم أحد أو يعقل أو يتغير مع أنه يعرف تمام المعرفه أنه " لاييأس من روح الله إلا القوم الكافرون".
إن الأزمة ليست في تلك النخبة المهلهلة التي ذكرناها، ولكنها في النخبة الحقيقية التي لا تنفك تتنافس في ما بينها على من معه الحق ومن أحق من الثاني، وتترك الأمة غنيمة تنهش في أكبادها نخبة مرتزقة ومضحكة في خدمة أنظمة فاسدة متعفنه دب عفنها في جسد الأمة فتسببت في مرضها.. فيا نخبة الحق أفيقوا يرحمكم الله.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.