كلما تحدثت عن الزواج في مجتمعنا لا يكاد يخلو النقاش من سؤال ما هو الفارق المناسب بين الرجل والمرأة للزواج، ويرى الكثير أن هناك من الأبحاث والدراسات من أثبتت أن المرأة تنضج قبل الرجل بحوالي أربع سنوات.
أي أنك أنت كرجل حينما يكون عمرك 24 عاما وتريد الزواج فعليك أن تتزوج من صاحبة الـ 20 عاما أو أقل في حين أنك إذا تزوجت ممن هي في عمرك فسيكون عمر عقلها 28 عاما.
المسؤوليات التي يفرضها المجتمع على الرجل للزواج تفوق بمراحل معدودة المسؤوليات المكلفة بها المرأة. |
حاولت أن أبحث عن تلك الدراسات فلم أصل لشئ، وهذا لا يعني أنها ليست موجودة، بل لعل بحثي لم يكن بالدقة اللازمة. لكن حتى إن كانت موجودة بالفعل فهذا لا يعني حتميتها وأنها لا جدال فيها.
معظم تلك الأبحاث والدراسات التي يتم نشرها ليست بالضرورة حقيقة علمية فربما تكون فرضيات أو استنتاجات نظرية فقط ليس إلا . هذا فضلا عن الأبحاث التي يستند عليها مجتمعنا والتي يتم نشرها على المواقع العلمية العريقة أمثال منتدى حسنات وسيدة وأم فاروق.
بعيدا عن كل هذا فإن لي تحليل شخصي للواقع لا يستند على أسس علمية ولا أقول أنه بحث أو مرجع علمي وإنما فقط تحليل للواقع.
فقديما كان الرجل يتزوجم ممن هي في سنه أو أكبر ولا يتسبب في المشاكل الجسيمة التي يتخوفون منها اليوم، وسيقول لي البعض نعم ولكن ذلك مجتمع ونحن مجتمع آخر ولكل مجتمع ثقافاته ونظامه وواقعه.
وهذا جيد لأن من يقول هذا يعترف أن المشكلة أو التغيير قد طرأ على المجتمع وليس على فسيولوجية عقل الرجل والمرأة ، وثانيا إن كل ما في الأمر أن من يعترفون بفرضية نضج المرأة قبل الرجل هم في الحقيقة قد نظروا إلى المرآة – الزجاجية – فرأوا إنعكاس الصورة ولم يروا الصورة الأصلية فإذا قمنا بقلب الصورة سنراها على حقيقتها.
إن المرأة لا تنضج قبل الرجل وإنما إذا وضعناها في سياقها الصحيح سنقول أن المرأة تنضج للزواج قبل نضج الرجل للزواج فاجعل نضجها بالنسبة للزواج لا بالنسبة لعقل الرجل. كيف هذا!
إن المسؤوليات التي يفرضها المجتمع على الرجل للزواج تفوق بمراحل معدودة المسؤوليات المكلفة بها المرأة فالرجل مسئول عن المرأة وأطفالها والبيت وحياتهم بكل تفاصيلها. هذا يجعل الرجل مجبوراً على أن يصل إلى درجة كبيرة من النضج والوعي والمسئولية هذة الدرجة ليست مطلوبة من المرأة، كي تتزوج فالعين على الرجل والمسؤولية على الرجل واللوم على الرجل.
سيقول لي أحدهم أتستقل بمسؤولية تربية الأطفال إنها أعظم وأكبر مسئولية ! سأقول له حتى هذة عادة ما تفشل فيها المرأة في مجتمعنا ولا يلومها المجتمع على ذلك وخير دليل على فشل التربية هو حال مجتماعتنا العربية والإسلامية.
هناك العديد من العوامل التي تتحكم في أمر الفارق العمري بين الأزواج كالعامل النفسي. |
تتزوج المرأة وتنجب فترمي أطفالها للشوارع تربيهم وأصبحت هذة هي العادة المتبعة فلا يلومها أحد. فإن كانت المرأة تستطيع الحمل والولادة والرضاعة والطبخ والمسح والكنس إذا فهي مؤهلة للزواج وتستطيع تحمل المسئوليات.
أما إذا نظرت لما على الرجل من مسؤوليات ومهام حقيقية فستعلم أنه بالتأكيد لابد له من ضعف عمر المرأة كي يصل إلى تلك الدرجة من النضج لتحمل أعباء الزواج. ولو طلبوا من المرأة تحمل مسؤوليات الرجل لبلغت من العمر عتيا قبل الزواج!
إذا فالمرأة تنضج بالنسبة لمسؤوليات زواجها قبل نضج الرجل بالنسبة لمسؤوليات زواجه. أما إن أردنا أن نقارن عقل الرجل بعقل المرأة فالطبيعي أن كثرة المسؤوليات التي على الرجل وخروجه وإحتكاكه بالمجتمع، والانغلاق الذي يفرضه المجتمع على المرأة يزيد من فرص الرجل في نضوج عقله بالتأكيد قبل المرأة.
و في النهاية هذا ليس بقاعدة، وهناك العديد من العوامل التي تتحكم في أمر الفارق العمري بين الأزواج كالعامل النفسي مثلا والذي له نصيب ليس بالقليل، ففي بعض الأحيان لا بد وأن يشعر الرجل أنه الأقوى والأذكى والأكبر والأطول ولن تتحقق له القوامة إلا بذلك.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.