كأن الدموع تبدو أجمل في العيون السوداء.. وكأن أجمل الموسيقى صوت الناي. وكأن أجمل ألواننا الأبيض والأسود.. وكأن أشهر رواياتنا بنهايات تعيسة.. وكأن أجمل تعابيرنا في العزاء .. وكأن الحـزن ولد عربيا.
مرت سنوات لم نر الفرح يزور أوطاننا أو بالأحرى لم يكن للفرح بيننا وجود أصلا.. لقننا مدرس التاريخ عن استعمارنا من طرف فرنسا عن شهدائنا رحمهم الله وعن القضية الفلسطينية.
سألته في يوم ما عن العشرية السوداء قال إنها لم تدرج بعد ضمن المقرر وأنها ستدرس لأبنائي ربما.. وماذا سيدرس بعدهم أحفادي عن العراق أم عن الربيع العربي؟ عن سوريا أو ليبيا ؟ تونس ؟ أم ربما اليمن..
تساءلت كيف سيغطي كتاب التاريخ كل هذه الجراح أم سيجبرون عن التخلي على الجزء الخاص بالقضية الفلسطينية أم سيكتبون في مكانها: أنظر التلفاز !
هل هذا حقا قدرنا، نبكي أينما وجدنا، نكفر بالفرح. نمسح جرح عمران ونلوح لطفل فلسطيني تحت الخراب بدون اسم لا لشيء إلا لأن عدسات الكاميرا لم تلتقطه.. أن لا نسمع التكبير إلا قبل التفجير، ألا نشم رائحة كعك القدس، وأن لا نتعانق إلا عند النحيب.. أن لا نسبح إلا هربا..
خيباتنا المتكررة جعلت من الدمع ماضينا وحاضرنا وذاكرة مثقلة لم تلتقط إلا في مدنننا الكئيبة وجعلت الأسعد بيننا المجانين !
عش عربيا لا تسأل عن تاريخك ولا تنتظر المستقبل ..عش عربيا ولا تسأل عربيا عمن حدث لمن يتبعون اسمه الأول..
عش عربيا وكن للحزن وفيا.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.