لعل أهم ما يشد المستمع لكلمة الحرية احتواؤها على مفاهيم متعددة. ففي الشرق مثلا ارتبط مفهوم الحرية وحدودها بالدين فنراها مقيدة عند المسلمين والمسيحيين أيضا.
وعند الغرب نجدها مختلفة فهي أوسع وأشمل لعدم ارتباطها بالدين، إلا أن ذلك لا ينفي تعرضها للقمع والاستبداد منذ القدم من قبل الكنيسة والعائلات المالكة أنذاك حتى جاء دوور رواد حرركة النهضة الأوروبية فقامت ثورة فكرية واسعة على الكنيسة أعطت مجالات واسعة للتفكير والاستنباط. ومن أبرز مفكري الثورة فولتير ومونتسيكيو.
لم يتحمس الشرق كمهد للحضارات والديانات للثورة الفكرية عند الغرب لارتباطه الوثيق بإرثه الحضاري والديني فنراه أحيانا منتقدا وأحيانا أخرى مصلحا.
لم يتحمس الشرق كمهد للحضارات والديانات للثورة الفكرية عند الغرب لارتباطه الوثيق بإرثه الحضاري والديني فنراه أحيانا منتقدا وأحيانا أخرى مصلحا |
إنه من الخطأ القول بأن الحرية مرتبطة بجملة من الضوابط الفكرية والجغرافية والاقتصادية، فأوروبا مثلا لم تتمتع بالحرية قبل الثورة الفرنسية.
أما العالم العربي والإسلامي فشهد فترات نعم بها بالحرية كفترة عمر بن الخطاب، ولاننسى قولته الشهيرة: متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا؟
وأما أميركا اللاتينية فقد عرفت جملة من التحولات والثواراث في القرن العشرين أفضت لسقوط الأنظمة الديكتاتورية وتكريس الحرية، مما سهل تحقيق نمو اقتصادي هام.
ولا ننسى هنا الثورات العربية والثورة التونسية بالذات التى نراها فرصة تاريخية لتقدم العالم العربي المتعطش للحرية والديمقراطية.
إنه لا حرية بدون ديمقراطية فهي السبيل الوحيد لتحقيق آمال الشعوب في حياة كريمة وضمان حريات التعبير والفكر والمعتقد.
إن الشباب العربي اليوم لحريص كل الحرص على التمتع بالحرية والنهوض ببلدانهم بالرغم من كل التحديات والسياسية الخارجية المعادية وتحقيق حلمه المنشود في العيش بكرامة، لاتحت الذل وغطرسة البلدان الغنية، وإنه لقادر على ذلك والقيام من جديد والتفوق في دورة حضارية جديدة.
الحرية بالنسبة لي شيء جميل من خلاله أستطيع التعبير عن رأيي وعن أفكاري وعن جملة من المعاني والقيم. والحرية أشكال وأنواع كحرية التعبير وحرية الصحافة. إنها بلا شك قيمة عظمى.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.