للتأكد من وجود اسمك في قوائم الناخبين 2016 يرجى الضغط هنا.
تلك الجملة التي توجد على ساحة المواقع الإلكترونية الأردنية وتشغل بال المواطن الأردني لاختيار المرشح المثالي، ولكن ما بالكم لو ظهرت في تلك القوائم أسماء أشخاص متوفين؟ رغم مرورها بكافة مراحل التدقيق والإجراءات القانونية لاعتمادها؟ وهذه ليست المرة الأولى لحدوث نفس هذه الحالة، لكن هذا الأمر طبيعي واعتيادي كما يقول البعض ومشكلة تحل.
انتخابات أردنية قادمة، ولحد الساعة هناك 230 قائمة من ضمنها 1033 رجلا و259 امرأة قد أعلنت ترشحها، ومن ضمنها حوالي 150 نائبا حاليا وسابقا سيخوضون الانتخابات القادمة! هل سيكون ذلك سيزيد ذلك شدة المنافسة والإثارة لمجلس نيابي قادم؟؟ أم سيسمح لعودة ما كان في المجلس السابق؟
لن نقاطع..
يرى البعض الانتخابات معركة حامية الوطيس بين قائمة تنادي بإقامة الدولة المدنية ودولة العدل والتنوير، وبين قائمة تحمل الفكر الإسلامي والدولة الإسلامية |
تساؤلات عديدة يعج بها الشارع الأردني الذي لطالما يحلم ولو لمجرد حلم باختيار نائب لا يمزق الشعارات الوردية بعد استلامه للنيابة أو حتى مجرد نائب لا يغيّر رقم هاتفه ويرد على تساؤلات الشعب.
في هذه اللحظة الحماسية اختار بعض الشعب الأردني عدم المقاطعة وخصوصا لهذه الانتخابات لما حصل فيها من الوعود التي أعتبرها كالعادة مجرد كلام على ورق من بعض المرشحين، إضافة لظهور تحالفات شبابية سعت للتربص ومراقبة البرامج الانتخابية للمرشحين قبل وبعد الانتخابات.
في الزاوية الأخرى لو أطلقنا النظر قليلا لرأينا أولئك الذين لم يعد لديهم صبر حتى للتكلم في موضوع الانتخابات، حيث يعتبرون أنه لا حيلة للشعب في اختيار الشخص المناسب، لوجود "كائنات" كما سماها البعض تتلاعب بهذه الانتخابات وتختار ما يروق لها من المرشحين، فلا فائدة لهم ولا لصوتهم، ولذلك فهم يعتبرون يوم الانتخابات يوم إجازة يقضونه مع عائلتهم، حيث يردون: "أنا مقاطع ما بدي أنتخب كله عالفاضي، شو بدي بوجع الراس أنا".
جماعة الإخوان تعود بعد مقاطعة 8 سنوات..
انتخابات أردنية قادمة، ولكن بعد مقاطعة انتخابات 2010 و2013 تعود جماعة الإخوان من جديد التي تعتبر أكبر تنظيم على الساحة برغم ما وصفتها به الحكومة الأردنية من أنها غير قانونية وإغلاق بعض مقراتها. وهناك ارتباك غير واضح أثار تفكيري حينما شاهدت فيديو نشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي تحت عنوان: ضبط مخيمات عسكرية تدرب أطفالا "تدريبات داعشية" والجماعة تنفي.
استوقفتني الصور لا بل استوقفني عنوان كهذا في وقت جوهري لا أدري من له مصلحة في نشره برغم اتفاقي أو اختلافي مع الجماعة. لكن مثل تلك الأخبار كما يصفها بني ارشيد "ليس لنا مصلحة بهذه القصص التي يتم نسبتها لنا ومن المستحيل أن يصدر من الجماعة هكذا أفعال"، حينما بدأت أقلب هذه الصور وجدت مكانا مفتوحا بين بيوت طبيعية، وصور أطفال لا يلبسون زي التدريبات الداعشية كما وصفوها، ثم إن كان مثل هذه التدريبات لأولئك الأطفال فمن المسؤول في هذه الحالة؟ ومن صور؟ ومن أرفق هذه الأخبار؟؟
دولة مدنية .. منذ متى؟
كما يراها البعض هي معركة حامية الوطيس بين قائمة تنادي بإقامة الدولة المدنية ودولة العدل والتنوير.. إلخ وبين قائمة تحمل الفكر الإسلامي والدولة الإسلامية، تشتد المنافسة بين تلك القائمة التي تحمل اسم "معا" وبين جماعة الإخوان المسلمين التي تنافس على الدائرة في العاصمة عمان. دولة مدنية.. منذ متى؟ جملة قالتها أمي حين أخبرتها عن تلك القائمة، نعم فلا داعي للاستغراب، لأن كاهل المواطن الأردني لم يعد قادرا على حمل كل تلك الشعارات من دون الانتفاع بها.
من أهم أولوياتنا الشباب..
جملة ترددت على ألسنة الكثير، عندما كلمني بها البعض (إنه دون صوتكم أيها الشباب لن نسمع صوتكم).
رغم إيماني التام بقدرتنا على الإنتاج والعطاء وبدرجة الوعي الثقافي والسياسي لدينا، فلم أجد ولو حتى شعارات تريد تأدية ما يطمح إليه الشباب |
امتنعت عن الكلام قليلا، ليس لأنني لا أستطيع، بل لأن صوت الشباب قد بح من كثرة الكلام، ولأن اغلب الشباب حينما تسأله عن أكبر هدف يريد أن يحققه يعطيك إجابة وبكل شغف: "بدي أسافر واهج من البلد"، كيف وهو في كل مرة يسمع أن من أهم أولوياتنا الشباب والشباب هم جيل الغد والشباب هم المستقبل، وهم أول أولوياتنا، كل هذا أين؟؟ أين؟؟ هل هو في الكلمات فقط؟ للأسف الشديد فإنني لم أر في البرامج الانتخابية للقوائم المرشحة التي اطلعت عليها أي مرشح يسعى لتحسين واقع الشاب الأردني.
رغم إيماني التام بقدرتنا على الإنتاج والعطاء وبدرجة الوعي الثقافي والسياسي لدينا نحن الشباب، لم أجد ولو حتى شعارات تريد تأدية ما يطمح إليه الشباب في أردننا الغالي. يروق لي لو تم اقتراح كوتا شبابية، تسعى لتحسين الواقع الشبابي العام، يكون أيضا من ضمن أولوياتها تحسين برامج الأطفال الذين هم أيضا فئة مهمة ورقم يجب عدم التغاضي عنه لخدمة الوطن.
اقعدي يا هند..
اقعدي يا هند هذه الجملة التي ترددت في أجواء قاعة البرلمان الأردني في المجلس السابق، حينما قالها النائب السابق يحيى سعود للنائبة هند الفايز التي اعتبرها البعض مجرد مزحة عابرة والبعض الآخر اعتبرها إهانة للمرأة.
تطرقت لهذا الموضوع لأننا لا زلنا سواء في المجتمع العربي أو حتى في الأردن نرى أن الأفضلية للكلام تكون للرجل، وهذا مخالف للمنطق والعقل لما نراه من إنجازات بالجملة للمرأة وتفوقها سياسيا واجتماعيا واقتصاديا برغم التحديات والصعوبات التي قد تمر بها، على الأغلب هذه التحديات هي التي تنتج امرأة قوية مخلصة في حبها للوطن. لذلك أتطلع لعدم سماع مثل هذه الجملة في مجلس نيابي قادم، فهي أصلا لا يجوز أن يتفوه بها نائب في صرح كهذا، بالإضافة لبعض الممارسات والمشاحنات التي وجدت في المجالس السابقة والتي لاتنم عن من يمثلون شعب الأردن. في هذا المجلس أريد أن أحلم بسماع أصوات نسائية قوية تعلو في قول الحق والدفاع عنه ونصرة كل شخص مظلوم، لا أريد أن أرى مهاجمات ومشاحنات أو حتى دراما نيابية على الهواء مباشرة.
نحن نحتاج اليوم إلى مجلس نيابي قوي من الشعب وإلى الشعب، خصوصا في ظل ما تمر به المنطقة العربية. لذا فالواجبات القادمة على المواطن وعلى المرشح وعلى أي شخص منتم يخاف على مصلحة وطنه قد تكون كبيرة لكنها ستدفع الأردن دفعات للأمام.
لا نريد أن نقدم خطوة إلى الأمام وخطوة إلى الخلف، إما خطوات إلى الأمام وإما أن نبقى في ذلك السبات العميق نعود ونعود إلى الخلف، ونغرق في ذلك الكلام الوردي والشعارات التي لا تسمن ولا تغني من جوع.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.