ارفعي هامتكِ ولا تقبلي بأقل مما تستحقين، فأنت لست امتدادا للرجل بل أنت المجتمع برمته، سارعي للمجد واقتنصي كل هدف حتى تبلغي مراقي الصعود وتتبوئين مراتب الخلود. سواء أكنتِ أما أم زوجة أم أختا، ستظلين أنثى تندرجين في قائمة نون النسوة، نون أبت الرضوخ والاستسلام على مر العصور والأزمان، وسعت سعيا حثيثا لإبراز ذاتها وإثبات قدراتها في شتى المجالات رغم تعدد المعيقات وكثرة المطبات .
ارفضي تلك الوقائع المجتمعية الهزيلة التي تهدف إلى استعبادك من قمع وعنف واضطهاد تطاول على كرامتك الإنسانية |
سيدتي الساذجة، هل ستستسلمين لسلطة المجتمع الذي يصفك بأنك "عورة" تسبب الفتن؟ أم ستُقيدك العادات والتقاليد التي دفعتك للزواج قاصرة؟ هل تقبلين على نفسك أن تكوني متمما في حين أنك الكل قصرا وليس شرطا؟
منذ بزوغ التاريخ اعتبروك وصمة للعار واختاروا وأدك عوض تربيتك على المبادئ والأخلاق، سواسية مثلك مثل الصبيان. حاربت، ناضلت ومسيرة حاشدة قدت حتى احتللت الصدارة وبجدارة. فكيف تقبلين بأقل مما تستحقين وأنت قد أصبحت رمز القيادة في سائر المجالات وعنصرا فعالا جوهريا في كافة المجتمعات ؟
سيدتي اخرجي من قوقعتك المتداعية واهدمي كافة الحواجز الواهية، التي حالت بينك وبين تطلعاتك، اكسري حاجر الصمت وارفضي تلك الوقائع المجتمعية الهزيلة التي تهدف إلى استعبادك من قمع، عنف واضطهاد تطاول على كرامتك الإنسانية، فقد تختلف الأحداث وتتنوع المظاهر ليظل الإشكال واحد كطفلة لم تبلغ عقدها العاشر تُجبر على الزواج من شيخ ستيني ومغتصب يعقد قرانه على ضحيته أوأسر تفضل بيع فلذات أكبادها بحجة الفقر والجوع، صور نمطية باتت لدينا عادية كباقي الأمور الروتينية التي تعودنا عليها في حياتنا اليومية.
سيدتي لم تخلقي لتستعبدي أوليتم التحكم بكي تارة من طرف الأب وتارة أخرى من طرف الزوج وكأنك دمية خرساء، عزيزتي أنت لست جسدا كما يتراءى للبعض لإشباع رغباته أوشئ يباع ويشترى ليتم التفاخر بجماليته، بل أنت اسمي من ذلك. أنت كيان مستقل بذاته جوهره الحنان، اللطف والدلال، لكن هذا ليس سببا لاحتقارك ووضعك في لائحة الإضافات فالقليل من الموازنة بين اللطف والصرامة بات ضروريا للضمان ولونسبة من الاحترام .
قولي "لا" باختصار وتجنبي الدموع فهي ليست مجدية في زمان ساد فيه قانون الغاب وتعالى فيه الاحتقار ليصبح شعار.. تذكري عزيزتي أن عزتك فوق كل اعتبار وكرامتك سامية على الأنام، واجهي الشدة بالعزم والحزم وبادري لاتخاذ القرار والترفع عن رأفت تلك وذاك، لا تنبطح بل استمر في السموومواجهة كل التيارات العاصفة، بكل جرأة عبري عن رأيكي نعم اسمعي صوتك واجعلي الاختيار اختيارك والقرار أنت صاحبته، سيدتي الساذجة كوني أنت الحدث وليس مجرد جزء منه .
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.